-
السوق يتجاهل العوامل الإيجابية وسيولته تتراجع على وقع عمليات جني الأرباح في معظم القطاعات
-
«أجيليتي» ترتد «خضراء» في النصف الثاني من جلسة التداول وتوقعات بالوصول إلى تسوية في النزاع القائم مع أميركا
عمر راشد
«عش كي ترى عجبا» قد يكون أكثر الأمثلة انطباقا على الجلسة الوداعية لسوق الكويت للأوراق المالية للربع الأول، والعجب لا يأتي من إقفالات الثواني الأخيرة التي قلصت من خسائر السوق في الـ 90 ثانية الأخيرة ما يقارب 75 نقطة ليغلق عند 7533.3 نقطة، ولكن العجب أن ترى حالة العزوف والضغط على أسهم بعض المجاميع هي المسيطرة على أداء السوق خلال معظم فترات التداول.
ومن ضمن المحفزات الإيجابية التي توقع الكثيرون تحقيقها الأخبار الإيجابية عن تحقيق «أجيليتي» أرباحا جيدة والتوقيع الرسمي على صفقة بيع أصول «زين أفريقيا» وتحقيق المؤشر العام مكاسب بلغت 12% منذ بداية العام، كذلك زيادة أرباح الشركات في الربع الأول مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وبدلا من التفاعل مع الأخبار الإيجابية، كان المتداولون لديهم الاستعداد النفسي للتفاعل مع الأخبار السلبية، والتي تمثلت في تأجيل «أجيليتي» والشركات المرتبطة بها اعتماد مجلس إدارتها لبيانات النصف الأول لمعرفة مصير التسوية في النزاع القائم بينها وبين الحكومة الأميركية، تقليل الكثير من المتداولين من أهمية التوزيعات النقدية التي سيخرج بها لشركة زين رغم تأكيدات نائب رئيس مجموعة الخرافي، أول أمس، بأن مجلس إدارة الشركة سيوزع على المساهمين أكبر قدر من أرباح الصفقة ووفقا لمعايير المحاسبة الدولية والعالمية، وكذلك هبوط بعض المجاميع الاستثمارية بالحد الأدنى على خلفية عدم وجود أخبار حقيقية ملموسة عليها، ما جعل السوق يفقد أكثر من 95.5 نقطة في حده الأدنى وحتى قبل الإغلاق بما يقارب 20 دقيقة.
وللجلسة الثانية على التوالي قاد قطاع البنوك السوق نحو التماسك بفضل ارتفاعات «البنك الأهلي» و«الأوسط» و«برقان» على خلفية إعلان التمدين الاستثمارية عن تلقيها عرضا لشراء حصتها في «الأهلي المتحد» وإفادتها بأنها ستقوم بعرض تفاصيل الصفقة على السوق مع طلبها وقف تداول أسهم تمدين الاستثمارية وتمدين العقارية عن التداول.
ولاتزال الأنظار بانتظار إعلان توزيعات «زين» والتي لم تتضح معالمها حتى كتابة التقرير رغم ورود أخبار «غير مؤكدة» بأنها قد تصل إلى 150 فلسا، ورغم ذلك فإن توزيعات «زين» وكما يتوقع البعض ستحدد مصير وأداء السوق خلال المرحلة المقبلة والتي من المتوقع أن تأخذ المنحى الاستثماري دون الاندفاع وراء مطالب الكثيرين بزيادتها على حساب الأرباح المستقبلية.
المؤشرات العامة
قلصت الثواني الأخيرة من خسائر السوق بشكل كبير، حيث انخفضت الخسائر من 81.5 إلى 6.6 نقاط في الجلسة الأخيرة من الربع الأول، حيث استقر المؤشر عند 7533.6 نقطة بانخفاض نسبته 0.09% وبلغ إجمالي الأسهم المتداولة 309.1 ملايين سهم نفذت من خلال 7031 صفقة بقيمة 74.06 مليون دينار.
وامتدادا لجلسة أمس، تصدر قطاع الشركات الاستثمارية النشاط بكمية تداول حجمها 103.1 ملايين سهم نفذت من خلال 1610 صفقات قيمتها 12.2 مليون دينار. وجاء قطاع شركات الخدمات في المرتبة في المرتبة الثانية بكمية تداول حجمها 78.75 مليون سهم نفذت من خلال 2601 صفقة قيمتها 31.2 مليون دينار.
واحتل قطاع العقارات المرتبة الثالثة من حيث كمية النشاط بكمية تداول حجمها 51.4 مليون سهم نفذت من خلال 618 صفقة قيمتها 3.5 ملايين دينار.
وجاء قطاع الصناعة في المرتبة الرابعة بكمية تداول حجمها 26.4 مليون سهم نفذت من خلال 899 صفقة بقيمة 9.2 ملايين دينار.
وحصل قطاع الشركات غير الكويتية على المرتبة الخامسة بكمية تداول حجمها 24.2 مليون سهم نفذت من خلال 420 صفقة قيمتها 3.9 ملايين دينار.
واحتل قطاع البنوك المرتبة السادسة بكمية تداول حجمها 19.7 مليون سهم نفذت من خلال 19.7 مليون سهم بقيمة 12.1 مليون دينار.
«السوق بانتظار التوزيعات»
الترقب والانتظار لما سيتم الإعلان عنه من توزيعات «زين» والتي كما ذكرنا ستكون محددة لأداء السوق خلال المرحلة المقبلة، وعلى الرغم من دعوات الكثيرين الى أن يتم تضمين الجزء الأكبر من الصفقة على المساهمين، يرى آخرون أنه يجب أن تأخذ التوزيعات البعد الاستثماري طويل المدى للمساهمين وأن لا تكون دفعة واحدة وذلك بغرض استمرار جاذبية السهم للمستثمرين في المرحلة المقبلة. وبجانب زين ينتظر المتداولون ما سيؤول إليه اجتماع مجلس إدارة الشركة الأسبوع المقبل بشأن اعتماد بياناتها المالية عن 2009، وفي حالة الإعلان عن توزيعات نقدية جيدة، فإن هناك اتجاها قويا بتغيير سلوك باتجاه مجموعة «أجيليتي» للارتفاع على خلفية عودة حالة الثقة لديهم مرة أخرى، بعد شائعات طالتها بخصوص مجريات قضيتها المعلقة مع الحكومة الأميركية والتي من المتوقع حسمها الأسبوع المقبل.
ويبدو أن التحليل الفني كان الرابح في جولة اليوم، فرغم استمرار سيادة السلوك المضاربي في الجلسة الشهرية الأخيرة للربع الأول وكذلك نهاية جلسات تداول الربع الأول من العام الحالي، إلا أن عودة أسهم بعض الشركات للانخفاض مرة أخرى تأتي طبيعية في ظل ارتفاع تلك الأسهم بالحد الأعلى خلال اليومين الماضيين، في عملية تصحيح لأسعار تلك الشركات وتمهيد لعمليات تجميع أخرى في المستقبل.
آلية التداول
أثرت حركة تداول أسهم البنوك على مجريات وأداء السوق بشكل واضح خلال جلسة، أمس، والتي تباينت أسعارها بين الارتفاع والانخفاض والثبات، فقد ارتفعت أسهم «الأهلي» و«الأوسط» و«برقان» حيث ارتفع سهم برقان 5 فلوس كما ارتفع سهم بنك الكويت والشرق الاوسط بواقع 20 فلسا.
فيما شهد سهم «بيتك» جني أرباح واضحا على أسعاره أدت إلى تراجعه بواقع 40 فلسا ليستقر عند دينار و120 فلسا للسهم بكمية تداول بلغت 3.1 ملايين سهم بقيمة 3.5 ملايين دينار نفذت من خلال 183 صفقة. وتراجعت أسعار «بوبيان» بحوالي 10 فلوس ليستقر عند 520 فلسا للسهم بقيمة 2.9 مليون دينار وبعدد 309 صفقات، إلا أن السهم لايزال يشهد عمليات تجميع على خلفية إعلان المركزي الموافقة للبنك الوطني بالاستحواذ على 60% من أسهم بنك بوبيان.
وقد شهدت معظم أسهم الشركات الاستثمارية ضغوطا ملحوظة خلال جلسة التداول في سلوك مضاربي واضح تجاه أسهم تلك الشركات خلال جلسات التداول في الأسبوع الحالي ومن المتوقع أن يشهد القطاع تراجعا في الأداء بين قطاعات السوق على وقع وقف ما يقارب الـ 10 شركات استثمارية عن التداول.
الصناعة والخدمات
سجل سهم «مجموعة الصناعات» تذبذبا واضحا لصالح جني الأرباح خلال جلسة التداول حيث تراجع سعر السهم للجلسة الثانية عند 395 فلسا للسهم بتراجع 10 فلوس عن جلسة أول من أمس وذلك بعد إعلان نتائج الشركة لعام 2009 بتقليص حجم خسائرها بواقع 92% لتبلغ 23.1 مليون دينار.
وفي قطاع الخدمات، شهد سهم أجيليتي تراجعا لمستويات اقتربت من الحد الأدنى على خلفية الإشاعات القوية بنية مجلس الإدارة إقرار توزيعات عن 2009 وتأجيل اعتماد البيانات المالية للعام المالي 2009، إلا أن أسهم «الرابطة» تراجعت لليوم الثاني بالحد الأدنى وظلت زين متماسكة عند سعر دينار و360 فلسا للسهم بتراجع قدره 40 فلسا، حيث بلغت الكميات المتداولة 10.8 ملايين سهم قيمتها 15 مليون دينار، في حالة جني أرباح وضغط واضح على السهم من قبل المتداولين، حيث شهد السعر تذبذبا بين دينار و420 فلسا كحد أعلى ودينار و360 فلسا كحد أدنى لتصل القيمة الإجمالية لتداول السهم في جلسة أمس 15 مليون دينار.
أرقام ومؤشرات
استحوذت قيمة تداول اسهم 10 شركات والبالغة 41.4 مليون دينار على 55.9% من القيمة الإجمالية، وهذه الشركات هي: زين، أجيليتي، بيتك، مشاريع، بوبيان، الوطني، صناعات، الرابطة، الأهلي المتحد، بوبيان للبتروكيماويات.
استحوذت قيمة تداول سهم زين البالغة 15 مليون دينار على 20.2% من القيمة الإجمالية.
سجلت مؤشرات 4 قطاعات ارتفاعا من بين قطاعات السوق الثمانية، اعلاها قطاع التأمين بمقدار 53.5 نقطة، تلاه قطاع غير الكويتي بمقدار 38.4 نقطة، فيما سجل مؤشر قطاع البنوك ارتفاعا بمقدار 30.1 نقطة، وجاء قطاع الصناعة في المرتبة الرابعة بمقدار 25.7 نقطة.