سعود الورع - محمد ناصر
فقدت الساحة الغنائية الشعبية في الكويت الفنان الاصيل احمد مهدي صالح الحمد رئيس فرقة اولاد عامر الشعبية عن عمر يناهز الـ 53 عاما قضى معظمها حاملا مشعل الحفاظ على التراث الشعبي الكويتي الاصيل من خلال رئاسته للفرقة التي تسلم ادارتها بدءا من يونيو 2006.
ويعتبر الراحل احمد مهدي صالح الرئيس الثامن للفرقة اذ شاركت في عهده في العديد من الانشطة التراثية المميزة منها مهرجان الموسيقى العاشر حيث قدموا عددا من الفنون التراثية كالسامري والعرضة.
كما شاركوا في حفلات افتتاح لمراكز عديدة منها افتتاح مجمع الاڤنيوز بالاضافة لوصلتهم المميزة التي اسعدوا بها جميع رواد مهرجان «صيف ثقافي» وغيرها العديد من النشاطات الكبيرة.
ويعود لهذه الفرقة الفضل الكبير في تذكير الاجيال بتراثنا الفني حتى لا يندثر وليبقى حاضرا في نفوس وقلوب شبابنا، فجميعنا رددنا معهم احلى القصائد والاشعار بحب الوطن «يا دار لنا حق علينا» وانشدنا بصحبتهم اجمل الكلام في حب حكامنا «ما بغيت غيرهم من طيبها» و«نحمد الله جميلة وشيخنا صار منا».
فالسيوف والبنادق التي تحملها سواعد ابناء الفرقة تجسد سواعد اهل الديرة وتكاتفهم وتفانيهم في حب الوطن، وما النجاحات التي حققتها الفرقة في عهد الراحل احمد مهدي صالح الا امتداد لنجاحات مماثلة في عهد الراحل مهدي صالح وبدء بعهد عهد اول رئيس لها الحاج داود السلمان، ولا شك في ان رئيس الفرقة المقبل والذي سيعين في الاسابيع المقبلة بقرار من مجلس الادارة سيحمل بين يديه امانة نجاحات الفرقة وسيكون امتدادا طيبا لكل اسلافه السابقين.
عرضة الحساوية
تأسست فرقة «أولاد عامر» في عهد المغفور له الشيخ مبارك الصباح وكان يطلق عليها آنذاك «عرضة الحساوية» وكان رئيس الجماعة في ذلك الوقت الحاج داود السلمان وكانت أدوات العرضة من دون «طبول» و«لا طارات» فقد كانت معتمدة على (الصفوف فقط).
ثم تولى الحاج أحمد علي الخميس مسؤولية الفرقة في عهد الشيخ سالم المبارك ومنها بدأت تظهر بشكل ملحوظ نشاطات الفرقة حيث شاركت في بناء سور الكويت من خلال العرضة إذ كانت تمشي الفرقة من الفريج الى المكان المخصص لبناء السور.
أما بالنسبة للعرضة فقد كانت تقام في أيام الأعياد ولمدة خمسة أيام في «الفريج» وتتكون وقتها الفرقة من حلقة البنادق «المقاميع» وكان «جيدوم» الحلقة هو الحاج حمد الخميس الذي كان يترأس الفرقة.
ثم تولى رئاسة الفرقة الحاج صالح حمادي لفترة قصيرة جاء بعده الحاج عبد علي القتم.
وفي سنة 1940 تقريبا أي في عهد الشيخ أحمد الجابر الصباح نشطت الفرق الشعبية وبدأت تشارك في أفراح الشيوخ أيام الأعياد في ساحة الصفاة، وكانت فرقة عرضة الحساوية «أولاد عامر» تخرج من الفريج الى الصفاة وتلتقي مع بعض الفرق، منها فرقة الرندي والمرقاب في صف والحساوية في صف ولمدة ثلاثة أيام العيد، وكان يشارك في هذه العرضة معظم أفراد الأسرة الحاكمة، من آل الصباح الكرام، ثم تقام العرضة في الفريج يومي الرابع والخامس من العيد ويشارك فيها أبناء «الفريج».
ثم تولى الحاج علي السلطان رئاسة الفرقة وفي عهده كان هناك فترة ركود بعد وفاة الشيخ أحمد الجابر حيث توقفت العرضات الرسمية في الأعياد والمناسبات وبعد ذلك تولى رئاسة الفرقة الحاج صالح أحمد الحمد في عهد الشيخ عبدالله السالم.
وفي عهده – رحمه الله – حصلت الكويت على استقلالها وهذا من شأنه ان زاد في نشاطات الفرق الشعبية وتعددها وتم تغيير اسم الفرقة من «الحساوية» الى فرقة «أولاد عامر» وبدأ عهد جديد للفرقة حيث راحت تشارك في جميع النشاطات والأفراح والأعياد والمناسبات الوطنية والاحتفالات الشعبية، وبعدها تولى رئاسة الفرقة مهدي صالح الحمد ثم بعد وفاته الراحل أحمد مهدي صالح الذي قدم معها أفضل الحفلات وأثرى الساحة الغنائية الشعبية بأفضل الأغنيات حتى وافته المنية وانتقل الى رحمة الله تعالى تاركا إرثا شعبيا كبيرا سيظل مرجعا لكل محبي الفن الشعبي الكويتي الاصيل.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )