- الحوطي: مؤسسة البدر لها الريادة كقطاع خاص في مسرح الطفل
- رمضان: يجب ألا نستخدم في مسرح الطفل لغة توحي بالإهانة لبعض المتلقين من الأطفال لاستدرار الضحك
مفرح الشمري
mefrehs@
نظمت ادارة المسرح بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حلقة نقاشية على مدى يومين حملت عنوان «مسرح الطفل في الكويت»، شارك فيها كل من رئيسة قسم النقد والأدب المسرحي بالمعهد العالي للفنون المسرحية د.نرمين الحوطي ود.كافية رمضان ود.نادر القنة ود.سكينة مراد ود.فيصل القحطاني وأدارتها الاعلامية المخضرمة فيحاء السعيد، وذلك ضمن أنشطة مهرجان القرين الثقافي في دورته العشرين واحتضنتها مكتبة الكويت الوطنية.
بدأت الجلسة بكلمة لمديرة إدارة المسرح كاملة العياد أشارت خلالها الى اهتمام المجلس بالثقافة بوجه عام والطفل بوجه خاص، لافتة الى أن هذا التوجه قد بدأ العام الماضي من خلال ندوة مسرح الطفل في دول مجلس التعاون الخليجي بين الواقع والطموح، وإكمالا لهذا التوجه تكونت لجنة لمتابعة مسرح الطفل للنهوض به، وأشارت العياد الى أن عددا من موظفي إدارة المسرح قاموا بأخذ آراء الاطفال فيما يقدم لهم من مسرحيات، تاركة المجال لمشاهدة ريبورتاج مصور مع الاطفال، حيث أكدت مجموعة الاطفال في الفيلم أن مسرح الطفل في الكويت يقتصر على الأغاني والاستعراضات والضحك في الوقت الذي يفتقر فيه الى المسرحيات الدينية والتي تهدف الى زيادة الوعى الديني، وأشار الاطفال الى المبالغة في أسعار التذاكر وأن الكراسي غير مريحة بالمرة.
انطلقت الحلقة النقاشية باستعراض رئيسة قسم النقد والأدب المسرحي بالمعهد العالي للفنون المسرحية د.نرمين الحوطي في ورقتها البحثية، والتي جاءت تحت عنوان «مسرح الطفل في الكويت بين النشأة والبدايات»، مسيرة المسرح الكويتي وأهم المحطات، قائلة: إن أول فرقة تمثيلية تكونت كانت بالمدرسة المباركية وأول مسرحية هي «إسلام عمر» لمؤسس المسرح الكويتي حمد الرجيب ومن ثم الرائد محمد النشمي وصولا الى تأسيس فرقة المسرح الشعبي عام 1956 والتي قدمت أعمالا تزيد من الوعى الكويتي وتؤسس لبدايات ناجحة للمسرح ليتعاون حمد الرجيب مع زكي طليمات ويتوالى تأسيس الفرق المسرحية الاهلية وظهور العنصر النسائي على خشبة المسرح للمرة الأولى، وتستطرد الدكتورة نرمين الحوطي، لافتة الى إنشاء إدارة الفرق المسرحية على يد الرجيب لتقدم عام 1964 أول مسرحية كويتية خالصة تأليفا وتمثيلا وإخراجا وهي «عشت وشفت» لتنطلق بعدها الاعمال الكويتية ويشكل المخرج الراحل صقر الرشود والكاتب عبدالعزيز السريع ثنائيا ناجحا لعدد من الاعمال المهمة في تاريخ المسرح الكويتي عالجت الكثير من القضايا وأصبح المؤلف الكويتي له رؤية في قضايا وطنه، مشيرة الى أعمال سعد الفرج ود. حسن يعقوب العلي لتصل الحوطي الى تأسيس معهد الفنون المسرحية عام 1973 لتشهد فترة السبعينيات العصر الذهبي للمسرح، مضيفة أنه على الرغم من أن المسرح الكويتي ولد في أحضان المسرح المدرسي، فإن مسرح الطفل غاب عنه لكن في عام 1974 صدر قرار بإنشاء مسرح الطفل التابع للمجلس الوطني، وقامت المدارس بمسرحة المناهج ووجد التلميذ شرحا وافيا من خلال التعايش مع العرض.
السندباد البحري
وحول مسرح الطفل في القطاع الخاص قالت الحوطي: مؤسسة البدر لها الريادة في ذلك، حيث قدمت العديد من الاعمال منها «السندباد البحري» عام 1978 ثم «البساط السحري» عام 1979 للكاتب مهدي الصايغ كما قدم الكاتب البحريني خلف أحمد خلف مسرحية «العفريت» وقدم محفوظ عبدالرحمن والسيد حافظ أعمالا للطفل، وبالرغم من تنوع هذه الاعمال، فإنها ركزت على عاطفة الحب للوطن وحب الخير ليظهر الطفل في بيئة صحية.
