Note: English translation is not 100% accurate
«الوجه الآخر» أزمة الضمير داخل النفس البشرية
الأحد
2007/2/11
المصدر : الانباء
خالد السويدان
قدم المخرج الشاب منصور حسين المنصور مسرحية «الوجه الآخر»، ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان محمد عبدالمحسن الخرافي للإبداع المسرحي، حيث افتتحت المسرحية أول العروض التي قدمت في المهرجان بعد ان أعلنت الفنانة زهرة الخرجي عن بدء انطلاق المهرجان.
المسرحية من بطولة الفنان الشاب والمبدع حمد أشكناني وعيسى ذياب وهما من طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية قسم التمثيل والإخراج. ومن تأليف الكاتب المتميز بدر الجزاف، الذي أضاف للنص نكهة خاصة، عبر فيها عن الواقع الذي نعيشه في حياتنا اليومية، ومدى تفاعل ضمير كل شخص مع نفسه، حيث كشف الكاتب من خلال الحوارات التي دارت بين أبطال المسرحية ان لكل إنسان ضميرا، ولا يوجد شخص على وجه الكون ليس له ضمير، ولكنه يختلف من شخص لآخر، فهناك أشخاص ضميرهم حي ويمتاز بالرحمة، والبعض الآخر يكون ضميره سيئا وأشبه بالإنسان عديم الإحساس.
أما المخرج الشاب منصور المنصور، الذي تعتبر هذه التجربة الأولى له في الإخراج المسرحي على نطاق مسابقة رسمية في مهرجان له قيمته في الوسط الإعلامي، فيستحق كل التشجيع والاحترام والتقدير، حيث نستطيع من خلال هذا العمل ان نقول ان عائلة المنصور ازدادت تألقا، ومازالت تكمل مسيرتها الفنية بكل إخلاص نحو إثراء الفن في الكويت.
وبالنسبة للرؤية الإخراجية، نجح المخرج منصور المنصور ان يقدم شكلا جديدا باستخدامه ادواته الإخراجية التي مكنته من السيطرة على النص من خلال شخصيتين فقط ضمن مجموعة متكاملة أضفت رؤية رائعة للعرض، فكان التعبير الحركي بطل المسرحية بلا منازع، وذلك من خلال الإيماءات والحركات التعبيرية، ويحسب هذا لمصمم التعبير حمد الطريفي، الذي جعل التفاعل بين ابطال المسرحية رائع، خاصة مع النجم حمد اشكناني، الذي أضاف للعمل روحا جديدة بالتعابير والتلوين في الأداء، ومن خلال تقديمه للعمل نستطيع ان نقول ان هناك مولد فنان مبدع جديد.
كما حاول المخرج تقسيم المسرح الى جزئين، الأول ابيض والآخر اسود، من خلال مجاميع التعبير الحركي، حيث تفاعل ابطال المسرحية مع كل حدث.
ولعبت الإضاءة دورا رائعا في العمل، خاصة في بداية المسرحية، حيث جاء توظيف الإضاءة بشكل مناسب يخدم العمل بشكل عام ويعبر عن الحالة التي يعيشها الممثل على خشبة المسرح.
أما الديكور فتميز بأنه مباشر بشكل واضح من خلال التعرج الموجود على الكرسي، كما انه خليط من المدارس المختلفة.
كما استخدم المخرج موسيقى ومؤثرات صوتية تتناسب مع فكرة المسرحية، حيث خلقت جوا إنسانيا جميلا تضمن الكثير من مشاعر المودة والعتاب واليأس والحب، ويحسب للمؤلف الموسيقي هاني عبدالصمد هذا الاختيار الموفق الذي لاقى قبولا واستحسانا من المشاهدين للعرض.
ورغم ان العرض تميز بعدد من الإيجابيات، الا ان عدم الخبرة من جانب المخرج والممثلين كان واضحا بشكل كبير من خلال العرض المسرحي، لكنه ليس عيبا كبيرا، بل يعتبر بداية جميلة ومشرفة لانطلاق المهرجان، حيث لاحظنا عدم الخبرة من خلال هبوط الإيقاع لدى الممثلين، ما جعل الرتابة تسيطر على المشاهد، ولكن قوة التعبير الحركي حاولت ان تعيد المشاهد للاستمرارية في المتابعة ومعايشة النص.
النهاية للعمل كانت مسك الختام، والذي ابدع فيها مساعد المخرج والممثل عبدالله عيسى المنصور، الذي يعتبر ايضا رافدا من عائلة المنصور الفنية.
ويبدو ان المخرج عاهد الله قبل نفسه على أن يواصل مسيرة ونهج عمه المرحوم المخرج عبدالعزيز المنصور، حيث انه من خلال «الوجه الآخر» نستطيع ان نقول انه بدأ بالفعل اول خطوة نحو مدرسة العم بوسعود التي تميزت بالإبداع.
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )
اقرأ أيضاً