سماح جمال
يستطيع الفن ان يزيل كل الحواجز من اختلاف في اللغة او الثقافة، ويوجد أجواء من الصفاء تحمل الإنسان في عوالم بعيدة عن واقع الحياة المزدحمة، وهذا ما استطاعت «الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية»، ان تقوم به وبجدارة، حيث أوجدت حالة من الانبهار لدى الجمهور الذي لم يكتف بالتصفيق لها بل كان يحرص على الوقوف لشكر جميع العازفين فيها على الأداء البديع.
ويأتي الحفل ضمن أنشطة المؤتمر الدولي السادس «علاقات عمان بدول المحيط الهندي والخليج خلال الفترة من القرن السابع عشر إلى التاسع عشر»، والذي يهدف إلى دراسة علاقات عمان بدول المحيط الهندي والخليج دراسة معمقة تشمل التاريخ السياسي والاقتصادي والاجتماعي والحضاري والثقافي، وتجلي عناصر الارتباط بين أقاليمها، وثراء التنوع في مجتمعاتها، والاستمرار والتغيير في عاداتها وتقاليدها، والتعايش السكاني وإثراءه في الحياة الثقافية والعمرانية، والذي نظمته «هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية» بالتعاون مع «المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب»، بمركز «الشيخ جابر الأحمد الثقافي» خلال الفترة من 11 الى 13 الجاري.
أقيم الحفل الموسيقي لـ «الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية» في قاعة «الشيخ جابر العلي الصباح الموسيقية»، وكانت البداية بعزف النشيد الوطني الكويتي، ومن ثم قامت عريفة الحفل الإعلامية العمانية عايدة الزدجالي بالترحيب بالحضور، مؤكدة على الحفاوة التي قوبلت بها «الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية»، فقالت: منذ ان وطئت أقدامنا أرض الكويت ونحن محاطون بكرم هذا البلد ولطف أهله، ولقد جئنا من سلطنة عمان ومعنا أبرز معالمها التي نفخر بها وهي الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية.
وتابعت الزدجالي: لقد جاء قرار تأسيس «الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية» في شهر سبتمبر عام 1985، بتوجيهات سامية من صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم الذي كان اهتمامه بالموسيقى والثقافة وراء قيام المشروع برمته، وكذلك لأن الموسيقى تساهم في نشر قيم مهمة كالسلام والتسامح والتعايش بين الشعوب، وأكملت: تعتبر «الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية» هي الأولى من نوعها في الخليج والثانية في العالم العربي، وقد اعتمدت على خيرة شباب سلطنة عمان.
وقدمت الاوركسترا العريقة التي يزيد عمرها على الـ 20 عاما، عزفا لموسيقى أغنيتين للفنان الكويتي الراحل عوض الدوخي «البارحة» في القسم الأول من الحفل، وكان الحضور في الجزء الثاني من الحفل على موعد مع أغنية «عذروب خلي»، والتي قدمت بقالب سيمفوني شيق جمع بين التراث بأسلوب أوركسترالي حديث.
وتضمن برنامج الحفل الى جانب المقطوعات الكويتية، عددا من المقطوعات الموسيقية العالمية وهي: «افتتاحية في مقام ري الصغير» للمؤلف الألماني هاندل والموزع إلجار، بعدها قدم العازف المنفرد عمار بن علي العويسي «كونشرتو» للكلارنيت والأوركسترا، ثم عزفت الأوركسترا «افتتاحية المرأة المتسيدة» من تأليف سوبي، وافتتاحية من متتالية فيلم «جادفلي» من تأليف شوستاكوفيش، و«موسيقى ليلة» من تأليف شوبرت، و«الفالس الثاني من متتالية الجار» من تأليف شوستاكوفيتش، و«مارش الفرسان مصنف رقم 428» من تأليف ستراوس، و«مختارات من جنوب المحيط الهادي» من تأليف رودجرز، و«أصوات فالس الربيع» من تأليف ستراوس، و«رقصة إيقاعية مكسيكية» من تأليف جي.بي.مونكايو، و«نيمرود من منوعات انيجما» من تأليف إلجار، و«فالس الزهور» تشايكوفسكي، و«الفرسان الخفاف» للمؤلف سوبي.
وفي ختام الحفل شكر المايسترو «نيكولاي مولدوفينو» الجمهور على حفاوة الترحيب، وتقدم بالشكر للقائمين على تنظيم الحفل لدعوتهم للعزف في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، والذي وصفه بالمكان المميز والرائع، وكشف عن ان مفاجأة الحفل والتي لم يتم الإشارة لها في البرنامج هي عزفهم للأغنية الكويتية الشهيرة «عاشت لنا الكويت».
من الحفل
٭ حرص أعضــاء «الأوركستــرا السيمفونية السلطانية العمانية» على وضع «شال» يحمل صورة صاحب السمو الأمير، وصورة صاحب الجلالة السلطان قابوس.
٭ تمتع المايسترو «نيكولاي مولدوفينو» بروح مرحة بدت واضحة من طريقة تعامله مع الجمهور وطلبه منهم التصفيق خلال بعض الأغنيات.