مفرح الشمري
في أجواء اتسمت بعبق الماضي الجميل وذكرياته العالقة في العقول انطلقت مساء امس الاول أنشطة مهرجان القرين الثقافي في دورته العشرين تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك، وبحضور وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م.علي اليوحة والأمين العام المساعد لقطاع الثقافة والأمناء د.بدر الدويش إلى جانب ضيوف الكويت وحشد من الشخصيات الديبلوماسية الثقافية والإعلامية والفنية وجمهور كبير اكتظت به مقاعد مسرح متحف الكويت الوطني.
انطلق حفل الافتتاح بكلمات ترحيبية من قبل عريفته المذيعة سودابة علي التي أشادت فيها بدور المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بإثراء الحركة الفنية والثقافية بإقامته للعديد من المهرجانات في البلاد، ومن ثم دعت راعي الحفل وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود لإلقاء كلمته والذي عبر فيها عن سعادته في هذه اللحظات المفعمة بمشاعر الأخوة والصداقة في هذا العرس الثقافي الذي يجمع بين مختلف أطياف الإبداع والفكر والأدب والفنون، مبينا أن هذا العام ارتقى مهرجان القرين السنوي إلى رسالة الكويت السامية وموقعها على الساحة الثقافية العربية والدولية، وذلك بالرعاية السامية من حضرة صاحب السمو الأمير وسمو ولي عهده، وبتوجيهات سمو رئيس مجلس الوزراء، من خلال رعاية الإبداع والفكر والأدب والفنون.
وأشار الحمود في كلمته إلى أنه على هامش فعاليات المهرجان يلتقي المفكرون والفنانون والإعلاميون والنقاد والأدباء العرب لصياغة إضافات جديدة لسجل الثقافة العربية، لافتا الى أن مهرجان القرين الثقافي أصبح علامة بارزة على خارطة النشاط الثقافي والفني للكويت منذ أن انطلقت دورته الأولى في نوفمبر عام 1994، وعاما بعد آخر ترسخت ملامحه ليصبح حقيقة ثابتة في الحياة الثقافية والفنية ليس في الكويت فحسب، بل في المنطقة العربية بأسرها، ورمزا لتلاقي الثقافة العربية والعالمية على أرض الكويت، وقد رسخ المهرجان جذوره بالساحتين العربية والعالمية لكونه مهرجانا ثقافيا بكل ما تحمل الكلمة من معان، ولهذا بات المهرجان هو اللقاء الثقافي الأجمل بكل عام.
ولفت الحمود الى أن الكويت وهي تحتفل بإضاءة الشمعة العشرين من مهرجان القرين الثقافي، وقال: لا بد من أن نحيي كل الذين ساهموا في انطلاقته ومسيرته حتى أصبح اليوم شجرة وارفة الظلال، كما نحيي كل الرواد والمبدعين الذين أسهموا في إثراء مسيرة التنمية الثقافية والذين يستحقون منا كل الثناء والشكر، كما نحيي كل من ساهم في إقامة هذا العرس الثقافي، متمنيا في نهاية حديثه للضيوف بطيب الإقامة في الكويت وبأفضل مشاركة مع إخوانهم من أبناء الكويت ليكون القرين العشرون على قدر الثقافة وللمزيد من الإنجازات.
وفي لفتة طيبة من القائمين على حفل الافتتاح تم استذكار الملحن الراحل مرزوق المرزوق وفاء لعطاءاته الكثيرة للساحة الفنية وتحديدا دوره في فرقة التلفزيون، حيث أزاح كل من الملحن الكبير غنام الديكان ورئيس فرقة التلفزيون احمد القطامي وبدر الجويهل عن ستارة كانت وراءها صورة كبيرة للملحن الراحل مرزوق المرزوق وفاء وعرفانا له ولدوره في تأسيس فرقة التلفزيون وسط تصفيق كبير من الجمهور الغفير.
إيقاعات شعبية
ومن بعد ذلك انطلق حفل أوركسترا د.سليمان الديكان السيمفوني وبمشاركة فرقة التلفزيون للفنون في أمسية «دروازة القرين» والذي شهد توليفة من الإيقاعات الشعبية من غناء كورال الأوركسترا التي تفاعل معها الحضور الكبير، استهل في افتتاحية الحفل في «الدروازة» وهو عمل موسيقي على قالب «السنكني» من ألحان الديكان، وفي خطوة وفاء ورثاء واستذكار لمسيرة الفنان الراحل مرزوق المرزوق قدمت الفرقة الأوركسترالية مقطوعة موسيقية مغناة على إيقاع «السامري» حملت عنوان «يا شوق عيني» من كلمات الشاعر عبدالله الدويش وألحان الراحل المرزوق، لتتنوع الوصلات الموسيقية المفعمة بالأحاسيس اللحنية الجميلة للموسيقار الديكان خلال التوزيع الموسيقي الذي قام به، وفي عمل فني إنساني قدمت الأوركسترا معزوفة موسيقية بعنوان «أطفال سورية» عبارة عن عمل أوبرالي عالمي نال اعجاب الجميع الذين تذكروا مآسي اطفال سورية من خلال الموسيقى الجميلة التي قدمها الموسيقار د.سليمان الديكان، لتتوالى بعدها الأعمال الغنائية الوطنية الأصيلة بأغنية «نفدي دارنا» من غناء الكورال وهو على إيقاع «الردحة» كلمات الشاعر عبدالله السعد وألحان وتوزيع د. سليمان الديكان، أغنية «يا مرحبا» من الإيقاع «الفرينسي» كلمات الشاعر عبدالله الحبيتر وألحان الموسيقار غنام الديكان.
تفاعل الحضور
واستمرت أمسية «دروازة القرين» بين تناعم وتآلف الإيقاعات الشعبية الكويتية والموسيقي العالمية، فقدمت أغنية «شراي» في الإيقاع «الخماري» كلماتها قديمة ومن تطوير وألحان الموسيقار غنام الديكان لتشتعل خشبة مسرح متحف الكويت الوطني بأغنية «في عزك ربينا» وذلك لتفاعل الحضور الكبير معها وهي على إيقاعي «الدزة والشيلة» من كلمات الشاعر بدر بورسلي وألحان غنام الديكان، تلتها أغنية «رحال» على إيقاع «الحدادي» كلمات الشاعر بدر بورسلي وألحان غنام الديكان أيضا، وكان مسك ختام امسية «دروازة القرين» أغنية «يا بلادي» وهو من الشيلات الغنائية بإيقاع «السواحلي» كلمات د.يعقوب الغنيم وألحان وتوزيع د.سليمان الديكان.
mefrehs@