بيروت ــ ندى مفرج
يعـيد المسلسل الـتاريخي «مـالح يا بحـر» الممثل مـحمـود سعيـد الى الدراما بعد سنوات طويلة من الغياب، فـهذا العمل سـبق ان صور مـشـاهده الاولى الخـرج علي سعـد منذ سـبع سنوات لتلفـزيون لبنان، وجاء قـرار مجلس الوزراء بايـقاف الانتاج الدرامي ومن ثم البث، لكن الخرج علي السعد لم ينس العمل فعرض على التلفزيون التونسي الذي تحمس له، خاصة ان تونس عاشت معاناة الانتداب الفرنسي والقصة تدور حول الانتداب، وكـان يفتـرض ان يمثل في العمل وجـوه من تونس ومصر، وطلب التلفزيون التونسي شريكا لبنانينا ولم يحصل عليه، فتم ايقاف المشروع.
ثم وصل العمل الى شركة رؤى بروداكـشن فارادت تنفيذه منفردة كعمل لبناني بامتياز.
وتعيش الخرجة ليليان البستاني ضغطا كبيرا، فبدأت منذ اشهـر ثلاثة البحث عن مواقع للتـصوير ووقع اختـيارها على انفة ودومـا (الشمال) ومـشمش (جبـيل) وغيـرها من القرى اللبنانية.
العمل الذي يعـتبر من الانتاجـات الضخمة الذي سـيسعى لمنافسة الدرامـا الخليجية والمصرية والسـورية والذي يبصر النور بعد مخـاض صعب واليم، كتب السيناريو مـروان العبد وهو يحكـي قـصـة تتناول الاقـطاع البـحـري ابـان الانتـداب الفرنسي وتأثيـره على عمل الصـيادين وانعكاساته السلبـية على حياة العائلة والاولاد.
القصـة تدور في القرن الماضي في الثـلاثينيات حيث يعـمد الاقطاعي الظالم خطار (مـحـمود سـعيـد) وقد اسـتغل نفـوذ الفرنـسيين كمـا فعل البـاشاوات والآغـات، وعمد الى تـعذيب الصـيـادين والتنكيل باهل بلدتهم، الامـر الذي جـعله يحـتكر سوق السـمك لصالحـه في ظل حالة الرعب التي كـانت تسود، وعدم مواجهته من قبل احـد، وكذلك منع خوف شقيقه ابووائل (كمال حلو) من مـواجهته بعد ان سلبـه امواله وكل ما يمتلك، وكان يخاف على مـستقبل اولاده الاربعـة، فوافق على مضض على حـياة الفـقر والبـؤس مع عائـلته، وتكبـر ابنته (كـارمن لبس) لتـواجه تربيـة اخـوتها الثـلاثة على حـساب حـياتهـا الخاصة ومسـتقبلها، وحاول ابن عمـها (يوسف حداد) اي ابن خطار الذي كان قـد تلقى علومه الجامعـية في فرنسا، فـصدت محـاولات استمالتـها، وكان قد عـاد الى لبنان في ظل الانتداب المنتشـر من عكار الى الجنوب وكـسروان، وقد سـيطر الاقطاع على القطاع البحري بدعم فرنسي، لكن العمل يحمل في طياته رسالة واضـحة عـبر التاريخ انه مـهمـا طال الوقت فسـيرحل الاجنبي ليبقى الوطن لابنائه، ويدعو الــــكاتب مروان العبد ابناء الوطن الـى عـدم الاسـتــــعـانة بالاجنبي والـتـفـاؤل بالوطن.
ويظهر العمل ان نفـوذ المستبدين (خطار) في عـصر النفوذ الاجنبي يـزول مع زوال الانتـداب، ليــخـســر الظالم ليــقف الصيـادون للحصـول على الاستـقلال والتـمرد على الاحـتلال والمظاهرات لاستـعادة الحكومة اللبنانية مـوقعها وسـيادتها ويسترد ابووائل املاكه.
«مالح يا بحـر» يعتـبر من المسلسلات الـصعبـة، سواء من ناحية المواقف او الحوار او صعوبة العمل.
نخـبة من الاسـمـاء من طوني عيـسى الى بيـاريت قطريب وكـارلوس عازار وتشـلا شمـعون ونغم ابوشـديد وعبـدالله حمصي وعمـر ميقاتي وناظم عيسى ووداد جـبور ومي كساب وهبـة مـجـاهدي، تعـيـد الدرامـا التـاريخـيـة اللبنانيـة الى الواجـهة.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )