- جمال: عمل عبّر ببساطة عن الواقع
مفرح الشمري
Mefrehs@
ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الكويت لمسرح الشباب العربي، قدمت وزارة الشباب بالمملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة عرضا مسرحيا حمل عنوان«شمعة أمل»، من تأليف أيمن حراحشة وإخراج أيمن عبدالحليم وتمثيل مجموعة من الهواة بحاجة إلى أن يتعلموا أصول المسرح حتى يستمروا فيه، وهم ايمن حراحشة، محمود الرنتيسي، أحمد نعيمي، عبدالله سرحان، اياد مصاروة، كوثر شريف، نسرين نوارة، راضى حداد ومهند سهاونه.
«شمعة أمل» ليست عرضا مسرحيا بل «اسكتش» قصير جدا لفرقة شبابية أردنية دفعها الحماس للمشاركة في المهرجان وذلك لتقديم ما يشعرون به نحو عروبيتهم، وذلك من خلال طرح قضية من أخطر القضايا التي تواجه العالم العربي وكثيرا من دول العالم الآن وهى الإرهاب الأسود الذي يقضي على الأخضر واليابس ويحطم أحلام وطموحات الشباب الذين هم قادة المستقبل وأمل الأوطان.
تبدأ أحداث العرض القصير جدا بفقدان ايمن صديقه بعد تفجير إرهابي وينتهي به الحال إلى الجلوس على كرسي متحرك ويدخل في دوامة كبيرة من اليأس والإحباط وفقدان الأمل لكن كل من حوله يحاولون إخراجه من هذه الحالة التي تسيطر عليه ودفعه للتمسك بالأمل وتبوء محاولاتهم بالفشل، ويظل أيمن حبيس ذكرياته وآماله التي كان يتمنى تحقيقها مع رفيق دربه وصديق عمره، وهذه الأحلام لا تعني له شيئا الآن، فقد كان يحلم بالوصول إليها مع صديقه، وتحاول الأم بث روح الأمل فيه للحفاظ على مستقبله ويقرر الجميع الالتفاف حول ايمن ويثبتون له أن جميعنا يد واحدة لا فرق بين مسلم ومسيحي وبين أي جنسية عربية وذلك من خلال مشهد مؤثر يؤكد على وحدة الأمة العربية مهما واجهت من صعوبات ومعوقات وعلينا أن نفيق ونبعث بالأمل في نفوس الشباب ولا نستسلم لليأس.
من الصعب انتقاد هذا العرض لأنه لم يحمل رؤية اخراجية عميقة بالإضافة إلى الضعف في الأداء التمثيلي لكن يحسب للشباب المشاركين على جرأتهم في مواجهة الجمهور وهم لا يملكون أي قدرات وربما في المستقبل القريب يصبحون «شمعة أمل» حقيقية في إثراء الحركة المسرحية الأردنية العريقة.أصاب العرض الأردني «شمعة أمل» هدفه رغم قصر مدته وبساطة فكرته، وهو كما قال مخرجه أيمن عبدالحليم حقق المرجو منه ونقل فكرة بسيطة على أيدي مجموعة من الهواة، حيث أشاع جوا من البهجة والأمل في أغنيات حملت الحس العروبي.
جاء ذلك في الندوة النقاشية التي عقدت بعد العرض على هامش مهرجان «الكويت لمسرح الشباب العربي»، والتي قدمها المخرج الشاب علي العلي، في حين عقب على العرض د.طارق جمال، بحضور مخرج العرض أيمن عبدالحليم وأحد مؤلفيه أيمن الحراسي.
بداية، أوجز العلي في سيرة د. طارق جمال، ثم دعاه ليطرح رؤيته حول العرض فقال: إن العرض مجرد فكرة وغير مترابط، وفيه محاولة شبابية تتناول الواقع العربي وما تمر به المنطقة من صراعات تلقي بظلالها على أحلام الشباب وآمالهم.
وعن أداء الممثلين أضاف: لا نستطيع محاسبة الممثلين على الأداء، فلا بد من التدريب على الأداء الصوتي، الحركة، أوضاع الجسد، فكل هذه الأمور تحتاج إلى تدريب ووعي لكي تساعد المخرج والممثل على تقديم عرض جيد.
وتابع: الفكرة عبرت عن واقع نعيشه، وطرحت القضية على كل الوطن العربي من أجل التعاطف مع إخواننا في أماكن الصراعات، فتحية لهذه الفكرة، وأتمنى للفرقة أن يطوروا من إمكاناتهم ليقدموا المرة المقبلة عرضا متماسكا.
وعن أدوات العرض قال جمال: حاول المخرج أن يستخدم الأدوات المتعارف عليها مسرحيا في إطار حركة بسيطة تميل إلى الجمود للتعبير عن عجز الشباب عن تحقيق أحلامهم، وكانت الإضاءة محصورة في وسط المسرح، ما يوحي بأنهم في سجن، لكن أتت الإضاءة الجانبية لتدخل بصيصا من الأمل، ولفت الأكاديمي المصري إلى الأغنيات التي تضمنها العرض بصورة حية على خشبة المسرح، وقال إنها جاءت للتعبير عما يجيش بصدور الشباب، وأن المخرج أنهى العرض باصطفاف شخصياته في صورة تعبر عن اتحاد الأقطار العربية على قلب رجل واحد، وهو الأمل المنشود لكل مواطن عربي.
من جهته، قال مخرج العرض أيمن عبدالحليم: أشكر كل الآراء، وأؤكد أن كل شخص في بداية طريقه يحتاج إلى من يأخذ بيده ويرشده، وأنا لست مخرجا بالمعنى الحرفي، أنا فقط وجدت شبابا هواة متحمسين فشاركتهم حلمهم بتقديم عمل مسرحي، وفخور بفريقي، وأشكر الكويت والهيئة العامة للشباب على إتاحة هذه الفرصة.