مفرح الشمري
ضمن انشطة مهرجان القرين الثقافي الـ 17، قدمت فرقة مسرح الطليعة المصرية عرضها المسرحي «عجايب» مساء اول من امس على خشبة مسرح الدسمة وذلك في ختام الانشطة الخاصة لـ «ضيف شرف المهرجان» لهذه الدورة جمهورية مصر العربية الشقيقة.
قبل انطلاق العرض المسرحي، القى رئيس الوفد المصري ماهر سليم كلمة شكر فيها اللجنة العليا المنظمة لمهرجان القرين لحسن الضيافة والاستقبال، مؤكدا ان هذا ليس بجديد على الكويت ومعبرا عن اعجابه الشديد بأنشطة المهرجان المتنوعة والمتميزة من وجهة نظره كفنان مصري شارك، وحضر العديد من المهرجانات العربية والعالمية.
صراع العقل والعاطفة
ومن ثم تابع الحضور الذي كان يتقدمه الامين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي والسفير المصري طاهر فرحات ومديرة ادارة المسرح بالمجلس كاملة العياد وعميد المعهد العالي للفنون المسرحية د.فهد السليم وآخرون العرض المسرحي «عجايب» تأليف عاطف النمر واخراج سامح بسيوني وتمثيل ايهاب بكير وسمر علام وايمان مسامح واسلام سعيد وماهر محمود ومحمد عبدالوهاب واحمد الشوربجي ومنيرة محمد، وتدور فكرته حول ازمة المثقف العربي وصراعه مع السلطة وذلك من خلال تجسيد المؤلف هذا الصراع في صورة حوارية بين ثلاث شخصيات رئيسية وهي الاستاذ والعقل والعاطفة، وقد تبادل الاخران الاتهامات فيما بينهما بانه السبب في مأساة هذا الاستاذ الذي جسد دوره ايهاب بكير بينما جسد دور العقل اسلام سعيد اما سمر علام فجسدت العاطفة.
الصراع الذي تناولته المسرحية ناقشته العديد من العروض المسرحية لذلك جاءت فكرته مستهلكة ولا يوجد فيها الا شعارات وهتافات كنا نشاهدها في المسلسلات والافلام المصرية «لا تودي ولا تجيب»، خصوصا ان المؤلف اعلن عن فكرته بشكل مباشر من خلال بعض الحوارات التي دارت بين شخصياته الثلاث الرئيسية (الاستاذ والعقل والعاطفة) ولم يترك للمتلقي ان يكشف فكرة العرض بنفسه، فبدا للاسف وكأنه عرض مدرسي يفتقد العناصر المسرحية الاحترافية، خصوصا في دخول «.الباشا» المفاجئ على بيت المثقف ليفاجأ بوجود ابنته لديه ورغم ان هذا المشهد تجاوب معه الحضور الا انهم في قرار انفسهم تساءلوا: ما الصلة التي تجمع الاستاذ والباشا حتى يدخل عليه فجأة في بيته؟ ونعتقد ان هذا الامر كان بحاجة الى توضيح من المخرج سامح بسيوني حتى نفهم رؤيته الاخراجية بالطريقة الصحيحة، خصوصا في مشاهد الحب التي تجمع بين ابنة الباشا والاستاذ والتي كانت اقل من عادية ولا يوجد بها تفاعل كذلك مشاهد التعذيب في السجن للاستاذ والتي كانت خالية من اي انفعالات حتى يتعاطف معه الحضور، فجاءت تلك المشاهد باردة ومرت مرور الكرام.
اما بالنسبة لديكور المسرحية فقد كان ثابتا ولم يخدم العرض المسرحي، حيث كان عبارة عن براويز واعمدة من الحديد منقوشة عليها بعض الحروف والكلمات، لكن لم تضف اي شيء للعرض المسرحي.
ندوة تطبيقية
بعد انتهاء مسرحية «عجايب» اقيمت ندوة تطبيقية ادارها د.محمد زعيمة وشارك بها المؤلف عاطف النمر والمخرج سامح بسيوني ونائب رئيس مسرح الطليعة ماهر سليم وذلك لمناقشة العرض، فكانت الانطباعات عند اغلب الحضور ايجابية لدرجة ان البعض وصف النص بانه من النصوص الصعبة وآخر وصف العرض بـ «البديع» رغم الاخفاقات الموجودة به.
وذكر النمر ان النص كتبه منذ عشرين عاما ولم يجد المخرج الذي ينفذه، خاصة انه عرض على عدد من المخرجين الكبار الا انهم لم يستطيعوا اخراجه فأخرجه سامح بسيوني الذي تركت له اختيار الممثلين. من جهته، عبر المخرج سامح بسيوني عن سعادته بعرض المسرحية في الكويت، موضحا ان ما يريد قوله ذكره في المسرحية.