Note: English translation is not 100% accurate
مسعود: التلفزيون لا يقنعني والمسرح لا يرضيني
الأحد
2007/1/14
المصدر : الانباء
دمشق ــ هدى العبود
اختاره المخرج الراحل فواز الساجر لبطولة احدى مسرحياته، ومنذ ذلك الوقت حدثت تحولات كبيرة في حياة النجم غسان مسعود وتنقل بين أعمال سعد الله ونوس وتشيخوف وتعاون مع جواد الاسدي، ومن «سكان الكهف» 1986 مرورا بمسرحية «صدى» التي نال عنها جائزة أفضل ممثل في مهرجان قرطاج عام 2001، وانتهاء بالوصول الى العالمية من أوسع أبوابها عبر قيامه بدور «صلاح الدين» في فيلم «مملكة السماء» اخراج ريدلي سكوت.
لماذا تغيبت عن مهرجان دمشق المسرحي الاخير وأنت أحد رواد المسرح في سورية؟
لم أتغيب، بل قاطعت المهرجان لأنني لست راضيا عن المسرح في حالته الراهنة ولا حتى عن العقلية التي يفكر بها المسؤولون عنه وأنتظر تغيير القوانين التي يتعاطون بها مع المسرح، وعموما لست مجبرا على أن أقضي حياتي كلها داخل مناخ لا يعجبني، ويحد من خيالي وأحلامي، فالمناخ السائد الآن ممل وميؤوس منه ولا يشجع على العمل أبدا.
المسرح ماذا يعني لك؟
تربطني بالمسرح علاقة حب وعشق رغم دخول شركاء جدد كالزوجة والاطفال، لكن الروتين القاتل أثر سلبا على علاقتي به، فابتعدت حتى تنضج الظروف وتدعم حالة العشق وتجعلها تتجدد.
هل هناك طلاق أبدي بين المبدع والمؤسسات الرسمية؟
نعم، هذا ما أؤمن به شخصيا، خاصة أن المسرح السوري لم يعرف ازدهارا حقيقيا يوما، وانما فترة حماس، وما حدث في صالات المسرح السوري مثل «الحمراء» و«القباني» في الستينيات كان بفضـــل رجال ذهبوا الى أوروبا وشاهــــدوا عروضا ثم قلدوها واستمر ذلك الى ان جاء مخرجو البلدان الاشتراكية ليقدموا مشروعا بديلا ورفعوا راية المسرح الجماهيري، ما أدى الى هروب جمهور مسرح الستينيات من القرن الماضي.
هذه التحولات أدت الى خلل حقيقي في المشهد المسرحي، ولا أبالغ اذا قلت انني عندما كنت طالبا في الثمانينيات بالمعهد العالي للمسرح كانت تعرض مسرحيات على المسرح القومي يحضرها خمسة اشخاص فقط، الى حين جاء جيلنا وتلامذتنا وأعادوا الجمهور الى المسرح.
إذن ما الازمة التي يشكو منها المسرح؟
الأزمة مفتعلة وجزء منها تريده المؤسسة الرسمية والآخر متعلق بالابداع. فالمبدع يتحمل قسطا من أزمة المسرح، وكذلك المؤسسة الرسمية القائمة وفهمها لمعنى الثقافة وضرورتها في حياتنا.
ودور المبدعين هو استقطاب الناس وعدم التعالي عليهم دون أن يتنازلوا عن شرطهم الفني والابداعي.
ما سبب غيابك عن شاشة رمضان؟
صورت هذا العام عملا تلفزيونيا مهما للمخرج فردوس أتاسي بعنوان «المـــلاك الثائر» لكـــن لم يعرض في رمضان الماضي، وسيعرض لاحقا في أكثر من محطة عربية، وهو العمل الوحيد الذي وافقت عليه لأنني وجدت فيه نصا جيدا يتكلم عن شخصية عالمية يحبها الناس.
كيف تنظر الى عملك في التلفزيون؟
بصراحة، التلفزيون لا يقنعني، لأنه ببساطة شديدة ربع فن وسيبقى ربع فن، فهو اختراع اخباري للتسلية وليس للدراما، فالفنان يتحول الى برغي في آلة تسحقه وتستهلك كل أدواته حتى شكله، فهذه الشاشة تطحن الفنان يوميا وتجعله حطبا يحترق.
أما المسرح، ففي الساعة ونصف الساعة تعمل بكل ما لديك من أدوات وبكل متعة وبشروط مغايرة لشروط التلفاز.
أخيرا، هل استطعت تحقيق أحلامك الابداعية؟
أمشي في الطريق، وأعمل على تحقيق أحلامي بمعنى انني لا أحلم وأجلس في البيت، بل أعمل ليل نهار لتحقيق ما أحلم به، ولا أؤمن بالحظ أو بالمصادفة بل أؤمن بصناعة الحظ والمصادفة.
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )
اقرأ أيضاً