خالد السويدان
في آخر العروض التي قدمت ضمن أنشطة مهرجان ايام المسرح للشباب في دورته الرابعة والتابع للهيئة العامة للشباب والرياضة قدمت فرقة الجيل الواعي مسرحية «سوق الجمعة» من تأليف د.حسين المسلم وتصدى لاخراجها الشابان محمد حسين المسلم وأيوب دشتي وهي من بطولة النجم عبدالله التركماني وعبير يحيى وعلي التركماني ورشا وعبدالله الحشاش وعبدالمحسن العمر وحسين الرشيدي والنجم الواعد محمد صفر.
تتلخص الاحداث في وجود مسرحية داخل سوق الجمعة وهو ما يسمى بمسرح المرح اي نجد ان الممثلين يجسدون اكثر من شخصية في مسرحية داخل القيمة الاساسية التي بني عليها النص وتدور الاحداث في هذا السوق الذي يجمع جميع طبقات المجتمع العربي والكويتي بشكل خاص من حيث تعدد الجنسيات والجاليات في هذا السوق بالاضافة الى الاسقاطات التي قدمت من خلال العرض والتي تكون بين الحاكم والمحكوم وعلاقة السلطة بالشعب بشكل مباشر.
الفضاء المسرحي البديل
من خلال نظرية المسرح العربي الحي والتي تعتمد اعتمادا كليا على تواصل الجمهور مع الممثلين بشكل مباشر لكي يحقق التواصل المطلوب نجد ان هذا العرض امتاز عن غيره من باقي العروض التي قدمت في هذا المهرجان من خلال الاستيعاب الواضح للمخرجين وكيفية توظيف الفضاء المسرحي البديل عن العلبة الايطالية والشكل التقليدي للمسرح حيث كانت الاجواء العامة لهذا العرض مزيجا من التواصل والفرجة والمتعة والاستفادة من العرض المسرحي مما جعل الجمهور يشعر في عدم وجود اي حاجز بينه وبين الممثلين وهذا الذي أعطى دافعا قويا للعمل ان يتميز عن باقي الاعمال التي قدمت.
واذا لاحظنا ان اختيار المكان لعرض مثل هذا العمل ناجحا فالفضل يرجع الى فرقة الجيل الواعي التي تحرص دائما على تقديم مثل هذه العروض الناجحة والتي تجعل المشاهد العادي يحب المسرح ويتابع هذه الاعمال الاكاديمية بشكل مستمر متواجدا في مثل هذه العروض الهادفة.
أداء الممثلين
من اساسيات العمل الناجح اداء الممثلين وفي «سوق الجمعة» وجدنا ان هناك روح فريق العمل الواحد الذي جعل المشاهد قريبا الى ابعد الحدود من هؤلاء الممثلين لانهم كانوا بالفعل منسجمين بأدوارهم وشخصياتهم ومتفاهمين الى ابعد الحدود لكل شخصية قاموا فيها وكانوا بشكل متناغم والفضل يرجع الى توجيهات المخرجين واشراف المؤلف د.حسين المسلم لهذا العرض الشيق.
النجم عبدالله التركماني ابهر الجمهور بطلته المختلفة عن باقي الادوار التي قدمها في معظم مسرحياته من قبل، وقدم كركتر جديدا بحلة مختلفة وكوميدية جعل الجمهور يشعر بالراحة والمتعة من خلال مشاهدته المسرحية اما الفنانة عبير يحيى فكانت في منتهى الروعة والدقة في اداء الشخصيـــة والتي تجســـدت في أكثر مـــن شكــل على حــدة.
ولادة نجم
شهدت مسرحية «سوق الجمعة» ولادة نجم يدخل على الساحة الفنية هو الفنان الشاب محمد صفر طالب في المعهد العالي للفنون المسرحية الفرقة الثانية تمثيل واخراج، ولو شاهدنا اداءه التمثيلي بالكركتر الذي قدمه نجد انه بالفعل يستحق كل التشجيع لأنه امتاز عن باقي زملائه بخفة الدم وروحه المرحة.
باختصار نستطيع أن نقول أن الفرجة المسرحية تحققت من خلال تواصل الجمهور وحضورهم ومتابعتهم للعمل والبدء في فهم مفرداته وما تدور حوله قصة المسرحية مما جعل الجمهور يستمع ويستفيد من هذا العرض المسرحي وهنا نرى ان نظرية المسرح العربي الحي تحققت وبنجاح.
الندوة التطبيقية
اقيمت بعد انتهاء العرض المسرحي ندوة تطبيقية ادارتها «الأنباء» حيث تواجد على المنصة المؤلف د.حسين المسلم والمخرج محمد حسين المسلم والمخرج ايوب دشتي، كانت الندوة مختلفة بعض الشيء عن باقي الندوات حيث تميزت بصعود الكثير من النقاد الى المنصة وكانوا يحملون في كلماتهم كل معاني التقدير والاحترام للمؤلف والمخرجين على هذا العمل الرائع ومن بعض الامثلة التي قدمت من الكاتبة المسرحية صفاء البيلي للمخرجين وهي كيف تجمعا في الفكر والرأي من اجل اخراج هذا العمل الرائع وكانت الاجابة من المخرجين بأنهم يكملون بعضهم البعض وكل واحد لديه افكار يحتاج ان يطبقها وتنقصه الخبرة بالاضافــــة الى الاستعانة بالمؤلف د.حســين المسلــم.
اما الكاتبة عواطف البدر فتوجهت بالشكر الى د.حسين المسلم والى فرقة الجيل الواعي الذين تعودنا منهم على ان يتحفونا في كل مهرجان وكل احتفال للمسرح.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )