مفرح الشمري
ضمن أنشطة مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ 14 وبحضور السفير السوري علي عبدالكريم ومدير المهرجان طالب الرفاعي وجمهور غفير غصت به خشبة مسرح الدسمة، قدمت فرقة «أورنينا» للمسرح الاستعراضي عرضها الذي تناول الحضارات المتعاقبة التي مرت على الشام برؤية اخراجية تصدى لها رئيس الفرقة ناصر ابراهيم.
استغرق العرض ساعة ونصف الساعة، واستطاع ان يبث الحماس داخل النفوس وخاصة نفوس الجالية السورية التي تابعت هذا العرض بشغف كبير لأنه أظهر «حارات» الشام بلهجاتها وملابسها وطيبة أهلها، وكذلك الحب الذي يسكن في قلوبهم لبلدهم بلغة بصرية جميلة خاصة ان مخرج العرض أظهر «الشام» كشخصية من لحم ودم ولدت في حضن الحكمة وترعرعت في كنف التسامح رغم أنه توالت عليه شعوب وحضارات وغزاة وفاتحون، ولكن ظل متماسكا بفضل أهله الذين سكن الجمال قلوبهم وألبسهم «طوقا من الياسمين».
انها حكاية حب وسلام ورسالة موجهة لمن يريد ان يقتل الحب في هذا «الشام» الذي امتطى صهوات الحب، فكان فارسه الاول الذي يهابه القاصي والداني.
حكاية جميلة رواها العرض بلغة الاستعراض وبلغة الجسد والايماء واللحن والايقاع كان بطلها الكلمة الشعرية التي كان صداها «يرن» في آذان الحضور وزادها جمالا المشاركون في هذا العرض من «شباب وصبايا» والذين أبدعوا في تجسيد ادوارهم بشكل لا يوصف، وذلك لامتلاكهم اللياقة البدنية العالية في الاستعراض على خشبة المسرح، الامر الذي صفق له الجمهور الغفير مرات عدة.
الخلفية التي استخدمها مخرج العمل ناصر ابراهيم كانت جميلة، حيث وضع صورة كبيرة في عمق المسرح لـ «حارات» الشام، بالاضافة الى ان الاضاءة لعبت دورا كبيرا في اعطاء صورة جمالية للمتلقى لأنها كانت موظفة بشكل جميل.
ورغم هذا الابداع الذي قدمته فرقة «أورنينا» السورية في عرضها «طوق الياسمين» الا ان التناغم بين اللوحات كان مفقودا في بعض الاحيان، ولكن رغم ذلك ما قدمته «أورنينا» السورية يستحق الاشادة والتقدير.
بعد نهاية العرض كرّم مدير مهرجان القرين طالب الرفاعي رئيس الفرقة ناصر ابراهيم بحضور السفير السوري ورئيس الجالية السورية وسلمه درعا تذكارية لمشاركته الايجابية في انشطة المهرجان، الامر الذي قابله رئيس الفرقة ناصر ابراهيم بتوجيه الدعوة لكل المسؤولين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب لزيارة دمشق لأنها عاصمة الثقافة العربية 2008.
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )