عبدالحميد الخطيب
قدم المؤلف والمخرج عبدالله العابر مساء امس الاول في مسرح الدسمة مسرحية «عظم مشوي مقلي» لفرقة مسرح الشباب ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان محمد عبدالمحسن الخرافي للابداع المسرحي الدورة السادسة حيث افتتحت المسرحية العروض الرسمية للمهرجان الذي بدأت انشطة السبت الماضي بعرض نسائي على هامشه وهي مسرحية «جنون على مستوى» لفريق وصال.
وقد اعلن الافتتاح الرسمي للمهرجان الفنان جمال الردهان الذي اكد في كلمة موجزة على اهمية مهرجان الخرافي في اثراء الساحة المسرحية والفنية والثقافية وقال: هكذا هو مهرجان محمد عبدالمحسن الخرافي للابداع المسرحي موعد مع الابداع وفضاء للتألق ومساحة امل للاجيال المقبلة في بلدنا الحبيب الكويت.
واضاف: مع انطلاق العروض الرسمية للدورة السادسة تبدأ مرحلة جديدة من تاريخ المهرجان تؤكد على العنوان المحوري للمهرجان وهو الابداع المسرحي مع فتح الباب على مصراعيه للفرق المسرحية الاهلية والخاصة وجميع الجهات المعنية بالشأن المسرحي.
تكريم
وتابع الردهان: سيتم في هذه الدورة تكريم كوكبة من النجوم الراحلين وهم: الفنانون الراحلون حمد الرجيب وعائشة ابراهيم وطيبة الفرج، كما سيتم تكريم بعض الرواد الذين اثروا الحركة الفنية والمسرحية بأجمل الاعمال ومازالوا يعطون من وقتهم ومجهودهم للارتقاء بالفن الكويتي، وهم: نقيب الفنانين العملاق عبدالحسين عبدالرضا والفنانان القديران احمد الصالح ومحمد المنصور، واكد على حرص المهرجان على تكريم الرواد والاحتفاء بجيل الشباب ومن ثم دعا الردهان اعضاء لجنة التحكيم للصعود الى خشبة المسرح، وبعدها اعلن افتتاح الدورة السادسة لمهرجان الخرافي للابداع المسرحي.
رؤية إخراجية
تساؤلات كثيرة طرحها المؤلف والمخرج عبدالله العابر في عرضه المسرحي «عظم مشوي مقلي» ومنها: من يقوم على وضع الحواجز؟ من يقوم على تزييف الحقائق؟ من يعمل على التفرقة ويرتدي الاقنعة؟ من يهمه التوتر والانفعال والفوضى؟ وللاجابة عنها استخدم العابر كل امكاناته وطبق رؤية اخراجية راقية مستعينا بقوة اداء الابطال المشاركين في العرض وهم: نصار النصار وحمد العماني وحمد اشكناني وحصة النبهان وعيسى الحمر وعلي كريم ومحمد صفر ومجموعة من النجوم.
أهمية الألوان
المسرحية بدأت مع ديكور بسيط لمقهى به نادل واثنان من الزبائن يتناقشان حول اهمية الالوان فأحدهما يقول ان الاحمر اهم من الاخضر والآخر يصمم على ان الابيض افضل من الاسود وهنا تدخل حصة النبهان او النادلة في المقهى وتطلب من الزبونين ان يتركا المقهى لان وقت العمل قد انتهى ولكنهما يعترضان ويقولان لها ان صاحبهما سيأتي ولن يسمح لها بقفل المقهى، ووسط تصميمها على ان يخرجا ورفضهما يظهرنصار النصار والذي يحمل في يده ورقة ويقول للنادلة هذا قرار بأن يظل المقهى مفتوحا لمدة أربع وعشرون ساعة فتقول له: لكن لا يوجد لدينا عمالة لتغطية هذا الوقت، فيبحث لها عن عامل ليساعدها في تنظيف المكان، وأثناء تواتر الأحداث يقع في حبها وتبادله هي المشاعر.
كلب شرس
يظهر حمد اشكناني الذي يجسد دور السكران حيث يكشف شخصية الرجل القوي الذي يتحكم بالمقهى «نصار النصار» وانه ما هو إلا مجرد كلب ولكنه شرس ويؤيد رأيه المصور «علي ششتري» والذي يصرخ في كل من بالمقهى قائلا: لقد حاولت ان اظهر لكم ما فعله بكم هذا الكلب وسأحكي لكم قصته التي روتها لي أمي فعندما كانت في العشرين من عمرها كان هناك مجموعة من الكلاب الصغيرة المسالمة والتي تخاف من كل شيء فلما كبرت هذه الكلاب أصبحت مسعورة وهددت سلامة الناس الذين تجمعوا للقضاء عليها وبالفعل هربت خائفة من العصي والمقشات والحجارة، فكيف رجعت مرة أخرى الى المنطقة بعد كل هذه السنين؟ وتخرج النادلة التي تحولت هي الأخرى الى كلبة مسعورة وتسأل: ما بكم؟ فيقول لها الرجل «المصور» لقد تحول النباح الى كلام جميل ولابد ان نقضي علــى الكلاب حتــى لا تهدد ســلامتنا، ويــــدور صــــراع بين البشر وهذا الكلب الشرس ينتهي بموته.
أداء متوازن
لقــد قـــدم المخرج عبدالله العابر فكرة رائعة ومتوازنة وقولبها في اطار جديد جعلنا من خلاله نجيب معه عن تساؤلاته التي طرحها من خلال مسرحيته حتى لا يصبح عظمنا مشويا أو مقليا، فلقد نقلتنا مسرحية «عظم مشوي مقلي» الى التفكير في مشاكل كثيرة شائعة في منطقتنا وساعد في ذلك الأداء الراقي للأبطال المشاركين ويحسب للفنان الشاب حمد اشكناني حضوره الرائع وأداؤه لشخصية السكران بطريقة موازنة طوال أحداث المسرحية وكذلك نصار النصار الذي أعطانا صورا متعددة ونقلنا بشخصيته الى تخيل العديد من الصراعات والأحداث التي ربما يرمي اليها المؤلف بهدف ايصال رسالته من خلالها.
ومن الأمور التي برع المخرج في استخدامها الديكور البسيط المتماسك والتوظيف الجيد له على خشبة المسرح ولا ننكر الروعة في استخدام الاضاءة والموسيقى بطريقة صحيحة.
وفي النهاية لابد من الاشادة بالتجانس بين جميع المشاركين في مسرحية «عظم مشوي مقلي» وهو ما عكس الاستعداد الجيد لفرقة مسرح الشباب لخوض غمار منافسات الدورة السادسة لمهرجان محمد عبدالمحسن الخرافي للإبداع المسرحي.
يذكر ان عرض الليلة هو مسرحية «مسرح بلا جمهور 4» لفرقة ستيج غروب وستكون الساعة الثامنة على خشبة مسرح الدسمة، كما تم تأجيل المؤتمر الصحافي للفنان القدير المكرم محمد المنصور والذي كان مقررا الليلة السابعة مساء وذلك لظروف سفره خارج البلاد.
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )