بعد عودتها من زيارة مخيم الفاعور للاجئين السوريين ضمن وفد «لوياك» قالت الفنانة القديرة سعاد عبدالله: هذه الزيارة كانت تجربة لا يمكن أن أنساها، وهي عمل إنساني يعود علينا نحن بالفائدة، والشعور بالراحة، لأننا نشارك غيرنا همومه ونحاول أن نخفف عنه ونتخلص من أنانيتنا.
وعن سبب السفر مع «لوياك» قالت: «لوياك» مؤسسة كويتية يجب أن نفتخر بها وأتعاون وأدعم أنشطتها منذ 15 عاما وأتابع عروضهم المسرحية والفنية، لأنني أؤمن بفكرة التطوع وترسيخ قيم الفن في عمل الخير بالمطلق، ودون تمييز على أساس العرق والمذهب، وهي قيم يجب أن نربي أولادنا عليها، فالجميع سواسية والإنسانية تجمعنا، ولذلك تحمست للسفر مع وفد من كل الجنسيات العربية تقريبا.
وتابعت «أم طلال»: أتمنى أن تحظى «لوياك» بمزيد من الدعم من الجهات الحكومية والأهلية كي تواصل دورها المشرف كسفيرة للكويت في الأعمال الفنية والإنسانية ولأنها بالفعل تحقق نتائج ملموسة وغير عادية، وفي أحد الأيام ذهبت إلى أحد المراكز التجارية في الكويت ورأيت شبابا كويتيا متميزا كانوا متدربين فيها على العمل التطوعي والإداري.
وعما إذا كانت هذه أول زيارة لها إلى مخيم للاجئين قالت: بالفعل هذه أول زيارة لي، وفي البداية شعرت بالاختناق وبكيت، عندما رأيت صعوبة حياتهم، لكنني قاومت نفسي كي لا أذكرهم بمآسيهم، ولا يمكن أن يمحى من ذاكرتي ما شهدته، فكل إنسان وكل طفل منهم خسر بيته وشارعه وشجرته وتحطم كل شيء يملكه ويحتاج إلى شحنة أمل كبيرة كي يواصل، وهذا دوري كفنانة، ودور الآخرين، وأعجبني رغبتهم في الحياة وابتسامتهم، وإقبالهم على الرسم والغناء والتمثيل بفضل الدروس التي خصصتها لهم في ثلاثة «كرافانات».
وعن توجيه نداء لزملائها الفنانين لتقديم الدعم الإنساني للاجئين قالت: ما أحب أوجه نداء لأحد، من يعرف فعليه أن يبادر من قلبه وبقناعته هو، فهذا نداء داخلي لمن يرغب في العطاء.
وحول الجديد الذي ستقدمه لهؤلاء الأطفال قالت: اتفقت مع رئيس مجلس إدارة «لوياك» فارعة السقاف على إضافة «كرافانات» أخرى لتعليم الأولاد مبادئ القراءة والحساب لأن معظهم لا يقرأ ولا يكتب للأسف، ولا ندري ماذا سيصير لهم في الغد إذا تركناهم هكذا، وأيضا سنحاول بجهود الجميع توفير كمية كبيرة من «الحصى» كممرات وطرق بين المخيم قبل أن يأتي الشتاء ويغمرهم بالطين، وأملنا كبير في أن نقدم لهم كل ما يعينهم على حياتهم الصعبة إلى أن يعودوا سالمين إلى وطنهم.