خلود أبوالمجد
عقد صباح أمس في مركز جابر الأحمد الثقافي مؤتمر صحافي لفرقة «كركلا» اللبنانية في الاستديو الخاص في المسرح الوطني، بحضور قائد الفرقة والمؤسس والمخرج الفني المايسترو عبدالحليم كركلا والمخرج ايفان كركلا وعميد الفلكلور عمر كركلا والشاعر طلال حيدر والممثل رفعت طربية، إضافة إلى حضور مدير عام العمليات في مركز جابر الأحمد الثقافي فيصل خاجة، وقدم في البداية فيلم تلفزيوني عن مسيرة ومشاركات الفرقة وأبرز إنجازاتها وبصماتها، بينها «طلقة النور» «حلم ليلة»، «الشرق والأندلس الضائع»، «ألف ليلة وليلة» وغيرها من الأعمال المتميزة.
وستقوم الفرقة بإحياء عرضين موسيقيين مرتقبين يومي الخميس والجمعة المقبلين بعنوان «إبحار على طريق الحرير» الساعة الثامنة مساء، وذلك على خشبة المسرح الوطني بمركز جابر الأحمد الثقافي، والمدة الزمنية لكل عرض ساعتان تقريبا، وتأتي مشاركة الفرقة ضمن أنشطة الموسم الثقافي الأول الذي أطلق الشهر الماضي.
وقال مدير عام العمليات في مركز جابر الأحمد الثقافي فيصل خاجة: يستحق هذا المكان عرضا عالميا بكل المقاييس، وذا نضوج، ونحن فخورون بهذا العرض الثقافي من لبنان الحضارة والرقي والجمال، لافتا إلى أن مثل تلك الفعاليات تثري الحراك الثقافي والموسيقي الكويتي الذي يتعطش دوما لهذه الأعمال الإبداعية.
من جهته، قال قائد الفرقة والمؤسس والمخرج الفني المايسترو عبدالحليم كركلا: استطعنا اللحاق بالفن العالمي كأمة عربية، ونتقدم لكم بالشكر لكويت السلام والوئام، كون هذا البلد من بلدان الحضارة والعطاء والقائد الإنساني، ونحن نفاخر الأمم بهذا المركز الثقافي العريق، ويسعدنا أن نقدم لكم أرقى أنواع الفن من خلال مسرحية شكلت مسرحا لأشهر الحضارات، حيث قمنا بإعداد فضاء فني يعبر عن الوحدة الإنسانية والثقافية، ويشارك معنا نخبة من الفنانين والاستعراضيين، كاشفا ان المشهد الأخير من العرض سيكون خاصا عن الكويت إهداء للقيادة والشعب الكويتي.
وحول تقديم عمل في المستقبل يحاكي الفنون الكويتية العريقة، أجاب كركلا: نتمنى أن تتحقق هذه الأمنية لكنها تتطلب رؤية فنية وتحضيرات معينة لكي ننهل من الفن الكويتي الرائع ومن فنونه الثرية، مضيفا: إننا تغلبنا كفرقة على كل التحديات لكننا لم نتوقف والفضل يعود لإخواننا العرب من قطر والكويت وتونس والجزائر، مطالبا بالابتعاد عن السياسة والطائفية، مبينا «أنه درس كل فنون العالم، ولكن حقيقة انني أعتز بتراثي العربي الغني».
وأضاف أن آخر عرض قدمته الفرقة في الكويت خلال مهرجان «هلا فبراير»، ملمحا الى أن تلك المشاركة ستكون مختلفة تماما كون المسرح ضخما، إلى جانب حضور إيفان كركلا الذي يعتبر أحد أعمدة الفرقة، وتابع: نحن متشوقون جدا لتقديم عرض فني ينال قبول أهلنا في الكويت.
وقال مخرج العرض المسرحي إيفان كركلا: المسرحية تم افتتاحها في مهرجانات بعلبك عام 2016 وبعدها في لبنان ثم قدمت في مسقط، وتشرفنا حاليا بالحضور للكويت البلد الفني الرائد فنيا وثقافيا، وستكون هناك جولات في الصين وأميركا ولندن، مبينا أن مسرحية «إبحار على طريق الحرير» تحكي عن تبادل الثقافات والحضارات، ويشارك فيها 100 فنان من الصين والهند ولبنان، ويجمع كبار الفنانين، مؤكدا أن العرض سيشهد ديكورا إيطاليا صمم خصوصا لتلك الزيارة، وستكون الرؤية الإخراجية ذات جماليات وإبهار.
وألقى الشاعر طلال حيدر أبياتا شعرية ستكون ضمن عرض «كركلا» للمشهد الأخير في قصيدة «دايم عزك يا الكويت»، مشيرا إلى أن الكويت ذات فضل كبير على لبنان، وشارك في المؤتمر الممثل رفعت طربية، وعمر كركلا.
يذكر أن مسرح كركلا الاستعراضي تأسس في العام 1968 على يد المايسترو عبدالحليم كركلا، ليصبح بعدها المسرح الاستعراضي الأكبر والأكثر تميزا في الشرق الأوسط، حيث طور لغة جسدية بناء على قواعد مارثا غراهام في الرقص، ودمجها بالتقاليد العربية المميزة ليقدم لنا أسلوب كركلا الفري، وعروضا متعددة في أهم المسارح العالمية وأبرز العواصم الثقافية، مثل مركز جون كينيدي للفنون الأدائية في واشنطن، سادلر ويلز في لندن، لندن كوليسيوم، مسرح الشانزليزيه في باريس.
وسيكون حفل كركلا الاستعراضي الأضخم خلال قصة إبحار في التاريخ من بعلبك إلى عمان والهند وبلاد فارس، وصولا إلى البندقية، بحثا عن القيم الإنسانية.
والفرقة اليوم تعتبر أشهر من يقدم المسرح الراقص في لبنان والدول العربية، حيث نجح المايسترو عبدالحليم كركلا في ابتكار لغة جديدة للرقص ميزت أسلوب الفرقة.