وخلصت الحوطي الى ان البداية والنشأة التزمت بالأسس الصحيحة وريادتها لم تأت من فراغ في تلك المرحلة مما جعل مسرح الطفل هادفا.
اللغة في مسرح الطفل
وتناولت د.كافية رمضان في بحثها قضية اللغة في مسرح الطفل، موضحة أن المسرح يتوجه اليك مباشرة دون وسيط ومن هنا لا يمكن القبول باستخدام لغة مسرحية دون أن تعرف الجمهور المستهدف، وقالت: اللغة المسرحية ليست المنطوقة فقط فهناك لغة الجسد مثل البانتوميم وأيضا مسرح الظل والدمى.
وتابعت رمضان: اذا نظرنا الى لغة المسرح الموجهة للأطفال فسنجد أنفسنا أمام مفارقات عديدة بسبب استخدام اللهجة العامية في الوقت الذي يجب أن نتوجه فيه لاستخدام اللغة الفصحى البسيطة والتي ثبت علميا أنها قادرة على الوصول الى الاطفال بسلاسة ويسر مما يعنى أنه لا يوجد مبرر لاستخدام العامية، لافتة الى أن غياب الدور التربوي في مسرح الطفل يشكل اساءة له، وقالت: يجب الا نستخدم لغة توحى بالإهانة لبعض المتلقين من الاطفال مثل الإشارة الى الطوائف والقبائل أو إدخال لغات أخرى لاستدرار الضحك، مطالبة بعدم استفزاز الاطفال.
وأبدت رمضان استياءها من النصوص الهزيلة التي تقدم الى لجنة النصوص في المجلس الوطني، مشيرة الى أن المجلس إما أن يقبل بها أو لا يجد نصوصا على الاطلاق.
مهارات التفكير
وتحدث د.فيصل القحطاني في بحثه حول تنمية مهارات التفكير في كتابة النص المسرحي للطفل، طارحا في بحثه منهجا علميا لمطابقة النص مع تنمية مهارات التفكير، مشيرا الى أن هذه الدراسة هي الاولى في الخليج لأنه لا توجد دراسات متخصصة في تنمية التفكير في مسرح الطفل، وقال: الكثير من الكتاب لا يحترمون عقلية الطفل في التعامل معه، مشيرا الى ان التفكير قدرة تتكون بالممارسة وعلى نحو ارتقائي وتدريجي وتحتاج مهارة التفكير الى توجيه وإرشاد حتى تصل الى أعلى مستوى فالتفكير لا ينمو تلقائيا لأنه عملية لا يتم اكتسابها عفوا أو نتيجة عرضية، لافتا الى أن التفكير الابداعي يتميز بالشمولية لأنه ينطوي على عناصر معرفية وانفعالية وأخلاقية متداخلة تشكل جميعها حالة ذهنية فريدة.
وفى النهاية خلص الباحث لعدد من التوصيات، منها ضرورة عمل دورات متخصصة للكتاب والمخرجين والعاملين في مسرح الطفل حول الموهبة والإبداع ومهارات التفكير الاخرى، كذلك إنشاء لجنة دائمة مكونة من أساتذة متخصصين في علم نفس النمو والتربية والدراما تكون مهمتها تحديد الفئة العمرية لكل النصوص المقدمة قبل إجازتها.
واستكملت الحلقة النقاشية الخاصة عن مسرح الطفل في الكويت صباح امس، وكان المشاركان فيها استاذة النقد والأدب المسرحي في المعهد العالي للفنون المسرحية د.سكينة مراد وأستاذ الدراما المسرحية د.نادر القنة، حيث أوصت د.سكينة مراد في نهاية حديثها عن مسرح الطفل بإقامة ورش مسرحية متخصصة لمسرح الطفل في الكتابة وعناصر المسرح بالاضافة الى ادراج مادة تدرس بالمعهد العالي للفنون المسرحية مختصة بمسرح الطفل.
أما د.نادر القنة فقام بإجراء استبيان عشوائي لعينات من الاطفال بالمناطق الداخلية عن حضورهم للمسرح وما يعجبهم فيه وظهر بنتائج مخيفة طلب من المسؤولين في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدراستها حتى يكون لدينا مسرح طفل حقيقي في الكويت، كما طالب بالابتعاد عن «البلاي باك» في المسرحيات التي لا تحتاج لذلك حتى يكون التفاعل بين الاطفال والممثلين اكثر واقعية.
أخيرا.. كثير من الحلقات النقاشية التي أقامها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المختصة بمسرح الطفل بما فيها هذه الحلقة النقاشية التي حملت كلاما «حلو ومنطقي» وتوصيات مهمة ولكن هل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يطبقها على الواقع، أم أنها سيكون مصيرها مثل مصير توصيات الحلقات النقاشية السابقة التي تطبع بكتب وتحفظ بالادراج ولا نجدها بواقع أعمالنا الخاصة بمسرح الطفل؟!
بدر الدويش: «الليالي السينمائية» تأكيد على الاهتمام بالسينمائيين الشباب
أكد الأمين العام المساعد للثقافة والفنون بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د.بدر الدويش ان الاهتمام الذي يوليه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالسينمائيين الشباب يأخذ أبعادا كثيرة في هذه المرحلة من تاريخ المجلس، وقال: ستشهد المرحلة المقبلة انطلاق مهرجان الكويت السينمائي الذي يتم التحضير له حاليا، بالإضافة الى عدد آخر من الانشطة والفعاليات، لعل من بينها «الليالي السينمائية» التي تأتي ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته العشرين التي تتواصل هذه الأيام والتي تقام برعاية سمو رئيس مجلس الوزراء.
وأضاف الدويش: الانشطة الثقافية والفنية والأدبية التي يقدمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في كل دورة من دورات مهرجان القرين الثقافي زاخرة بما هو جديد وانعكاس لمدى تقدم الحياة الثقافية ورعاية واهتمام الدولة ومن الانشطة التي يوليها اهتماما كبيرا النشاط السينمائي ولطالما وضع هذا النشاط ضمن أجندته السنوية سواء في مهرجان القرين أو مهرجان الصيف، حيث يقدم أبرز نتاجات السينما المحلية والعربية والدولية.
واستطرد قائلا: في هذه الدورة سيقدم المجلس وتحقيقا للتعاون وتنفيذا للبرامج التنفيذية المشتركة بين حكومة الكويت وحكومات الدول الشقيقة والصديقة وبالتعاون مع السفارة الاندونيسية في الكويت الفيلم الاجتماعي الاندونيسي «أمي تريد الذهاب الى الحج»، ويحكي الفيلم قصة أرملة تعيش مع ولدها الذي يكرس حياته من أجل تحقيق حلم أمه بالذهاب الى الحج لكنه لا يستطيع للكلفة المالية والتي تزداد عاما بعد آخر ورغم محاولاته في جمع المبلغ الا أنه يفشل في النهاية الى أن تتكفل عائلة ميسورة بتحمل تكاليف الحج للأرملة وابنها ومدة الفيلم 75 دقيقة وسيعرض في سينما ليلى غاليري 15 الجاري 7م.
كما أشار الى الليلة السينمائية الكويتية، قائلا انها ستضم عددا متميزا من احدث النتاجات السينمائية التي تجسد مفردات الاهتمام بالسينمائيين الشباب، وستضم الليلة: ليلة سينمائية كويتية (أفلام قصيرة من الكويت) ومنها فيلم «الهوا على نيتا» وثائقي ـ إخراج شاكر أبل ـ المدة: 22 دقيقة، ويوثق الفيلم حادثة وقعت في العام 1910 عندما استطاع النوخذة عباس بن نخي الوصول بشحنة الاسلحة الى شواطئ الكويت بعد مطاردة عنيفة، وفيلم «البيجامات الثلاث» روائي ـ إخراج خلود النجار ـ المدة: 3.30 دقائق، ويتعرض الفيلم لظاهرة التحرش الجنسي من الاقرباء، وايضا فيلم «موطني» وهو روائي ومن إخراج عبدالمحسن التمار ومدته: 5.25 دقائق،
ويوثق الفيلم الثورات العربية ومظاهر الظلم والاستبداد.
وسيعرض فيلم «بلاد العجائب ـ قصة واقعية» روائي ـ إخراج دانة المعجل ـ المدة: 38 دقيقة، ويسلط الفيلم الضوء على التشابه بين الوضع الاجتماعي والسياسي وبين الرواية الاصلية بشكل خيالي والواقع الكويتي.
وفيلم «وردة والأزرق» روائي ـ إخراج خلود النجار ـ المدة: 8 دقائق، ويتعرض الفيلم لظاهرة التمييز بين الولد والبنت على أساس الجنس، وفيلم «غرفتي وردية اللون» روائي ـ إخراج فاشان شارما ـ المدة: 4.10 دقائق.
يسلط الفيلم الضوء على تجربة الضياع والتشرد، ومدة العرض 80 دقيقة ـ سينما ليلى غاليري ـ 21 الجاري ـ 7 م.
ووجه الأمين العام المساعد للثقافة والفنون الدعوة للمهتمين بالسينما لمتابعة هذه الفعاليات التي تأتي في سياق الاهتمام الذي يوليه المجلس بالسينما والسينمائيين بشكل عام.