محمد الشمري
تدخل فرقة الجيل الواعي التي قدمت عددا من الاعمال المتميزة في مشوارها بمسرحية «سوق الجمعة» في مهرجان أيام المسرح للشباب الرابع، من تأليف د.حسين المسلم الذي يتابع تنفيذ نظريته وهي بعنوان «المسرح العربي الحي».
يقول د.حسين المسلم عن استمراريته في تطبيق النظرية: يظل في بالي حتى الآن موضوع المسرح العربي الحي ونظريته ويجب ان يكون هناك استمرار فيه، مادامت لدي القناعة بعدم وجود المسرح الحي الذي يتناسب مع المجتمع العربي، والأنسب ان يكون لصيقا به، ويشعر به المتفرج وبالتالي سيكون التواصل كبيرا، وبناء على النظرية استمررت بهذا الطريق كتابة واخراجا.
واضاف المسلم كما اعمل على انتشارها بحيث نقدم مسرحا حيا داخل مجتمعنا العربي وليس مسرح المتحف يأتي إليه الشخص من دون ان يستمتع او يفكر فيه، فنحن من خلال النظرية نريد التركيز على الوعي العربي في قضايانا وهمومنا ومشاكلنا.
وتابع أنه في كل عمل أقدمه أمعن في الكوميديا حتى أبين للناس ان الكوميديا ليست عيبا، فنقدمها بلا ابتذال لأن كل عناصر الكوميديا مكتوبة بالنص ومن ثم لن يخرج الممثل عنها، واذا اضاف المخرج فلن يتعدى الأمر جملة أو اثنتين، وبذلك نثبت ان المسرح الجاد ليس متجهما بل انه كوميدي وساخر لدرجة المرارة أحيانا، ويتبع في احيان اخرى «شر البلية ما يضحك»، لذا فهو لصيق بالناس، هناك جزء من النظرية يقول: «التواصل وليس التأصيل هو همنا في المسرح العربي الحي»، فليس مهمة المسرح نقل التراث اليه، ويجب ان يوظف كل ما يوضع على المسرح دراميا واهم جانب في التوظيف هو التواصل مع المتفرج والتأثير فيه ومن ثم التفاعل وتكوين الوعي الفكري والاجتماعي لديه.
والاسقاط هو من مكونات المسرح العربي الحي، ان يشعر المتفرج ان التاريخ هو جزء منه ويعايشه حاليا فلا يشعر ان هناك بعدا زمنيا بينه وبين ما يحدث، والمسرح العربي الحي حقيقة هو مفتوح لأي عنصر ايقاعي او موروث او تاريخ او حدوتة واقعية او متخيلة وأي شيء يساعد في التواصل وهذه المتعة والوعي لدى المفترج، فهو من حق الكاتب او المخرج ان يستخدمه.
ثم تحدث المسلم عن نصه قائلا «سوق الجمعة» يعكس شريحة جديدة من الواقع عن طريق هذا السوق الذي يحوي تركيبة شكلية وسكانية تعاني من المشاكل بسبب ترك السوق بصورته العشوائية، ويعاني من انف مفتوح على الغبار والرياح الخبيثة الآتية من سوق الغنم واختلاط الحابل بالنابل، فأحد الاشخاص في السوق قبل ان يتقمص دور الشرير يقول انا أحبكم واحب السوق، ويقول في بعض اللحظات لو يتم اغلاقه او يزود بالتكييف ويهتم به اكثر ويخصص مكان للعائلات وآخر للشباب وكافيتيريا محترمة ووسائل للراحة، ويعطي مقارنة عن الوضع العربي في الاسقاط التاريخي عبر شخصية السلطان في حدوتة علاء الدين يعري الوضع الراهن كيف نكون على قلب واحد ونحن لا يأتمن بعضنا بعضا وهناك من يطمع بالآخر ويهدده.
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )