- المخرج القدير أحمد المقلة من أفضل الأشخاص الذين تعرفت عليهم أخلاقاً وصداقة وحناناً... وأعتبره بمنزلة والد
- لم أعمل بطريقة «ما يرضي الجمهور أو المخرج ولا حتى المنتج» بل أعمل وفق نظرية قناعات فهد العليوة
- حماسي للإصدار الأدبي موجود فهو شغفي الأول.. لكن ليس هذا الوقت المناسب له
- لم أسعَ يوماً إلى الألقاب ويبقى اللقب الأغلى عندي هو الكاتب.. وأتمنى أن يقترن في يوم من الأيام بالمخرج
- الشخصيات بالنهاية تنادي أصحابها «وليس طيباً مني بل غصب علي هذا ما يحدث»
- أردت العودة ببرنامج «عشان عيون شجون» وكنت مصراً على عودتها
سماح جمال
أكد الكاتب فهد العليوة أنه لا يريد أن يظلم نفسه، مشددا على أنه ذاق حلاوة «اليوم الأسود»، وكشف أن دوره في كل الأعمال التي قدمها تخطى بكونه مجرد كاتب، واعتبر أنه لم يعمل بطريقة «ما يرضي الجمهور أو المخرج ولا حتى المنتج»، بل يعمل وفق نظرية قناعاته، مشيدا بتعاونه مع المخرج القدير أحمد المقلة، معتبرا أنه من افضل الأشخاص الذين تعرف عليهم من ناحية الأخلاق والصداقة والحنان، واصفا إياه بـ «الوالد»، كما تطرق العليوة الى مواضيع اخر.. وفيما يلي التفاصيل:
أقدمت في مسلسلك «اليوم الأسود» على الكثير من الخيارات للمرة الأولى؟
٭ استمعت الى آراء الجمهور، وبالفعل كان التغير شبه كامل في اسماء الفنانين الذين تعاونت معهم، وابتعدت بعض الشيء عن خط الكتابة الاجتماعية البحتة ودخلت في الجانب الفلسفي، ولهذا فـ«اليوم الأسود» كان جديدا علي، وحتى طريقة الكتابة التي اتبعتها فيه كانت مختلفة بالنسبة لي ككاتب، واعتقد ان هذا بدى واضحا للمشاهد من الحلقة الأولى.
هل هذا يعني انك اصبحت من أنصار مدرسة إرضاء الجمهور او كما يسمونها «الجمهور عايز كدة»؟
٭ لا، فليس من الذكاء أن أسير وراء الجمهور الى النهاية، بل ان أستمع الى الاراء واقيّمها، ومن الخطأ كذلك ان أتمسك برأي واحد فقط، بل أحاول دائما ايجاد معادلة بين الاثنين، وانا شخصيا أؤمن بمقولة «اذا اردت ان تفشل حاول ان ترضي الجميع واذا اردت ان تنجح حاول ان ترضي نفسك»، وارضي نفسي بان أراجع اراء الناس المحترمة وادرس الخطوة القادمة بعد بحث وتحليل، وشخصيا لم اعمل بطريقة «ما يرضي الجمهور أو المخرج ولا حتى المنتج»، بل اعمل وفق نظرية قناعات فهد العليوة، بدليل انني مازلت متمسكا بقناعة عندي في اعمالي ولا اريد تغييرها وهي مسألة الرومانسية والحب، لأنني ارى انني تميزت فيها، وهذا تخصصي، فكما كان المخرج «ألفريد هتشكوك» متميزا في مدرسة الغموض والرعب على الرغم من انه تعرض للكثير من الانتقادات في وقته، الا انه استمر فيه واستطاع تأسيس مدرسة في الاخراج، وهذا لا يعني انني لم اجرب بعض الجوانب الاخرى في اعمالي، كما حدث في مسلسل «الملكة»، فكانت هناك بعض الخطوط الرومانسية ولكن في نفس الوقت كانت هناك جوانب اخرى بعيدة عنها وكذلك «حال مناير»، وحتى «ساهر الليل ـ وطن النهار» كان فيه جزء واحد بسيط رومانسي، وشخصيا سأستمر في هذا الخط طالما انا قادر على تقديم شيء جديد وبالتالي انا لا أسير وراء عبارة ما يطلبه المشاهدون.
تتعاون في «اليوم الاسود» مع مجموعة من الفنانين للمرة الاولى، فهل كان ذلك مقصودا؟
٭ للأسف أن البعض يتجاهل ان فكرة المسلسل لا تخرج من الحلقة الاولى، وان هناك عدة مراحل تسبق هذه المرحلة وهي القصة وتفصيل الشخصيات والبعد الدرامي والحبكة وغيرها من التفاصيل قبل الشروع في الحلقة الاولى، والشخصيات في النهاية تنادي اصحابها «وليس طيبا مني بل غصب علي هذا ما يحدث» وهناك ممثلون بيننا وبينهم خلاف واخترتهم في ادوار وقدموها في اعمالي، لأنه بالنهاية المحك الحقيقي هو مدى مناسبة الدور للفنان.
لماذا انسحبت الفنانة صمود من المسلسل؟
٭ كان عندها ارتباط في العام الماضي، ولا صحة لما يقال عن وجود خلاف بيننا وباركت لها عن اعمالها.
لماذا اخترت الفنانة منال سلامة تحديدا لتشارك في «اليوم الأسود»؟
٭ أحب ان أتعاون مع فنانين موهوبين بغض النظر عن جنسيتهم، لأننا في النهاية عالم واحد، وهناك رسالة من خلال الدور الذي أقدمه اتمنى ان تصل الى المشاهد.
«اليوم الأسود» كان تجربتك الأولى مع المخرج أحمد المقلة، فكيف وجدتها؟
٭ شخصيا تأثرت به وأعتبر ان الاعمال التي قدمها هي جزء من مخزوني الفني والثقافي، وعندما يقترن اسمي به أعتبره بمنزلة حلم وتحقق، كما كنت أحلم بأن أتعاون مع المخرج الراحل عبدالعزيز المنصور، فهو من علمني ووضعني على بداية الطريق الصحيح ولكن هذا الحلم لم يتحقق لوفاته، رحمه الله.
صرح المخرج احمد المقلة في حواره مع «الأنباء» بأنه متمسك بالنص وسيخرج المسلسل بنفس الطريقة التي كتب بها؟
٭ حملني ذلك مسؤولية إضافية تجاه المخرج الكبير احمد يعقوب المقلة، خاصة انه اول نص يخرجه في الكويت، فهو على مدار سنوات عمله الطويلة في المجال الفني عرض عليه مجموعة كبيرة من النصوص ليخرجها، ولكنه رفضها لسبب ما، مع أنها قد تكون أفضل من نصي، ولكن في النهاية هذا التعاون أعتبره بات جزءا من تاريخي وشيئا كبيرا، وبخلاف الجانب الفني فالمخرج القدير احمد المقلة اكتشفت فيه الجانب الانساني والشخصي، وأعتبره من افضل الاشخاص الذين تعرفت عليهم اخلاقا وصداقة وحنانا، وطوال فترة التصوير كنت أعتبره بمنزلة الوالد، واستفدت منه كثيرا على المستوى الشخصي قبل العملي، كما أن ثقافته عالية جدا.
ما قصتك مع «شط الوله»؟
٭ اثناء تصوير مسلسل «اليوم الأسود» اهداني ديوانه الشعري الأول «شط الوله» ولم اكن اعرف هذا الجانب فيه، وكتب لي إهداء خاصا.
ماذا كان الإهداء؟
٭ «الجميل فهد العليوة محاولة بالكلمة لرسم ذات السيناريو الذي نحترف معا بالأسود لنكشف سر النقاء».
شجعك هذا الاهداء على الاقدام على تجربتك الادبية الاولى؟
٭ حمـــــاسي للإصدار الادبي سواء لإصدار قصة قصيرة او رواية موجود منذ زمن طويل، وهو شغفي الأول قبل الاتجاه لدراما، ولكنني في حال قررت التوجه الى هذا الجانب احتاج الى ان اتوقف لمدة عام كامل على الأقل من الدراما التلفزيونية، وأشعر بأن هذا سيدخلني في حالة من التشتيت، وشخصيا اعتبر ان كتابة رواية هي الهرم الكتابي الابداعي وتحتاج لحالة تفرغ، ولكي اصدر كتابا يرضى طموحي فيجب ان تكون الخطوة مدروسة من كل جوانبها، والحماس موجود ولكن ليس هذا الوقت المناسب له.
تخطى دورك في «اليوم الأسود» كونك مجرد كاتب للقصة والسيناريو والحوار؟
٭ كل الأعمال التي قدمتها دوري فيها تخطى كوني كاتبا ولكنني دائما مُصر على ان اسمي في تتر المسلسل يبقى فقط الكاتب، وقد أكون فعليا أشرف على بعض النواحي الفنية، ولكنني لم أسعَ يوما الى هذه الألقاب ويبقى اللقب الأغلى عندي هو الكاتب، وأتمنى ان يقترن في يوم من الايام بالمخرج، مع العلم ان المخرج احمد المقلة كان يقول لي اثناء التصوير انه يفترض ان آخذ لقب المخرج الفني لمسلسل «اليوم الاسود»، ففي العمل غرفة شجون كنت المسؤول عن الجانب الفني والديكور فيها بشكل رسمي من شركة الانتاج، ولكن في النهاية اعتبر انني اقدم كل ما استطيع ليخرج العمل بصورة جميلة، لأنه في النهاية عمل جماعي والنجاح سينسب لنا جميعا.
منذ ان اعلنت عن اسم «اليوم الأسود» العام الماضي والبعض رأى ان الاسم قد لا يجلب الخير للعمل كون هذا الاسم لا يعتبر فأل خير في الثقافة العربية عادة ولكننا في الوقت نفسه وجدنا انه تحول الى موضة بطريقة ما فغلبت الألوان على اسماء الأعمال الدرامية هذا العام؟
٭ للأسف، هذا الامر حدث معي أكثر من مرة، ولنتفق في البداية على ان دخول الألوان كجزء من اسم عمل فني هو امر متعارف عليه، وحدث في اعمال محلية وخليجية وعربية، بل حتى عالمية، ولا أخفي استغرابي في ان البعض اختار اسماء لا يوجد لها معنى وليست منطقية مع العمل وكأن الأمر مجرد تقليد، وفي النهاية هذا رأي، وقد يظهر لنا بعد الانتهاء من عرض العمل ان لديهم وجهة نظر ما او بعدا فلسفيا وراء هذا الاختيار، ولكن هنا اختيار الاسم كان في محله، وبرأي فإنه اذا لم يستطع الكاتب ان يختار اسما يلفت الانظار اليه فهذه تكون نقطة ضده وليست معه.
ألم تفكر في تغيير اسم المسلسل حيث تأجل من العام الماضي وعرض في هذا الموسم الرمضاني؟
٭ كان من الممكن ان اغيره لكنني كنت اعلنت فعليا عنه، فأصبح من الصعب علي تبديله بعد ان ارتبط بذهن الجمهور بهذا الاسم، واتمنى من كل العاملين في المجال الفني او الذين يفكرون في الدخول اليه ان «ينجحوا بذراعهم مو بذراع غيرهم»، وعندما يختارون اسما للعمل، او فنانين يقدمون عملك او حتى المخرج الذي ستتعاون معه يجب ان تكون مستوعبا للخيال وليس ان تقلد الآخرين لأنك تعتقد بانك اذا قلدتهم فستلصق معهم، وهناك حكمة تقول «ظن الثعلب انه اذا نام في عرين الاسد سيصبح اسدا، وغابت الشمس وأشرقت الشمس وظل الاسد اسدا والثعلب ثعلبا».
انت من تسبب مشاكل لنفسك بسبب تأخيرك في الكتابة وربما يكون وقع ذلك اشد من الحروب التي يشنها البعض عليك؟
٭ لا اريد ان اظلم نفسي، فاذا كان التأخير جعلنا نخرج بعمل مشرف فهذا امر ايجابي، وراض عن النتيجة النهائية للعمل، و«اليوم الاسود» فكرته طبقت علي وهي (وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم»، وما حدث انني ولله الحمد ذقت حلاوة «اليوم الأسود».
لماذا قررت العودة الى البرامج التلفزيونية هذا العام ببرنامج «شوج تايم»؟
٭ البرنامج كان مشروعا قائما منذ العام الماضي، واعتبر انه بمنزلة حافز اضافي خاصة انني تأخرت في كتابة العمل وبالتالي كان هناك تأخير في التصوير، واستطعنا تقديمه.
جمعتك تجربة سابقة مع الفنانة شجون في اولى تجاربها بالبرامج التلفزيونية واليوم تعود معها مجددا بعد فترة توقفت فيها شجون عن تقديم البرامج.. فلماذا جاء قرار العودة الآن؟
٭ اردت العودة ببرنامج «عشان عيون شجون»، وكنت مصرا على انها يجب ان تعود الى الساحة مجددا وهي لم تمانع في الفكرة، وفي نفس الوقت الجمهور كان مشتاقا لها وكنا نفتقد وجودها على الشاشة عموما، وهكذا جاءت الفكرة واقنعت المنتج عامر صباح بالدخول الى انتاج البرامج التلفزيونية للمرة الاولى، واردت ان تعود شجون التي عرفناها في الموسم الاول، واتمنى ان اكون من الاشخاص الذين ساهموا في عودتها. واراهن على شجون وروحها وشخصيتها وجماهيريتها وستكون مختلفة عن كل ما قدم على الشاشات المختلفة.
اين بات مشروعك السينمائي؟
٭ فيلمي السينمائي مع المخرج خالد الرفاعي مازال قائما، وكان يفترض ان يعرض في عيد الفطر، ولكن ضيق الوقت وارتباط شجون بتصوير مسلسل «كان في كل زمان» وعبدالله بوشهري كان منشغلا بتصوير مسلسله «نهاية حلم»، الى جانب ان كليهما يصوران «اليوم الاسود»، فكان من الصعب جمعهم معا للتصوير.