عقب أيام على فقدانها عملاق الفن الكوميدي الراحل عبدالحسين عبدالرضا تعيش الكويت اليوم الخميس حزنا جديدا برحيل أحد رواد الطرب الأصيل الفنان الكويتي حسين جاسم الذي انتقل إلى رحمة الله تعالى عن عمر يناهز ال73 عاما.
ولد الفنان حسين جاسم عام 1944 في منطقة شرق وحصل على دبلوم معهد المعلمين شعبة الموسيقى عام 1967 حيث عمل مدرسا لمادة التربية الموسيقية أكثر من 20 عاما إلى أن ترقى ليصبح مديرا لإحدى مدارس وزارة التربية خلال الفترة بين عامي 1994 و 2002.
تألق فني
وبدأ الفان الراحل مسيرته الفنية عام 1967 من خلال مشاركته في الأنشطة الفنية والموسيقية التي كان يقيمها آنذاك معهد المعلمين قبل أن يتجه إلى الإذاعة حيث شارك في أوبريت غنائي بعنوان (المنبوذ) وكان انطلاقته الفنية في تقديم أجمل الأغنيات الوطنية والدينية والعاطفية.
قدم الفنان حسين جاسم العديد من الأغنيات التي مازالت إلى اليوم عالقة في قلوب وذاكرة الناس لاسيما جيل السبعينيات والثمانينيات من أشهرها أغاني "أبو الموقة وحبيبي شمعة الجلاس وناعم العود ويا معيريس" والتي لاقت جميعها صدى واسعا في الكويت والخليج ثم غنى بعدها واحدة من أروع أغانيه وهي "حلفت عمري" التي كتب كلماتها الشاعر ماجد سلطان ولحنها الملحن يوسف المهنا.
أما على صعيد الأعمال ذات الطابع الديني فكانت أولى أغنياته في هذا المجال "يااله الكون " والعديد من الأعمال الأخرى التي يطلق عليها البعض مسمى تواشيح دينية.
اعتزال حتى التحرير
وفي أوج تألقه الفني أعلن الفنان الراحل حسين جاسم عام 1974 اعتزاله الفن والتوقف عن الغناء واستمر على موقفه حتى تحرير البلاد عام 1991 حيث عاد إلى الساحة الفنية مجددا من بوابة الأغنية الوطنية فقدم العديد الأغنيات مثل "هلت أعياد النصر يا كويت" وأخرى عن قضية الأسرى الى جانب مشاركته في الأوبريتات الوطنية منها أوبريت "القادة" بمناسبة انعقاد قمة مجلس التعاون الخليجي في الكويت عام 1991 وأوبريت "سلاحي كلمة الحق".
كما أعاد الفنان الراحل تصوير بعض أغانيه القديمة بطابع جديد وحديث أشهرها "حلفت عمري" حيث لقيت هذه الخطوة آنذاك ترحيبا من الجمهور والوسط الفني لاسيما الصحافة التي قابلت عودة الفنان حسين جاسم بالقبول والترحاب.
قامة فنية رائدة
بدوره قال الأمين العام المساعد لقطاع الفنون والمسارح في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الدكتور بدر الدويش إن الكويت فقدت برحيل الفنان الكبير حسين جاسم قامة فنية رائدة قدمت عطاءات بارزة على الساحة الغنائية محليا وخليجيا وعربيا.
وأضاف الدويشاليوم الخميس أن للراحل كما كبيرا من الإسهامات التي تركها في أعمال غنائية ستظل محفورة في أذهان الجمهور الخليجي والعربي خلال مسيرة عطاء طويلة اتسمت بالإبداع والرقي والتميز سطر خلالها إرثا فنيا خالدا في تاريخ الفن الغنائي الكويتي.
واستذكر الدويش الأعمال الغنائية الرائعة التي ستكون نبراسا مشرقا في مسيرة الفنان حسين جاسم ومنها أغنية "حلفت عمري" التي كتبها ماجد سلطان ولحنها يوسف المهنا وأيضا أغنية "أبوالموقه" كلمات جاسم شهاب وألحان عبدالرحمن البعيجان.
مسيرة متميزة
ولفت إلى أغان جميلة كثيرة بينها "طابت الفرحة" و"توني عرفتك زين"و"دنيا الهوى"و"شمعة الجلاس"و"يا معيريس"و"العيد هل هلاله" وغيرها من الأعمال المتميزة في مسيرة الفنان الكبير الراحل حسين جاسم.
وكان الفنان الراحل قد بدأ مشواره مع الأغنية عام 1967 وسرعانما انطلق بقوة نحو النجومية والشهرة حتى أصبح خلال سنوات قليلة أبرز مطرب كويتي يقدم الغناء الأصيل ويمتلك صوتا عذبا واحساسا بالكلمة وحضورا مميزا.
وكما فاجأ الفنان الراحل الجميع بإعلانه اعتزال الفن فقد فاجأهم بعودته من جديد إلى الساحة الفنية عقب تحرير البلاد عام 1991 في المناسبات الخاصة وحفلات التكريم وبصوته تم تسجيل المقدمة الغنائية لمسلسل (بين عصرين).
ولم يكن حسين جاسم متحمسا لخوض تجربة الأغنية العاطفية وربما يرجع ذلك للبيئة التي عاش فيها وعدم اقتناعه بذلك لكن عندما قدم أغنية "أبو الموقة" التي نجحت نجاحا كبيرا أحدثت تحولا كبيرا في مسيرته الفنية وهي من كلمات جاسم شهاب وألحان عبدالرحمن البعيجان.
وكان حسين جاسم أحد الأصوات الشابة التي اندفعت لتقدم نفسها في مجال الأغنية ربما لم تبرز موهبة الغناء لديه في الصغر لكن دخوله معهد المعلمين لدراسة الموسيقى كان عاملا أساسيا في الكشف عن موهبته.
ومع ذلك فإن ظهوره كمطرب على الساحة الفنية جاء بعد نجاحه في تقديم أناشيد دينية وأغان وطنية خلال الحفلات التي أقامها المعهد آنذاك وقد برز في تقديم الموشحات.