خالد السويدان
ضمن اختبارات المعهد العالي للفنون المسرحية قدمت الفرقة الثالثة قسم التمثيل والاخراج مسرحية «حمام لا يحب الفودكا» من اخراج الدكتور المبدع عبدالله العابر وكانت على خشبة مسرح حمد الرجيب في المعهد العالي.
العمل يتكلم عن قضية انسانية على المستوى الاول ويناقش فيها واقع الحياة التي نعيشها في هذه الاوقات حيث صور المخرج الواقع الذي نعيشه بسجن وقيود حديدية واستخدم الطلبة الموجودين في السجن كي يشكلوا جميع الجنسيات العربية التي تعاني من اضطهاد في الواقع، والحياة التي نعيشها عبارة عن سجن للافكار والمواهب والحرية والثقافة التي تساعد على نمو الحضارة وازدهارها للاعلى ولكن للاسف هناك اشخاص وسلطات تقمع هذه النشاطات والابداعات ولا نعرف ما السبب الحقيقي وراء ذلك.
استطاع المخرج ان يسلط الضوء على الطلبة من خلال الاداء التمثيلي بعيدا كل البعد عن أي امر آخر يساعد الممثل حيث اكتشفنا ان المعهد فيه طاقات شبابية رهيبة لو ظهرت على الساحة الفنية لجعلتنا نشعر ان مستقبل الفن والساحة الكويتية في أمان في ظل وجود اساتذة يخافون على الحركة المسرحية والساحة الفنية في الكويت.
الجو العام للمسرحية كان يتسم بروح التلاحم والتفاهم بين الطلبة الممثلين، وهذا يحسب لمخرج العمل وكيفية سيطرته على العمل بشكل عام، أما الديكور فكان بسيطا جدا ولكنه يعبر عن المعنى المقصود للمسرحية وهو السجن الذي يحبس فيه المتهمون.
اما أداء الممثلين وشخصياتهم فقد اختلفت فكانت بين السجين والكاتب السياسي والمدرس والشرطي والحاكم وابن التاجر والعاهرات وراعي الحمام الذي جسد شخصيته الطالب ضاري وكان في منتهى الروعة من خلال الكوميديا التي كانت في قمة الواقعية، أما الطالب محمد عدنان فجسد شخصية ابن التاجر الذي لا يراعي ولا يهتم بالمسؤولية ويعتمد اعتمادا كليا على منصب ومال والده، وايضا جسد الشخصية بشكل مختلف وغلب عليها الطابع الكوميدي، أما الفنان الشاب علي الشقيح فجسد شخصية الكاتب السياسي الذي يعاني من اضطهاد فكري وكيفية التعامل مع من يحاول ان يجعل للبلد وللدولة مكانة سياسية مرموقة بين الدول، فكان في قمة التراجيديا والكوميديا في نفس الوقت وهذا ايضا يحسب لمخرج العمل وكيفية توصيله للطلبة الشخصية الحقيقية المكتوبة في النص وكيفية تجسيدها على خشبة المسرح وكيفية التعامل معها.
«الأنباء» التقت مع مخرج العمل د.عبدالله العابر الذي أشرف على هذا العمل، حيث قال: للامانة هذه المسرحية تعتبر جرعة لطلبة الفرقة الثالثة قسم التمثيل والاخراج، وحاولت ان أكشف عن الطاقات الشبابية في الفرقة، بالاضافة الى محاولتي ان أهيئ طلبتي للدخول الى السنة الرابعة وهي سنة التخرج ولديهم القدرة على ان يكونوا اهلا للثقة المطلوبة منهم، بالاضافة الى انني حاولت أن أشكل وأحاول ان أكثف الجهد للطلبة من خلال البروفات لكي يكون العمل بالمستوى المطلوب.
أما الفنان الشاب علي الشقيح فأضاف قائلا: كل الشكر والتقدير الى معلمي د.عبدالله العابر الذي للامانة بذل معنا جهده لكي يتسنى لنا تقديم هذه المسرحية من خلال امتحانات نهاية الفصل الاول، ونأمل انا وزملائي أن نكون وفقنا في هذا العمل رغم قلة الامكانات حيث حاولنا ان نجتهد ونقدم افضل ما عندنا لكي نستمر في تقديم اعمال مسرحية اكاديمية لها قيمتها الفنية.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )