عبدالحميد الخطيب
في ظل ما يشهده الوسط الفني من انتاجات كبيرة وبزوغ وجوه وأفول أخرى، مازال الفنان المتألق احمد ايراج يثبت من خلال أعماله الفنية انه لم يتواجد من أجل التواجد وإنما لتقديم فن راق ورسالة واعية يضع من خلالها بصمته بعيدا عن الإسـفاف والابتذال اللذين شابا بعض الأعمال الدراميــة.
وفي هذا السياق أشار ايراج في حوار مع «الأنباء» الى انه شارك في الفيلم السينمائي الاماراتي «ظل البحر» مع المخرج نواف الجناحي والكاتب محمد حسن احمد والذي سيعرض الفترة المقبلة بعد انتهاء عملية المونتاج، وهو فيلم روائي طويل يشارك فيه مع نخبة من نجوم الامارت، حيث تم تصويره من خلال طاقم فني من كندا، وذلك لتقديم تجربة خليجية واعية بتقنية أجنبية.
وأضاف ايراج قائلا: كما شاركت في مسلسل «سماء ثانية» مع المخرج احمد المقلة والكاتب أمين صالح، وهو عمل رومانسي فنتازي يضم نخبة من النجوم منهم: جاسم النبهان، هيفاء حسين، عبد المحسن النمر، ابتسام العطاوي، وغيرهم، وصور المسلسل بالكامل في البحرين وشخصيتي فيه رومانسية، حيث أجسد دور مؤلف موسيقي يواجه العديد من العقبات لجهل الناس بأهمية مجاله.
واستطرد: ولدي عمل ثالث وهو «الحب لا يكفي احيانا» مع عبدالعزيز الطوالة كمنتج وابنه محمد الطوالة كمخرج، والعمل بطولة هدى حسين وزينة كرم وحسين المنصور وشهاب حاجية ومها محمد وتدور أحداثه في إطار رومانسي ايضا، مشددا على ان اتجاه المنتجين الى الرومانسية في أعمالهم ليس لتأثرهم بالأعمال التركية والمكسيكية كما يقال، خصوصا ان مثل هذه الاعمال قدمت عربيا في الماضي، ولكن لأن الناس وجدت متنفسا في الرومانسية في ظل التوترات والانفعالات الكثيرة المحيطة بهم في حياتهم.
فنان موسيقي
وأكد ايراج ان جميع الاعمال الرومانسية التي شارك بها لا تغفل الجوانب المرتبطة بالاخلاق الشرقية وتحترم العادات والتقاليد وقال: لو نظرنا مثلا الى شخصيتي في «الحب لا يكفي أحيانا» ستجدني أقدم المشكلات التي يواجهها الفنان الموسيقي في منطقة الخليج بسبب عدم انتباه الجمهور لهذا النوع من الفنون، كما نتناول قضايا مهمة مثل صلة الرحم وغيرها.
وعن سبب اتجاه الفنانين الكويتيين الى الدراما الخليجية قال: لأن النجم الكويتي يمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة تختلف عن باقي فناني الخليج وهذا الشيء رسخه الفنانون الكبار في عقلية المشاهد الذي يعلم ان الفن الخليجي ظهر من الكويت، وللعلم أغلب الاعمال التي ظهرت في الخليج كان وراءها كوادر كويتية، وهذا لا ينفي ان هناك نجوما ودراما خليجية، لكن ما أقصده هو ان الاستعانة بالنجم الكويتي هو للفت الانتباه، وهذا فرضته الساحة الفنية الكويتية لأنها هوليود الخليج.
وعما يقال ان مشاركة بعض الفنانين في الخارج تكون بسبب المادة، رد: عن تجربتي الشخصية أنا أعمل في الخارج بنفس أجري في الكويت وفي بعض الدول الخليجية يكون أجري اقل، خصوصا أنني أبحث عن الدور الجيد والبطولات التي أستطيع ان أحققها في أي مكان، بمعني أنني أطير وراء الدور، واعتقد ان الدور الجميل هو الذي يشتري الفنان.
توقيت سيئ
وبسؤاله عن سبب مشاركته في اكثر من عمل في السنة الواحدة اجاب ايراج: الآن ومع كثرة الفضائيات وتنوع الاعمال وزيادة الانتاج اعتقد ان مشاركة الفنان في عمل واحد تعرضه للخطر وكأنه يحكم على نفسه بالإعدام، خصوصا اذا ما عرض هذا العمل في توقيت سيئ أو من دون تسويق اعلاني، لذلك اعتقد انه لابد على الفنان ان يقدم في الموسم الواحد ثلاثة أعمال على الاقل حتى يكون موجودا بشكل صحيح، ولكن مع تنوع «الكركترات» شكلا ومضمونا حتى لا يقع فريسة التكرار ولا يحرق نفسه.
وحول زواجه، أشار الى انه لم يخطط حتى الآن له ويتركه للقسمة والنصيب، وقال عن إشاعة زواجه سرا بفنانة من الوسط الفني كانت تطارده: هذا الأمر غير صحيح، فلست روبرت دينيرو الكويت، مؤكدا انه يفضل ألا يرتبط من الوسط الفني وذلك لأنه يعرف ان حياة الفنان دائما مشغولة، ولذلك يحتاج الى زوجة تمسك البيت، ولذلك ارتباطه بفنانة سيكون عائقا أمام تكوينه لأسرة، مشددا على انه يعتز بجميع زميلاته في الوسط الفني.
وعن السينما أوضح ايراج انه متفائل خيرا بشأنها، وقال: هناك اجتهاد وإصرار على النجاح من خلال الانتاجات البسيطة للشباب الكويتي الموهوب واتجاه الفنان الرائع طارق العلي الى التعاون مع السينما المصرية ونجومها المشهورين، وكذلك المهرجانات الخليجية التي تستقطب نجوم السينما العالميين وتسهيل احتكاك السينمائيين الخليجيين بهم للاستفادة من خبراتهم، وهذه العوامل تعطينا مؤشرا ان السينما الكويتية قادمة على الطريق.