عقد ديزني العزم على امتهان مسيرته الفنية، ولذلك انتقل إلى مدينة كانساس عام 1919، تاركا شيكاغو ومصنع أوزيل، وعمل أخوه روي بأحد بنوك المنطقة، وبفضل صديق له حصل على وظيفة باستديو بيسيمن-روبن الفني، وهناك تخصص ديزني بإنشاء إعلانات للصحف والمجلات ودور السينما، وتعرف على رسام آخر، أب أيوركس، حيث ربطتهما صداقة وقررا البدء بإنشاء تجارتهما الخاصة.
اكتسبت رسوم ديزني الكارتونية شهرة واسعة في كنساس، وعقب نجاحه كان ديزني وصاحبه قادرين على فتح الاستديو الخاص بهما، وأطلقا عليه أيضا اسم لاف-أو-جرام، حيث قاما بتعيين العديد من فناني الرسوم المتحركة، وكان من بينهم أخو فريد هارمان، هيو هارمن، إلى جانب كل من أيوركس ورودولف إيزينج وكارمن ماكسويل وفريزفريلينغ، وافتتح في 18 مايو 1922، إلا أن تكاليف الإنتاج تجاوزت إيرادات الشركة ولم يكن بالاستطاعة تغطية رواتب الموظفين، ولم يكن باستطاعة ديزني توظيف المال بشكل جيد، فأصبح الاستديو مكبلا بالديون ما اضطره إلى نقل نشاطه إلى كاليفورنيا.
وفي عام 1923، أعلن الاستديو إفلاسه بعد فيلمه الأخير «أليس في بلاد العجائب»، والذي جمع بين الواقع الحقيقي والخيال، فقرر ديزني الانتقال إلى مركز صناعة السينما المزدهر، هوليوود، حيث قام ببيع كاميرته وحصل على المال الكافي لرحلة ذهاب وإياب بقطار كاليفورنيا، وترك أصدقاءه القدامى وموظفيه، ولم يأخذ معه سوى فيلم «أليس في بلاد العجائب».
بحث كل من ديزني وروي عن موزع لفيلمهما الجديد، والذي كان قد بدآ فيه في كنساس، إلا أنهما لم يتمكنا من إيجاد موزع له، وأرسل ديزني «أليس في بلاد العجائب» إلى موزعة من نيويورك تدعى مارجريت وينكلر، والتي أبدت إعجابها الشديد بالفيلم، وقابلت ديزني من أجل إنتاج المزيد من الأفلام التي تجمع بين الرسوم المتحركة والخيال الواقعي، وقام ديزني بعمل الرسوم المتحركة بنفسه وإخراج مشاهد حية للعمل، في حين تولى روي دورا غير مألوف عليه وقام بدور المصور، وعمل تصويرا فوتوغرافيا لكل من الرسوم المتحركة والمشاهد الحية، وكانت أول مقطوعة في سلسلة «كوميديا أليس» ومنها «يوم أليس في البحر» قد تم تسليمها في 26 ديسمبر 1923، وحصل استديو الأخوين على أول ربح لهما بلغ 1500 دولار، وحققت الأفلام الجديدة كوميديا أليس وأليس الكوميدية نجاحا عظيما، وتولى الممثلان داون أوداي ومارجي غاي بطولة تلك الأفلام فيما بعد، لاسيما بعدما غادرت فرجينيا تلك السلسلة بسبب اعتراض ديزني على متطلبات والديها بزيادة الأجر، وبعد ذلك، تولى لويس هاردويك الدور بإيجاز، ومع الوقت انتهت تلك السلسلة عام 1927، حيث أصبحت شخصيات الرسوم المتحركة محط الاهتمام وخاصة القط يوليوس والذي يذكر بالقط فيليكس.
وقرر ديزني ابتكار شخصية جديدة بعدما خسر حقوق ملكية أوزوالد، واختلف القول فيما إن كانت شخصية الفأر، والذي في الأساس مشابه لأوزوالد، بيد أن أذنيه مستديرتان وليستا ممدودتين، تعود إلى ديزني، والتي في الغالب منسوبة إليه أو إلى أيوركس، على كل حال فكلاهما شارك في ابتكار تلك الشخصية، وكانت الأفلام الأولى تعود إلى أيوركس، وبرز اسمها بالصحف المشهورة، وذكرت بعض المصادر أن الفأر في البداية كان اسمه «مورتيمر» ولكن فيما بعد أطلقت عليه ليليان ديزني اسم ميكي ماوس، وبالرغم من ذلك ووفقا لبوب توماس فإن هذا الكلام يعد غير صحيح، واستشهد على كلامه بشخصية تدعى مورتيمر ماوس، عم ميكي ماوس، والذي ظهر عام 1936.
ومنذ العام 1940 وديزني يفكر ببناء مدينة ترفيهية ليستمتع العاملون وعائلاتهم بوقت فراغهم فيها، ومع مرور الوقت كبر ذلك الحلم المتواضع حتى أصبح ديزني لاند.
وذكر أن هناك مدينتين كانتا مصدر إلهام لمشروع ديزني، الأولى أرض الخيال بأوكلاند كاليفورنيا، والتي أنشئت عام 1950، والثانية حدائق تيفولي بالعاصمة الدنماركية كوبنهاغن، وذكر أيضا أن ديزني ألهم في إنشاء ديزني لاند بحديقة «جمهورية الأطفال» الواقعة بمانويل جونيت، لابلاتا، الأرجنتين، وقام بافتتاحها عام 1951، بالرغم من أن البعض اعتبرها محض أسطورة.