مفرح الشمري
تواصلت عروض مهرجان المسرح الخليجي العاشر مع عشاق المسرح مساء امس الاول عبر عرض سلطنة عمان المتمثل في مسرحية «المزار» تأليف واخراج عماد الشنفري الذي وجه من خلال عرضه «صرخة» مدوية تحذيرا من أدعياء الدين الذين تجب مواجهتهم حتى يفيق افراد المجتمع من «أوهامهم» الغريبة بتحقيق احلامهم بطرق غير مشروعة.
فكرة المسرحية
قصة «المزار» تقليدية حتى النخاع تدور احداثها حول خادم مزار احد الاولياء يدعي المعرفة والقدرة على حل مشاكل الناس وبعدما يصبح «المزار» مشهورا حيث زاد زواره الذين يتحلقون حوله ويقيمون الطقوس لتحل عليهم «بركته» فيستشفون من أمراض حلت بهم وتنجلي الحقيقة عندما تصر «السلطات» على نقل قبر الولي من الأطراف النائية الى قلب المدينة للاستفادة منه سياحيا فيكتشف الحفارون ان قبر الولي خال من «الجسد» بل يضم بين طياته شيئا آخر لم يعلن عنه في العرض تعففا.
المسرحية تقدم دلالات ورموزا حول بائعي الاوهام وتحذر منهم لانهم يتسترون بـ «الدين» من اجل تحقيق مآربهم وتحقيق المكاسب وينتشرون في الوقت الذي يكون هناك جهل وخرافة.
الرؤية الإخراجية
استفاد المخرج عماد الشنفري من المجاميع حول «المزار» لإيصال الرسالة التي ارادها، وقد اخذ على العرض الرتابة والتكرار لبعض المشاهد التي كانت حواراتها طويلة الأمر الذي سبب «الملل» عند بعض الحضور. ورغم جمالية العرض الا ان المخرج اكثر من «الموسيقات» المختارة حتى كانت في بعض المشاهد أعلى من صوت الممثل.
الشخصيات
برز في العرض الفنان عبدالله مرعي من خلال ادائه الرائع لشخصية «خادم المزار» وكان نجم العرض بلا منازع كما كان الفنان اشرف المشيخي رائعا في تجسيده لشخصية مساعد الخادم، اما باقي الممثلين فأدوارهم كانت عادية جدا ولم يحاولوا التنويع فيها وكأنهم «يؤدون» واجبا عليهم، وربما يرجع هذا الأمر للمخرج الذي لم يستطع جعل ادوارهم اكثر فاعلية.
«المزار» تحمل في طياتها الكثير من الاسقاطات السلوكية المعاصرة التي يستغلها البعض للضحك على الضعفاء وهي من بطولة عبدالله مرعي، عيسى مجزون، سليم العمري، خالد الشنفري، اشرف المشيخي، أمل النويري، نهاد الحديدي وآخرين.
الصفحات الفنية في ملف ( pdf )