دمشق ـ هدى العبود
بالرغم من كونها حازت لقب ملكة جمال تدمر منتصف التسعينيات من القرن الماضي، الا ان الفنانة روعة ياسين لم تستثمر هذا الجمال في أدوار سطحية تستغل هذه الناحية في الفنانة، بل كانت ذكية في اختياراتها لأدوارها، حيث رأيناها تؤدي دور العرجاء، والخرساء، والمرأة المغلوبة على أمرها، والارملة التي تعمل من اجل اطفالها، وشخصيات اخرى كثيرة من هذا القبيل، على عكس ما نراه عند فنانات جيلها اللواتي اعتمدن على ادوار الغنج والحب والرومانسية، وهي كما نعلم جميعا لا تحتاج الى الكثير من الجهد والتعب لدى الفنانة ولا تبرز موهبتها الحقيقية ان كانت موجودة أصلا، من اعمال روعة ياسين التلفزيونية:
رجال تحت الطربوش، يوميات فهمان، أنت عمري، ورود في تربة مالحة، مرايا، قوس قزح، اهل المدينة، حاجز الصمت، آه يا زمن، جريمة بلا نهاية وأعمال اخرى كثيرة السطور التالية فيها الكثير من التفاصيل:
ما رأيك في ظاهرة تكرار الفنانة لأدوارها في اكثر من عمل وفي موسم درامي واحد؟ وهل سبق ان فعلت ذلك؟
بكل تأكيد ظاهرة تكرار الادوار في موسم واحد بالنسبة للفنان او الفنانة تخلق نوعا من الملل للمشاهد وخصوصا عندما تكون خياراته غير دقيقة، ولكن الكثير من الفنانين يسعون لتحقيق حضور مكثف في هذا الموسم الدرامي يدفعهم في ذلك سعيهم وراء الربح وهنا لا ننكر دور شركات الانتاج عندما تسعى لاسقاط العديد من الادوار على فنان أو اثنين او عدد محدد منهم.
وبالنسبة لي، أؤكد لك انني في كل ادواري السابقة على مدى ما يزيد على السنوات العشر الماضية لم اكرر دورا سبق ان لعبته، لأنني منذ البداية اخذت على عاتقي ان النوع هو الذي اسعى اليه وليس كم الاعمال او الادوار، ولهذا فأنا مقلة نوعا في اعمالي التلفزيونية مقارنة بزميلاتي من الفنانات السوريات ولا اقبل الا بأدوار جديدة علي وشرط ان اقتنع بها، وتضيف الى تجربتي الفنية.
بالرغم من شكلك الذي يتسم بالجدية لكنك استطعت ان تطوعيه بالعديد من الادوار الكوميدية وسؤالي هل وجدت مكانا لك في الكوميديا؟
أي فنان في بلدنا يجب ان ينوع في أدائه بين الكوميديا والتراجيديا، وهذا بهدف التحقق من امكاناته ومواهبه، وقد سبق لي ان شاركت في العديد من المسلسلات الكوميدية السورية بدأتها بسلسلة «مرايا» مع الفنان الكبير ياسر العظمة ثم في يوميات فهمان، وأنت عمري، وبقعة ضوء، وهذه النوعية من الكوميديا أنا أحبها واعشقها، فهي تخلو من الاثارة والاسفاف والحركات البهلوانية المفتعلة، وتتميز بالكوميديا الراقية.
سبق لك ان قدمت نماذج عديدة من ادوار المرأة اللعوب، فما دوافعك لقبول مثل هذه الادوار؟
بداية أنا لم ولن اقدم دورا بطريقة مبتذلة مهما كانت المغريات المادية، ونموذج المرأة اللعوب الذي جسدته في اكثر من مسلسل تلفزيوني كان مختلفا تماما عن ادوار المرأة اللعوب التي نعرفها في المسلسلات والافلام المصرية، فمثلا في مسلسل «أيامنا الحلوة» مثلت دور «أم رياض» وكان دورا واقعيا ونموذجا موجودا في حياتنا اليومية العادية، وقد حاولت ألا اقوم بأي استفزاز او ازعاج للمشاهد، بل عملت على ايصال فكرة ورسالة تظهر مكامن الخطر لتلك الحالات بطرق مقبولة، وحرصت على مشاعر المشاهد وكررت التجربة في حاجز الصمت، وجريمة بلا نهاية، وغيرهما.
تفاصيل الحوار في ملف ( pdf )