خالد السويدان
ضمن انشطة مهرجان «ايام المسرح للشباب» في دورته الرابعة قدمت فرقة الرواد الاوائل مسرحية «سارة» بطولة عبدالله الزيد وشذى سبت وعبدالله عيسى المنصور وصادق بهبهاني، وتصدى للتأليف والاخراج الفنان الشاب منصور حسين المنصور، وقدمت المسرحية في مسرح الخليج العربي بمنطقة السالمية، تدور احداث المسرحية بين سارة ومنصور ولكن الظروف الصعبة التي تمر بها سارة من قسوة اخيها وزوجته تجعلها يتيمة، ما جعلنا نرى سارة في منزل صديق والدها المتوفى وتعشق منصور الذي يأخذه البحر والغوص 4 اشهر وبعد ذلك يبدأ كلام الناس حتى يصل والد منصور الى قرار الزواج من سارة، وفي يوم الزفاف يدخل منصور ويفاجأ بحبيبته وهي عروس لوالده
الفضاء المسرحي البديل
ربما يكون المفهوم للفضاء المسرحي البديل عند بعض الشباب المخرجين، هو ان يقدم عملا في مكان مختلف بعيدا عن العلبة الايطالية للمسرح المعتاد عليه، من حيث جلوس الجمهور والخشبة الرئيسية للمسرح، الجهد كان واضحا ويشكر عليه المؤلف والمخرج منصور حسين المنصور ولكن ليس لكل مجتهد نصيب، ورغم كل الظروف الصعبة التي مر بها فريق العمل إلا انه اصر على التقديم لأن الجمهور ليس له ذنب.
وظف المخرج مقر مسرح الخليج وهو الحوش العربي الذي يمتاز به البيت الكويتي القديم، ولكن هناك اخطاء كثيرة، من اهمها انه من خلال وجود مجموعة كبيرة من المجاميع الخاصة في التعبير الحركي خلال مشهد الجنازة او مشهد الزفاف في نهاية المسرحية حجب الرؤية عن الجمهور الجالس على الاجناب ولم يستطيعوا رؤية المشهد الاخير بكل تفاصيله ولا حتى ملامح الممثلين.
الإضاءة والمكياج
الإضاءة في هذا العرض لم تكن موفقة وربما يرجع ذلك لظروف العمل مع مصمم الاضاءة، ما جعل المشاهد يشعر ببعض القطع من ناحية التواصل الفكري والذهني مع الاحداث للعمل نفسه، اما المكياج فمن المفترض الا نشعر به لأن العمل يتكلم عن تيمة اجتماعية من واقع الحياة الكويتية القديمة، إلا اننا شاهدنا الممثلة شذى سبت بمكياج كامل، وهذا ما جعل المشاهد يفصل الشكل عن المضمون.
أداء الممثلين
تميز الفنان الشاب عبدالله الزيد من خلال دور منصور الذي قدمه بشكل سليم وممتاز وجعل الجمهور يعيش حالة الحب التي يعيشها مع محبوبته سارة وهذا يدل على جهد المخرج في اداء وتوجيه الممثلين.
أما الممثلة شذى سبت كانت اصطناعية في الاداء وحركاتها لا تدل على التقمص الكافي للشخصية.
الفنان صادق بهبهاني والذي جسد شخصية الاب تمتع بانسجام متواصل واداء جميل ما جعل الجمهور يشعر بأنه خائن لابنه وبالوقت نفسه خائف على مصلحة وسمعة سارة.
الندوة التطبيقية
بعد انتهاء العرض الذي قدم في مسرح الخليج العربي اقيمت ندوة تطبيقية، وكان مدير هذه الندوة المؤلف المسرحي ومهندس الديكور مشعل الموسى، بالاضافة الى كاتب ومخرج المسرحية الفنان الشاب منصور حسين المنصور، حيث تأسف للجمهور عن التأخير الذي خرج عن ارادته، وذلك لأسباب قاهرة تخرج عن ارادته وتعود الى الترتيبات المسبقة من ادارة المهرجان، وبعد هذا الاعتذار تمنى المنصور ان يكون العمل قد نال اعجاب الجمهور ووصلت الفكرة، حيث وجه للمنصور الكثير من الانتقادات التي تصب في مصلحة العمل وتزيد من ثقافته المسرحية، حيث بدأ فيها الناقد علاء الجابر، وكان ختامها الفنان جاسم النبهان الذي اصر على الحضور لأن العمل قدم باسم فرقة «الرواد الاوائل» وهذه الكلمة تكفيه هو ومن معه من جيله من الرواد في المسرح وعلى رأسهم المرحوم صقر الرشود، حيث وجه نصيحة للمنصور وقال له لا تجازف بهذا الاسم في طرح اي موضوع واي مسرحية بأي شكل من الاشكال وكن حذرا لأنك تحمل اسماء كبيرة.
وفي ختام الندوة قال منصور حسين المنصور: «اشكر جميع الحضور وانا سعيد بهذه التوجيهات التي ستدعمني وموعدي معكم بالمهرجانات المقبلة».
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )