الكوميديا السوداء هو مصطلح فني يطلق على أرقى أنواع الفنون المسرحية والسينمائية في آن واحد، ولكن ما الكوميديا السوداء ولماذا سميت بهذا الاسم؟
يخوض هذا الفن في الموضوعات المحرمة التي يطلق عليها «تابوهات» وعادة ما يتناول الأمور السياسية في زمن حرم فيه الخوض فيما يخص السياسة والمجتمع بشكل عام، وقد يتناول أيضا السخرية من بعض العادات والتقاليد وأحيانا المعتقدات في شكل ساخر، مستهجنا تلك الأفكار والظروف التي يمر بها المجتمع، ومن أبرز كتاب هذا النوع الكاتب الأميركي «مارك تواين» الذي انتشرت كتاباته في ستينيات القرن المنصرم.
تعتبر الكوميديا السوداء نوعا من أنواع السخرية من آلامنا ومعاناتنا ولذلك سميت بالسوداء، ولم يسلم أسلوب حياة أو ظروف اجتماعية من هذه السخرية اللاذعة أحيانا والمبالغ فيها في أحيان أخرى لاستفزاز الرغبة الداخلية في الضحك على أكثر الظروف قسوة، ففي أيام الرومان ومن بعدهم الاغريق انتشرت في الدراما المسرحية فكرة السخرية من الالهة وسميت في ذلك الوقت كوميديا الآلهة، حيث استاء المجتمع آنذاك من زيوس واخوته الذين سيطروا على البشر (كما تقول الأساطير) وكان من المحرم السخرية من المقدسات ولكن لم يجد الناس مخرجا من آلامهم الا بهذه الطريقة.
تطور المجتمع وتطورت معه الظروف الاجتماعية والسياسية واختلفت المعتقدات الدينية وكذلك تطور هذا الفن الراقي، ولعل أحد أهم الأفلام التي صنعت بهذا الفن الممتع في السينما العالمية هو «Seven Psychopath» الذي تناول قصة 7 أشخاص كل منهم مصاب بمرض نفسي سببه الظروف الاجتماعية، وعلى الرغم من المبالغة في الفيلم الا أنه من أكثر الأفلام اضحاكا على الواقع من حيث الاسقاطات، وهو بالفعل يعد أفضل فيلم كوميديا سوداء في تاريخ هوليوود.