- برنامج «الديوانية» مبني على خط حيوي متغير بحسب مزاج الشارع الكويتي.. «وما يجري على طلال الياقوت يجري علي»
- تسويقياً وبحسب الإحصاءات «الديوانية» رقم واحد.. والأرقام لا تجامل
- المذيع الذي تقوى عنده «الأنا» يحرق نفسه في الإذاعة بسرعة
حوار - سماح جمال
أكد الإعلامي خالد الأنصاري أنه يعتبر «مارينا اف ام» بمنزلة ابنته التي يراها تكبر يوما تلو الآخر أمامه، مشيرا الى أن الناس تثق بالإذاعة أكثر من مواقع التواصل الاجتماعي، لافتا الى أن الاحصاءات التسويقية تعتبر برنامج «الديوانية» رقم واحد، مشددا على أن الأرقام لا تجامل.
وقال الأنصاري، خلال لقاء «الأنباء» به، ان المذيع الذي تقوى عنده «الأنا» يحرق نفسه في الإذاعة بسرعة، ملمحا الى انه فوجئ برفض المستمعين أن تشاركهم في البرنامج مذيعة بصورة دائما، كما تطرق خالد الأنصاري لمحاور أخرى، وفيما يلي التفاصيل:
تقديم برنامج «الديوانية» لأكثر من عشر سنوات.. ألم يشعرك كمذيع بالملل؟
٭ لم أمل منه، لأنه ببساطة مبني على خط حيوي متغير بحسب مزاج الشارع الكويتي، وبالتالي نسير في خط غير ثابت، مما يوجد حالة من التجدد الدائم للمستمع وكذلك لنا كمقدمين، وفي نفس الوقت نعمل حسابا لكل موضوع يطرح على الهواء.
كيف تفسر ارتباط المستمع ببرنامجكم، فهناك مستمعون يتواصلون معكم منذ سنوات؟
٭ لأننا حريصون على تقديم كل ما يهم المواطن، بطريقة بسيطة وفي نفس الوقت نتحرى الدقة في اختيار ما يتم تقديمه قبل نقله أو مناقشته عبر الأثير، كما أننا نحرص على تسليط الضوء على المبادرات أو المشاريع الشبابية، وخاصة تلك التي قد لا تحظى بنسبة اهتمام كبيرة، فنشعر بأن هذا واجبنا.
«الديوانية» يخلط بين المواضيع السياسية والاجتماعية، فكيف تستطيع التنقل بين المنطقتين بسلاسة وفي نفس الحلقة؟
٭ أعتبر أن الفصل بين «الــكراكتر» الســياســـي والاجتماعي هو ملكة، كما أنني احرص على الفصل دائما بين حياتي الخاصة ووقت الهواء، وأتذكر أنه صادف في احدى الحلقات ان تعرضت لحادث ورغم خطورته إلا أنني خرجت على الهواء وتحدثت، لأنه بالنهاية الجمهور لا يعرف ما يصادفنا، ويجب ألا نقدم تبريرات بل أن نقوم بعملنا حبا به وبالمستمعين الذين منحونا الثقة، «ضاحكا» وشخصيا لم آخذ إجازة منذ ثلاث سنوات، فنحن في البرنامج نحضر لحلقات مسبقة ونتفق مع الضيوف لحلقات قادمة.
أنت راض عن ترتيب برنامجكم؟
٭ نحرص دائما على التطوير وتقديم كل ما هو جديد باستمرار، ولكن الحمد لله «الديوانية» تسويقيا وبحسب الاحصاءات يعتبر البرنامج رقم واحد، وهذا بشهادة الجهات المعلنة وهذا الأمر لا يخضع لمجاملات لأنه يعتمد على الأرقام، وكما هو معروف الأرقام لا تجامل، وهذا كله بفضل المستمعين الأوفياء لنا، وتفاعلهم معنا.
غالبا ما يطمح مقدم البرامج الى التفرد ببرامج لنفسه، الا تتردد هذه الفكرة في خاطرك بين الحين والآخر؟
٭ أؤمن بأن المذيع الذي تقوى عنده «الأنا» يحرق نفسه في الإذاعة بسرعة، فإلى متى الجمهور سيستمع له عبر الأثير، وشخصيا أثناء تقديمي برنامج «الديوانية» في فترة ما من دون زميلي طلال الياقوت كنت لا أحبذ ذلك كثيرا، فشخصيا أرى أنني انتمي اكثر الى مدرسة تعدد الآراء ووجهات النظر، لأنها تثري الحوار أكثر وتفيد المستمع، فتعدد وجهات النظر يوجد بيئة صحية في النقاش.
لماذا يخلو برنامج «الديوانية» من العنصر النسائي؟
«ضاحكا» حاولنا في فترة من الفترات أن تشاركنا فيه مذيعة زميلة بصورة دائما، ولكننا فوجئنا برفض المستمعين، الذين باتوا يعتبرون هذا البرنامج منصة للرجل ليعبر عن وجهة نظره، والمفارقة هنا أن النسبة الكبرى من متابعينا من النساء.
إذن أنتم تسعون لخلق حالة من الاستفزاز لزيادة نسبة المتابعة؟
٭ لا نرى الأمر بهذه الصور، بل نعتبر برنامجنا مساحة للتعبير عن الآراء المختلفة، وتناقش بصورة حضارية، وهذا الأمر صحي للغاية.
ما اكثر الحلقات التي اثرت فيك شخصيا؟
٭ هناك الكثير من الحلقات التي أثرت في بصورة شخصية، ومنها الحلقة التي قدمناها بمناسبة «عيد الأم»، وقام فريق العمل بعمل مقلب في، ففوجئت على الهواء ودون سابق معرفة بمداخلة هاتفية من والدتي «رحمها الله»، وأتذكر أنه في تلك الفترة كنا نتواصل، ولكننا لم نتقابل منذ فترة، فعندما سمعت صوتها على الهواء، لم استطع ان اتمالك نفسي وأجهشت بالبكاء من شدة التأثر، وهناك أيضا حلقات اخرى أثرت في منها حلقة كان ضيفنا فيها الفنان القدير خالد العبيد فهو فنان بكل معنى الكلمة ومليء بالأحاسيس المرهفة بصورة لا يمكن تخيلها، وكذلك الإعلامي ووزير الإعلام السابق محمد السنعوسي عندما كان في ضيافتنا حيث اثرى الحديث بصورة رائعة من خلال حياته الثرية بالتجارب، وهناك أيضا الشيخ مشاري العوضي حيث كانت فرصة حقيقية ليتعرف عليه جمهور الشباب، وهو بنفسه قال على الهواء انه يريد أن يصل الى شريحة الشباب ويعلم أنهم يستمعون الى «مارينا اف ام» فكانت هي الخيار بالنسبة له للوصول اليهم، كما أن حلقاتنا التي صورناها في جورجيا، كانت سابقة أن تنتقل أسرة برنامج «الديوانية» إلى هناك ونقدم حلقات غلبت عليها الأجواء العفوية.
ما نستمع له من مواقف طريفة هل يتم التحضير لها مسبقا؟
٭ لا، بل تكون عفوية بصورة كاملة، وتخرج بحسب الموقف الذي نتحدث عنه، وحتى المسلسلات التي أقدمها في بعض الأحيان مع زميلي طلال الياقوت تكون وليدة اللحظة وبعيدة عن الافتعال.
هذه الموهبة التي تمتلكها الا تفكر في توظيفها في التمثيل التلفزيوني؟
٭ سبق ان قدمت تجربة مع زملائي في الإذاعة من خلال مسلسل «حبيبي دائما»، والعمل نال ولله الحمد نسبة مشاهدة واهتمام كبيرة من الجمهور ليس فقط في الكويت بل وفي العالم العربي، وهذا الأمر لمسناه من خلال ردود الفعل التي كانت تصلنا من «مصر، المغرب، لبنان، دول أوروبية، والولايات المتحدة الأميركية....»، فكون العمل ينتمي الى عالم الفانتازيا الرومانسية جعله يلامس الكثيرين.
بعض زملائك انتقلوا الى خارج اذاعة «مارينا اف ام» بصورة دائما أو حتى مؤقتة، فماذا عنك؟
٭ لا انكر أن هناك عروضا قدمت لي، ولكنني لم أجد نفسي فيها، وأفضل أن أبقى مع «مارينا اف ام» التي نعتبرها بمنزلة ابنتنا التي نراها تكبر يوما تلو الآخر أمام أعيننا.
ترى أن حالة الازدهار التي تعيشها مواقع التواصل الاجتماعي أثرت بصورة أو بأخرى في وسائل الإعلام التقليدية؟
٭ بصراحة لا أرى هذا الأمر، لأنه ببساطة الناس تثق بالإذاعة أكثر من مواقع التواصل الاجتماعي، فنحن لدينا مسؤولية بعدم طرح أو تناول موضوع بدون أن نكون واثقين فيه بنسبة تامة، وبحسب الاحصاءات وقت بث برنامج «الديوانية» عبر أثير «مارينا اف ام» يتابعنا ما يقارب 700 ألف مستمع في الكويت، ولكن الشخص الموجود على مواقع التواصل الاجتماعي ولديه ما يقارب مليون متابع ليس جميعهم من الكويت، وبعضهم كل ما يهتم به هو إثارة الجدل حول نفسه حتى يستطيع الحصول على متابعين أكثر، وبالتالي يتمكن من بيع الإعلانات عبر حسابه، ومن ناحية أخرى عندما نتناول موضوعا ما نستعين بأشخاص مختصين في مجالهم لإثراء الحوار، بينما البعض من أصحاب الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لا يمتلكون الخبرة أو الشهادة التي تمكنهم من الخوض في حديث ما، وكل ما يريدونه هو الحصول على الشهرة، ولهذا كنت من المؤيدين لتقنين هذه الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل وزارة الإعلام، لأنها في بعض الأحيان تسبب بلبلة في المجتمع من خلال الطريقة التي يتناولون بها موضوعا ما، ولذا يجب وضع حد لمثل هذه الأمور.
لديك موقف من بعض الكويتيات الموجودات على «السوشيال ميديا» ويطلق عليهن «فاشينيستا»؟
٭ لا أريد أن أعمم هذا الحديث على الجميع، ولكن البعض لا يمثلنا ولا يمثل الكويتيات، فالبنت الكويتية معروفة وتعرف حدودها ولا تتخطاها، ولا تقبل بأن تعرض حياتها على مدار 24 ساعة، وللأسف شريحة منهم لا يمثلوننا.
ألم تغرك يوما المبالغ المالية التي يتلقاها «نجوم» مواقع التواصل الاجتماعي لتبتعد عن خطك الكلاسيكي وتساير الموجة أكثر؟
٭ لا أفكر في الجانب المادي، ولو كنت كذلك لما بقيت في هذا المكان لأكثر من عشر سنوات، فهناك أمور لا تثمن بالمال ومنها السمعة الطيبة والسيرة الحسنة للشخص، المحافظة على الخط الكلاسيكي ليس بالأمر السهل، كما أننا في بعض الأحيان نستضيف شخصيات شهيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنها ما نكتشف أن لديه حالة من الخواء الفكري ولا يجيد حتى الحديث، وبالتالي الى الآن أرى انهم من يحتاجوننا وليس العكس، ولا أريد أن يفهم من كلامي أنني اعمم هذا الكلام على كل الموجودين على مواقع التواصل الاجتماعي، بل هناك أشخاص احرص شخصيا على متابعتهم واستفيد منهم بحكم أنهم متخصصون في مجالهم، ولكن هناك فئة اخرى تتجاوز كل الخطوط الحمراء والقواعد المجتمعية والعادات والتقاليد فقط لأجل الحصول على الشهرة.
كيف تصنف علاقتك بزميلك طلال الياقوت كصداقة أم عداوة «كار»؟
٭ أعتبره بمنزلة أخ، وربما نتحدث وأراه أكثر من أسرتي، ولا انكر أنني كنت أتابعه عبر أثير الإذاعة أثناء دراستي في الولايات المتحدة الأميركية، وهو من جعلني احب هذا المجال، «وما يجري عليه يجري علي»، وصداقتنا لم تتأثر أبدا ولله الحمد، وحتى أثناء الفترة التي ترك فيها برنامج «الديوانية» وانتقل الى قناة إذاعية أخرى، استمرت علاقة الصداقة بيننا، وعرض علي وقتها أن انتقل معه ولكنني فضلت البقاء في «مارينا أف أم».
كانت لك تجربة بإنشاء إذاعة عبر «online»؟
٭ قمت بتأسيس أول محطة إذاعية في عام 1997 وأطلقت عليها اسم «كويت ميوزك»، وللأسف بعد فترة من الوقت قررنا أن نوقفها لأن السوق في حينها لم يكن مستعدا لاستقبالها، ولم تكن عملية إطلاق اذاعة بنفس سهولة اليوم، من خلال التطبيقات عبر الهواتف الذكية، ولكنها فترة مهمة بالنسبة لي فتعلمت الكثير من التجارب العملية التي مازالت تؤثر بي الى يومنا هذا، ومنها على سبيل المثال أسلوب الحوار الذي اتبعه مع زميلي طلال الياقوت فهو ايقاعه سريع أو كما يطلقون عليه «short and sweet».
ما الجديد الذي تحضرون له في «الديوانية» مع الدورة البرامجية الجديدة؟
٭ برنامجنا لا يعتمد على الفقرات بصورة أساسية، بقدر ما هو مبني على تناول الأخبار التي تحدث في الكويت أو في العالم، وربما التغير أن وقته سيزيد في الفترة المقبلة.
وماذا عن برنامج «صوت المارينا»؟
٭ هناك تحضيرات حاليا لعودة البرنامج من جديد، وسيكون برفقتي الفنان القدير سليمان العماري، وشخصيا اشعر بمسؤولية بتقديم هذا البرنامج في ظل حالة الاندثار التي نراها للفن الشعبي الكويتي، مقارنة مع الموجة السائدة لأغنيات إيقاعها «غربي، عراقي، مغربي...»، خاصة أن هناك حبا كبيرا من فئة الشباب للأعمال التراثية وحرصا، وتلمست ذلك من خلال نسب المتابعة للبرنامج، خاصة أننا نقدم جلسات غنائية تعتبر من الأكبر، الى جانب توثيق الأعمال الفنية ونرجع لأصل كل عمل.
وبرامج المسابقات؟
٭ أستمتع بتقديمها، خاصة أنها تلقى تفاعلا مباشرا مع الجمهور، ونقدمها بصورة مستمرة في شهر رمضان المبارك، وحاليا لم اشرع في إعداد فكرة في الوقت الحالي، ولكن بالطبع اذا شرعت في تقديم فكرة فستكون خارجة عن المألوف.