- الدعاس: أقمت هذه الندوة المصغرة إيماناً بأهمية تعبير الطالب عن وجهة نظره
أقامت أستاذة مادة النقد والأدب المسرحي بالمعهد العالي للفنون المسرحية د.سعداء الدعاس ندوة تطبيقية مصغرة لطلبة قسم النقد «الفرقة الرابعة» ناقشوا فيها عروض مهرجان الكويت الدولي للمونودراما الرابع الذي اختتمت عروضه قبل أيام.
خصت د.الدعاس «الأنباء» في نشر هذه الندوة، حيث قالت: رغم تقديري لانشغال طلبة قسم النقد (الفرقة الرابعة) في إعداد رسائل التخرج، إلا أن إيماني بأهمية التفاعل مع المشهد المسرحي العام، جعلني أدرج عروض مهرجان الكويت الدولي للمونودراما ضمن الاختبار النهائي، ليصبح حضورهم خارج الأطر الاختيارية، ورغم أننا تناولنا في جميع المحاضرات السابقة، العديد من العروض المسرحية عبر قراءة سيميولوجية، تبحث في أنساق العلامات السينوغرافية، وتركز على لغة جسد الممثل بصورة عملية، إلا أنها تبقى قراءة منقوصة، كونها عبر وسيط آخر (شاشة العرض) الأمر الذي لابد من تدعيمه بعروض حية، لم تكن لتتحقق لولا هذا المهرجان، كونه الوحيد الذي قدم خلال فترة الفصل الدراسي.
وتابعت: إيمانا بأهمية تعبير الطالب عن وجهة نظره، أقمت هذه الندوة المصغرة في المعهد (الأحد 16 الجاري)، وذلك ضمن محاضرة النقد التطبيقي للفرقة الرابعة، وشارك فيها العديد من طلبة النقد والتمثيل من خارج الدفعة ممن حضروا المهرجان، لتتحول المحاضرة، بفضل حضورهم وتفاعلهم، إلى حلقة نقاشية، حملت اتفاقهم، واختلافهم، بروح جميلة، تصغي، تحاور، وتدلل بالأمثلة الحية من العروض، التي حظي بعضها بنصيب أكبر من النقاش نسبة إلى عدد الحضور من الطلبة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن هناك عروضا قدمت بعد الندوة، وهذا ما يبرر عدم مناقشتها، مثل «مذكرات بحار، غلطان بالنمرة، وقصيدة وطن» كما تم استثناء عرض «فهد العسكر يتذكر» للمخرج عبدالعزيز الحداد، سعيا للموضوعية، بما أن ابنته من المشاركين في المناقشة.
وأردفت: أثناء إدارتي للنقاش، حرصت على عدم التعبير عن وجهة نظري في كل عرض إلا بعد الاستماع لوجهة نظر الطلبة، كما أكدت عليهم عدم إطلاق أي حكم من أحكام القيمة، والاكتفاء بقراءة دلالات العروض، وإبداء الملاحظات الخاصة بعناصر العرض المسرحي فقط.
وأضافت د.الدعاس: تلك الجلسة ما هي إلا محاولة للتعرف على الوعي المسرحي لأبنائي الطلبة، بعيدا عن منصات النقد. وقد استمتعت بملاحظاتهم، وآرائهم، التي تميزت بتعددها وتنوعها في قراءتها للعروض المسرحية، مترجمة باختصار، حقيقة واحدة أرددها دائما: للمبدع حرية أن يقدم ما يشاء، وللمتلقي حرية أن يرى ذلك الإبداع، كما يشاء.
وقام الطلبة خلال الندوة بمناقشة مسرحيات «في حضرة جولييت»، و«أنا» و«بكاء الموناليزا» و«العازفة» و«عروس الويكليكس» و«درب الخضر» وكان هناك شبه اجماع على ان جماليات السينوغرافيا كان من أبرز المميزات في العروض التي قدمت وان هبوط الإيقاع والسرد أبرز الإشكاليات.
ومايلي ما تم مناقشته من عروض:
عرض (في حضرة جولييت) :
اتفق معظم الطلبة على التوظيف الذكي للسينوغرافيا ، في حين اختلفوا حول أداء الممثلة (سماح) ، بعضهم وجدها معبرة عن الشخصية ، وآخر وجد أن أداءها ينحى إلى الميلودرامية :
البداية كانت مع (فيصل فاضل الصفار – أولى تمثيل) الذي رأى أن الممثلة استطاعت أن تتعايش مع شخصية جولييت ، خاصة في صراعها مع المجتمع ، في حين وجد (طلال محمد رقدان المطيري – أولى تمثيل) أن الأداء مبالغ فيه ، الأمر الذي أكد عليه (عُمير أنور البلوشي – أولى تمثيل) الذي وجد أنها انتهجت البكائية منذ بداية العرض إلى نهايته ، (رهام محمد ديب – رابعة نقد) كان لديها وجهة نظر فيما يتعلق بإيقاع الممثلة ، حيث وجدته بطيئا في بداية العرض ، ومتصاعدا بعد ذلك ، لتصبح حركتها أكثر نشاطا وحيوية ، خاصة في مشهد العنف الذي يمارس ضد الشخصية .
على المستوى الدلالي ، اتفق جميع الطلبة مع ما طرحه (فيصل الصفار) من قراءته لدلالة المشهد الأول (الدمية الراقصة) الذي وجده معبرا عن تحول المرأة إلى دمية في يد المجتمع ، أما دلالة (الصلع) الذي ظهرت به الممثلة في المشهد الأخير ، فتعددت قراءاته ، حيث وجده البعض أبعد من مجرد علامة إشارية لمرض السرطان. (سارة خالد حمودي- رابعة نقد) رأته دلالة لتمرد المرأة على المجتمع ، أما (رهام ديب) قرأته كتعبير عن حالة الفقد ، كما هي الأعراف القديمة ، مكونا دلالة رمزية لميثاق حب جولييت لروميو. (فيصل الصفار) رأى أنه يدل على فقدان الشخصية للحب ، واستحالة عودة الزمن للوراء.
فيما يتعلق بحركة الممثلة ، وجدت (رهام ديب) أن حركتها كانت مدروسة وتتمتع بانسيابية في بعض المشاهد ، الأمر الذي ساهم فيه التوظيف الجيد لعناصر السينوغرافيا ، والدلالات التي قدمت على الخشبة مثل استخدام الغطاء الأبيض ككفن مرة ، وستار مرة أخرى للايحاء بالانتهاك الذي تعرضت له جولييت، لكنها انتقدت في المقابل عدم استخدام تكنيك معين في أداء الرقصة التي قامت بها الممثلة.
على جانب آخر اختلف الطلبة حول مشهد سقوط الممثلة من مسافة عالية ، حيث وجدت (رهام ديب) أن ذلك يشكل عنفا على الممثل ، وإن كانت مستعدة له ، وتساءلت ما إذا كان خطأ غير مقصود؟! بينما وجد (طلال المطيري) أن الممثلة طالما تدربت على المشهد ، تصبح الحركة اعتيادية بالنسبة لها .
العرض اللبناني (أنا) :
اعتماد المسرحية على آلية السرد دون الفعل ، أبرز الملاحظات التي قيلت عن العرض.
البداية كانت مع (سارة حمودي) التي وجدت أن الممثل لم يقدم أي فعل على الخشبة ، ولم يستخدم أية عناصر فنية أخرى ، إلا أنها أكدت أن الجمهور – رغم ذلك - لم يشعر بالملل. في الإطار ذاته رأت (أمينة عبدالعزيز الحداد – رابعة نقد) أن الممثل استخدم السرد فقط ، وبالتالي فقد العرض لغة الجسد ، باستثناء أدائه دور (معلم الشاورما) ، وإشارته للمسلسل الكارتوني (سمبا) ، عدا ذلك ركز الممثل (جو قديح) على الكلمة أكثر من الحركة ، كما أن السينوغرافيا كانت مجرد كرسي لم يُستخدم إلا بمحدودية شديدة. إشكالية السرد جعلت (مريم عبدالله عبدالرسول – رابعة نقد) تصف العرض بالخطابي. كما تسبب السرد في عدم تفاعل (فيصل الصفار ) مع العرض ، على عكس (طلال المطيري) الذي استمتع به ، مؤكدا أن عدم معرفة بعض زملائه باللهجة اللبنانية ساهم في عدم استمتاعهم بالعرض.
العرض الليبي (بكاء الموناليزا):
تحددت ملاحظات الطلبة حول عرض (بكاء الموناليزا) بأداء الممثلة والوظيفة الدرامية للسينوغرافيا.
البداية كانت مع (فرح ناصر الحجلي – ثالثة تمثيل) التي وجدت أن أداء الممثلة (رندة عبداللطيف) لم يكن مؤثرا ، واكتفت بالتنقل من مكان لآخر ، كما أن هناك العديد من القطع على الخشبة لم تستخدم اطلاقا ، مثل المرآة على يمين المسرح ، توقفت أيضا عند (السيمترية) في تأثيث الفضاء المسرحي ، والتي لم تكن موفقة على المستوى الجمالي ، ومزعجة للعين ، كما لم تكن مبررة على المستوى الوظيفي. وهو ما اتفق معه (أحمد محمد دشتي – أولى نقد) الذي وجد أن العرض كان به العديد من نقاط الضعف، خاصة تعامل الممثلة مع قطع الديكور، وحين استلقت في عمق خشبة المسرح لفترة طويلة ، تسبب ذلك بحالة من الملل الشديد.
(فرح الحجلي) وجدت في ذلك الاستلقاء مشكلة أخرى تتعلق بالإضاءة التي استخدمها المصمم ضمن مناطق تعد ميتة مسرحيًا ، وسلط عليها إضاءة زرقاء ، في حين كانت الممثلة في تلك اللحظة على الأرض ولم يكن بالإمكان مشاهدتها , تطرقت أيضا لعنصر الموسيقى الذي وجدته مزعجا جدا بتنقلاته المتعددة ، حتى وإن كان الهدف من ذلك المزيد من التنوع على الخشبة . من جانب آخر اختلف (عُمير البلوشي) مع زملائه ، حيث أثنى على أداء الممثلة بشدة.
عرض (العازفة) :
في حين اختلف الطلبة حول التوظيف الدرامي لسينوغرافيا العرض ، اتفقوا على الأداء الجسدي المعبر للمثلة سالي فراج ، وضعف صوتها في المقابل.
هبوط إيقاع العمل ، أولى ملاحظات (مشاري سليمان السعيدان – ثالثة تمثيل) ، الأمر الذي اتفقت معه (مريم وحيد عبدالصمد – رابعة نقد) مؤكدة أن ذلك بسبب صوت الممثلة ، فعلى الرغم من حرفيتها في الأداء ، إلا أنها فقدت القدرة على التحكم بصوتها وإيصاله للجمهور ، وقد اتفق الجميع مع هذه الملاحظة ، وهناك من أكد أنه لم يسمع شيئا طوال العرض. هنا رأى (عدنان بالعيس – ثالثة تمثيل) أن تواجد الممثلة في عمق المسرح أحيانا ، ساهم في تفاقم مشكلة الصوت.
وفي إطار الحديث عن الأداء ، أشارت (فرح الحجلي) إلى التفاصيل الدقيقة التي اهتمت بها الممثلة أثناء أداء مشاهد العزف. أما (سارة حمودي) فرأت أن العازفة بدأت أولى مشاهدها بأداء مرتبك ، إلا أنها سرعان ما تقمصت الشخصية، والشخصيات الأخرى التي أدتها ، وإن كان الصوت لم يساعدها في أداء شخصية العجوز ، حيث شعرت لوهلة أنها تؤدي صوت ساحرة!
استمرت (سارة حمودي) في الإشادة بأداء الممثلة التي وجدت أنها تتمتع بليونة كبيرة ، خاصة في مشهد الصراع مع الكمان ، في ظل نص لم يستطع أن يوصل فكرته بوضوح ، كما أن العناصر الفنية الأخرى لم تخدم العرض بشكل جيد، فكان الثقل أغلبه على كاهل الممثلة التي حاولت كسر الملل لكنها لم توفق في ذلك.
(مريم عبدالرسول) أكدت على حركات الممثلة المتناغمة مع الشخصيات التي أدتها ، كما كانت خطواتها منسجمة مع الموسيقى ، وكأنها تصدر عنها ، لكنها فقدت التناغم مع عنصر الإضاءة . في الإطار ذاته وجدت (سارة عادل عبدالرحمن- رابعة نقد) أن الممثلة اعتمدت على لغة الجسد في التعبير عن الشخصية ، وعبر إيماءات الوجه استطاعت إيصال مشاعرها المتناقضة ، كما كانت لغة الجسد متجانسة مع الحوار ، لكن في المشاهد الخاصة بالعزف كان هناك بعض الهفوات. (مريم وحيد ) رأت أن تلك الهفوات سببها كثرة لحظات الصمت ، فأصبح النص فاقد لقيمته.
لـ (أمينة الحداد) رأيا خاصا في التعبير الحركي ، فرغم أنها ترى أن الممثلة استطاعت التعبير عن حالة التوتر ، من خلال حركاتها ورقصاتها ، وتعابير وجهها ، مما له الأثر الإيجابي في إيصال المعنى ، إلا أن كثرة الحركة لا تخدم العرض أحيانا ، وتقلل من قيمته ، خاصة وأن الخشبة كانت مزدحمة بعض الشيء بقطع الديكور ، وإن حاولت الممثلة التناغم معها ، أما مشهد كسر الآلة الموسيقية ، فقد رأته (أمينة الحداد) مبالغا به، ولا يشجع على التعاطف مع الشخصية. واتفقت مع (مريم عبدالرسول) في موضوع الإضاءة بأنها لم تكن متسقة مع حركة الممثلة.
وفي مدى تفاعل الممثلة مع السينوغرافيا ، وجد (فيصل الصفار) أن العرض يناقش معاناة الفنان ، وبالتالي أعجبته طريقة العزف على الحبال ، لكن (أمينة الحداد) اختلفت معه ، مؤكدة أن اشتغال الممثلة على الأوتار جاء بشكل عابر ومحدود لتفسير معنى الحبال لا أكثر.
لـ (سارة حمودي) رأي في عنصر السينوغرافيا ، حيث رأت أن الصورة المشهدية التي قدمها مصمم الديكور كانت صورة جمالية فقط ، أغفلت الوظيفة الدرامية للمسرح ، بينما لـ (مريم وحيد) رأيا مغايرًا ، حيث وجدت أن السينوغرافيا كانت أقوى من لغة جسد الممثلة ، حيث صورت مضمون المسرحية الذي يدور حول الكمان وعلاقته بالإنسان.
وفيما يتعلق بالمجسم الضخم للكمان ، والذي توسط عمق المسرح ، رأت (أمينة الحداد) أنه مبالغ به ، في ظل كل تلك الإشارات ، حيث أن اسم العرض (العازفة) ، والممثلة تعزف على آلة كمان ، وبالتالي لم يكن لتلك الكتلة أية أهمية ، بينما رأت (فرح الحجلي) أنها حققت شكلا جماليا ، كما أن المصمم جردها من أوتارها ووزعها في الفضاء كقضبان السجن ، لتوحي بأن العازفة حبيسة الكمان. (عدنان بالعيس) رأى أن الوظيفة الوحيدة للكمان خلق ظل للممثلة ومساحة مناسبة لمشهد تغيير الملابس لا أكثر.
وفيما يتعلق بدلالة الكمان (الآلة والمجسم) ، وجد (فيصل الصفار) أن الكمان يمثل حلمها الصغير ، في حين يمثل المجسم حلمها الكبير. بينما وجدت (سارة حمودي) أن لا علاقة بين الإثنين بدليل استمرار المجسم الكبير، بعد أن تم كسر الآلة! قراءة (فرح الحجلي) للمجسم جاءت مغايرة ، فوجدته يدل على سيطرة غير معلنة ، وهذا سبب تغطيته بقطعة قماش.
وفيما يخص لغة العرض ، وجد ( طلال المطيري) أن اللغة جيدة ، في حين أكد البعض على وجود أخطاء. بينما فسر (فهد عبدالله المشايخي – أولى تمثيل) ذلك اللبس ، بأن اللغة رغم الأخطاء ، كانت في أفضل حالاتها عندما تتحدث الممثلة بسرعة.
قبل الانتهاء من مناقشة العرض ، تم التطرق إلى الاشكالية التي طرحها المسرحي (فهد ردة الحارثي) في الندوة التطبيقية للعرض ، حول المصدر الأصلي لنص العازفة ، وما إذا كان اقتباسا ، أم تأليفا!
عرض (عروس الويكليكس)
أجمع الطلبة على عدم فهمهم لموضوع المسرحية ، في حين اختلفت آرائهم حول أداء الممثل سالم القطان.
وجد (عدنان بالعيس) أن استخدام الشاشة ساعد في فهم كلمات الممثل ، أيده في ذلك (عُمير البلوشي) ، ورغم أن (طلال المطيري) لم يفهم شيئا من العرض – على حد تعبيره – إلا أنه وجد أن أداء الممثل كان جيدا ينقصه التلوين الصوتي فقط. لم تتفق (فرح الحجلي) مع ذلك الرأي ، فرغم تميز السينوغرافيا برأيها ، إلا أن أداء الممثل لم يكن مقنعا ، مما ساهم في عدم استيعابها لفكرة العرض ، التي بدت فكرة مشتتة من الأساس!
عرض (درب الخضر) :
شكل هبوط إيقاع العرض بصورة عامة ، واعتماده على السرد ، أبرز الملاحظات التي توقف عندها الطلبة ، بينما أثنى بعضهم على جماليات الإضاءة .
البداية كانت مع (عدنان بالعيس) الذي وجد أن العرض تسبب بالملل للمتلقي منذ الوهلة الأولى ، بسبب الفترة الزمنية الطويلة لموسيقى العود ، ومن وجهة نظر (طلال المطيري) أن عزف العود كان يفترض أن يكون مصاحبا لدخول الجمهور فقط دون أن يمتد لبداية العرض.
(عدنان بالعيس) وجد أن الإضاءة كانت أفضل عناصر العرض ، حيث جاءت انسيابية ودون خلل باستثناء بداية المسرحية ، حين بدأت قبل دخول الممثل بفترة .
وفيما يتعلق بمضمون المسرحية ، لم تجد (رهام ديب) في العرض أكثر من رشفة قهوة ، وحكاية حب ، وهذا ما أكدته (فجر صباح) ، وأضافت بأن المسرحية عبارة عن سرد فقط لتلك المواقف ، أما الحركة فكانت جدا محدودة بصب القهوة ، (طلال المطيري) أشار إلى أن حركة الممثل (عمر غباش) تحددت فقط بثلاثة مناطق على الخشبة يتنقل بينها ، مما تسبب في حالة من الملل.
(أحمد دشتي) وجد أن الممثل كان يتحدث كالحكواتي ، وآلية السرد لم تكن تحمل أي نوع من أنواع التشويق.
(بدر الأستاذ – أولى نقد) قرأ بعض الدلالات في العرض ، مثل الربط بين مرارة القهوة ، ومرارة معاناة الشخصية ، لكنه استغرب كون الشخصية لم تتحدث عن ذاتها بقدر حديثها عن الآخرين فقط. فلم تتطرق لأعمالها ، تجاربها ، وهذا ما استفز (رهام ديب) أيضا ، التي لم تتعرف على الشاعر الذي يفترض أن العرض يحكي سيرته الذاتية. وفي الإطار ذاته أشار (عدنان بالعيس) إلى أنه سأل المخرج عما استفزه في الشخصية فأجاب : "لأن الشخصية لا يعرفها أحد" ، وهنا يتساءل (عدنان بالعيس) : ما الذي عرفناه عنها ، عدا العلاقات العاطفية !؟
بعيدا عن مضمون العمل ، أشار (أحمد دشتي) إلى ملاحظة مهمة ، تمثلت في عدم حفظ الممثل لأبيات الشعر ، حيث نسي بعضها على الخشبة.
أما (طلال المطيري) فملاحظته تمثلت في الخلل الذي تسببت فيه الموسيقى ، حيث كانت أعلى من صوت الممثل.
(بدر الأستاذ) انتقل لعنصر آخر من عناصر العرض المسرحي ، حيث وجد أن المكياج حاول تصوير الممثل في عمر كبير ، لكن ملامحه غابت بسبب الاضاءة ، (رهام ديب) أكدت أن الممثل نسي ملامح الشخصية وأبعادها ، كما حدث في أدائه للرجل الكبير في السن .
أخيرا ، توقف (عدنان بالعيس) الطالب الذي يمتلك قدرة مميزة على التلوين الصوتي ، عند القدرة الصوتية للممثل ، حيث رأى أن الممثل لم يوفق في محاولة تقليده للأصوات ، لأن خامة صوته لا تسمح بذلك.