مـفـرح الشمري
عبدالحميد الخطيب
اتشح مسرح الدسمة مساء امس الاول بلون السواد بعد رحيل الفنان الكبير وأحد رواد الحركة الفنية الكويتية علي المفيدي.
فقبل عرض مسرحية «انتظارات» قام رئيس المركز الاعلامي الزميل مفرح الشمري بنعي هذا الهرم الفني الكبير وعزى الوسط الفني لفقدانه، وسأل الله العلي القدير ان يلهم اهله الصبر والسلوان.
ثم تلاه مدير المهرجان عبدالله عبدالرسول الذي قال: ننعى في هذا المساء الحزين الراحل الكبير وفقيد الحركة المسرحية الكويتية الفنان علي المفيدي الذي قدم الكثير من الانجازات للمسرح والاذاعة والتلفزيون.
واضاف: لقد كان رحمه الله صاحب دور كبير، خصوصا في مهرجان الشباب، حيث كان رئيسا للجنة التحكيم بالمهرجان في دورته الثالثة وكرم كأحد رواد الحركة الفنية الكويتية في الدورة الرابعة، وتمنى عبدالرسول ان يكون عطاء علي المفيدي هو قدوة لشباب الفنانين.
بعد نعي المهرجان للفنان الكبير الراحل علي المفيدي فتح الستار ليعلن عن بدء عرض «انتظارات»، وهو العرض الثامن في المنافسة الرسمية لمهرجان «ايام المسرح للشباب»، حيث ظهر كل من الفنانين الشابين عبدالله التركماني وعبدالله بهمن يقفان وكأنهما ينتظران شيئا وتبدو عليهما علامات الاستعجال ثم يدخل المسرح عبدالمحسن القفاص وهو يرتدي ملابس جديدة ومن فوقها بشت، ومن الجانب الآخر تدخل فتاة جميلة ترتدي فستان عرس ابيض وفي يدها باقة زهور وهي شجون الهاجري، بعد قليل يذهب التركماني ومن بعده بوشهري ويتركان الرجل الانيق صاحب البشت والعروس الجميلة وحدهما، وفجأة تحدث ضجة وتنطفئ الانوار وكأن هناك عطلا حدث، فلقد كانا يركبان مصعدا في احدى البنايات ويتجهان الى قاعة افراح حتى يتزوجا، لكن ما الذي حدث في المصعد ولماذا توقف؟ وفي اي طابق هما؟! اسئلة كثيرة كانا يريدان اجابة عنها، فهو عريس يريد اللحاق بعرسه وهي تريد اللحاق بأهلها لاتمام «الملكة» يطلب منها صاحب البشت ان تهدأ وهي لا تستطيع وكل خوفها فقط على مكياجها لذلك تصرخ تستنجد بأي احد فلا تجد من يجيبها، فيطلب منها العريس ان تستسلم لما هي فيه لأن المصعد هو سجنها وسجنه، ولكنها تقول له: لا اريد ان اموت، فالناس بانتظاري وفجأة تسأله: من انت حتى تسألني كل هذه الاسئلة؟ فيقول لها انا الحب، فتقول له: لقد تركتني وسافرت فيرد عليها: لأن والدك اهانني فهو يبحث عن الاصل والنسب، ولذلك ذهبت لآخذ الدكتوراه التي هي اعلى نسب، فلقد ظن والدك انني «بدون» كرامة فتقول له: لكني انتظرتك ولم تأت لتأخذني فيرد عليها: اليوم سأتزوج بأخرى وفي نفس المكان الذي ستتزوجين به، وهذا هو انتقامي منكم، ثم يتحرك المصعد وكأنه يهوي الى الاسفل فتسأله: هل متنا؟ فيقول: لا اعتقد ربما نحن في الدور العاشر او الاول.
فتصيح به: اختر رقما واحدا في اي الطوابق نحن؟
فيجيبها: الانسان هو عبارة عن رقم وحتى الاسماء هي ارقام فنحن عندما نولد نكون ارقاما ففي شهادة الميلاد ارقام وفي جواز السفر والبطاقة المدنية كلها ارقام مبالغ فيها.
فتصفه بالجنون وهو يضحك ويقول: اتشرف بأن أكون مجنونا لأن الجنون هو العامل الرئيسي في حياة كل فيلسوف، فنحن كعرب مشكلتنا اننا عندما نرى احد الاشخاص وقد نبغ وتفوق في احد المجالات نضغط على رأسه ونذبحه.
تنقلات نفسية
رغم شعور الجمهور ببعض الملل في بداية العرض الا ان التنقلات النفسية في النص المكتوب والحبكة الدرامية والاداء الراقي الذي قام به الفنان عبدالمحسن القفاص والفنانة شجون الهاجري جعل جميع من في صالة مسرح الدسمة يتابع بإمعان هذا الفن الراقي الذي عاشه بطلا عرض «انتظارات» بكل مشاعرهما فقد جعلانا بالفعل نشاهد مصعدا وبه اثنان حبيسان.
فلقد اجادت المخرجة هيا عبدالسلام مقبول في استخدام رؤية ممتعة جذبت من خلالها الجمهور ولعبت بها على وتر الفكاهة والتراجيديا معا مستغلة في ذلك الموهبة الكبيرة لدى القفاص والهاجري، وكذلك كانت ازياء المسرحية وديكوراتها اكثر من رائعة وهي من تصميم لولو عبدالسلام ولا ننسى ان اضاءة سلطان خسروه التي كانت مناسبة لما يحدث بالمصعد من وقوف وتحرك داخل المبنى وما ساعد على ابراز الاضاءة هو الموسيقى المتماشية مع توتر الاحداث بين البطل والبطلة المصاحب لكل حركة تحدث في المصعد.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )