-
إحجام واضح للسيولة المالية من المحفظة الحكومية وانخفاض «بيتك» دون الدينار
-
استحواذ قيمة تداول أسهم 9 شركات على 56% من القيمة الإجمالية
هشام أبوشادي
هوت أسعار الأسهم في سوق الكويت للأوراق المالية بشدة أمس بفعل اندفاع أوساط المتداولين للبيع العشوائي للخروج من السوق بأي خسائر في ظل التوقعات باستمرار الهبوط الحاد للسوق والذي حذرت منه «الأنباء» في تقاريرها خلال اليومين الماضيين عندما أكدت أن البورصة تمر بأزمة بعد ان اصبحت ساحة لمعارك بعضها سياسي والبعض الآخر لضرب مجاميع استثمارية الا ان صغار المتداولين هم الذين يدفعون الثمن من أموالهم ومدخراتهم ومستقبل أسرهم الذي أصبح في مهب الريح.
ففي ظل الشح الحاد للسيولة المالية خاصة من قبل الأذرع الاستثمارية للحكومة، فإن السوق بات في وضع قد يكون أسوأ من بدايات الأزمة العالمية خاصة مع تفاقم المشاكل لدى العديد من الشركات التي كان بعضها شركات قيادية والآن تفقد ريادتها في السوق، فضلا عن ان وقف تداول سهم زين لحين توزيع الأرباح التي أقرتها الجمعية العمومية أوجد نوعا من الضبابية والاشاعات السلبية لدى أوساط المتداولين رغم تأكيد ادارة الشركة على انها ستقوم بتوزيع الأرباح في العاشر من الشهر الجاري الأمر الذي من المفترض ان يبدد الاشاعات السلبية الا انه من الواضح ان نفسية المتداولين تتفاعل سريعا مع الجوانب السلبية أكثر من الايجابية.
وما يجب التأكيد عليه ان السوق يمر بأزمة تقترب من مرحلة الكارثة، لأسباب:
أولا: ان الكثير من الشركات باتت تواجه صعوبة شديدة في التزاماتها المالية الأمر الذي يدفعها الى حافة الافلاس في ظل غياب واضح لأي تدخل حكومي لدعم الشركات ذات الملاءة.
ثانيا: ان الشركات كانت تعيش على أمل ارتفاع قيم أصولها سواء السائلة (الأسهم) او الثابتة (العقارية) الا ان هذه الأصول في تراجع الأمر الذي يزيد من ضغوط البنوك عليها.
ثالثا: قدرة البنوك على تحمل مديونية الشركات في ظل استمرار تراجع الأصول، باتت ضعيفة الأمر الذي سيدفع البنوك لاتخاذ اجراءات قانونية ضد الشركات المتعثرة، وبالتالي تزايد عدد الشركات التي ستتعرض للإفلاس.
رابعا: انخفاض قيم الأصول سيزيد من المخصصات لدى البنوك الأمر الذي سيقلل من أرباحها.
خامسا: الأمر الأسوأ استمرار تجاهل الحكومة ومجلس الأمة للأزمة التي تمر بها البورصة والتي ستدفع بطبيعة الحال الى زيادة المتعثرين ولن يكفي صندوق المعسرين او المتعثرين الحالي الزيادة الضخمة في أعداد المعسرين القادمين.
المؤشرات العامة
انخفض المؤشر العام للبورصة 114.1 نقطة ليغلق على 6699.7 نقطة بانخفاض نسبته 1.67% مقارنة بأول من امس، كذلك انخفض المؤشر الوزني 1.92 نقطة ليغلق على 406.82 نقاط. وبلغ اجمالي الأسهم المتداولة 138.2 مليون سهم نفذت من خلال 2645 صفقة قيمتها 21.7 مليون دينار.
وجرى التداول على اسهم 114 شركة من اصل 212 شركة مدرجة، ارتفعت اسعار أسهم 11 شركة وتراجعت اسعار اسهم 92 شركة وحافظت اسهم 11 شركة على اسعارها و98 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الشركات غير الكويتية النشاط بكمية تداول حجمها 41.6 مليون سهم نفذت من خلال 382 صفقة قيمتها 1.7 مليون دينار.
وجاء قطاع الاستثمار في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 31.6 مليون سهم نفذت من خلال 642 صفقة قيمتها 3.5 ملايين دينار.
واحتل قطاع الشركات الخدماتية المركز الثالث بكمية تداول حجمها 24.1 مليون سهم نفذت من خلال 528 صفقة قيمتها 4 ملايين دينار.
وحصل قطاع العقار على المركز الرابع بكمية تداول حجمها 18.8 مليون سهم نفذت من خلال 308 صفقات قيمتها 1.3 مليون دينار.
وجاء قطاع الصناعة في المركز الخامس بكمية تداول حجمها 10.9 ملايين سهم نفذت من خلال 371 صفقة قيمتها 4.4 ملايين دينار.
واقع مؤلم
الواقع العام للسوق مؤلم، بل انه في طريقه لان يكون اشد ألما على المتداولين والشركات المدرجة، فاستمرار هبوط السوق سيؤدي بالتبعية الى انخفاض كبير للاصول الامر الذي سيؤدي الى دفع البنوك لاخذ مخصصات اكبر، وبالتالي تأثر ارباحها الاجمالية في النصف الاولى من العام الحالي ، بالاضافة الى ان العديد من الشركات ستعلن عن خسائر ملحوظة في النصف الاول خاصة ان الشهر الجاري يعد الاخير من الربع الثاني من العام الحالي والذي شهد فيه السوق تراجعا متواصلا منذ بداية شهر ابريل، والأسوأ من ذلك ان السوق يتراجع دون وجود اي بوادر من جانب الحكومة لدفع اذرعها الاستثمارية لضخ سيولة مالية في السوق الذي تتراجع فيه السيولة لمستويات متدنية، والاسوأ ان السوق يتراجع بشدة، فيما ان وقف هذا التراجع ومن ثم تصعيده يحتاج الى سيولة مالية ضخمة وخلق اجواء لدعم الثقة في السوق يحتاج الى محفزات وتحركات كبيرة من جانب الحكومة التي يبدو انها غير عابئة بما يحدث من تبخر لاموال صغار المتداولين وما يتبعه من مشاكل اجتماعية كبيرة ستزيد الخلافات بين الحكومة ومجلس الامة.
آلية التداول
هوت اسعار اسهم البنوك بشكل ملحوظ خاصة سهم بيتك الذي تراجع دون الدينار لاول مرة منذ عام 2009 الامر الذي يثبت الغياب الواضح للمحفظة المالية الحكومية بل ان استمرار تراجع سهم بيتك يزيد من حدة القلق لدى الاوساط الاستثمارية، كما تكبد سهم البنك الوطني لخسائر ملحوظة ايضا في تداولات ضعيفة، واخطر ما في الاوضاع الراهنة للسوق ان يستمر الاتجاه النزولي لاسهم البنوك التي تعد الوحيدة التي تحظى بحماية البنك المركزي.
وفي قطاع الاستثمار هوت اسهم القطاع بشدة في تداولات ضعيفة، وكانت اسهم الشركات المرتبطة بسهم زين الاكثر تراجعا، فقد تراجعت اسعار اسهم 18 شركة في قطاع الاستثمار بالحد الادنى دون عروض بالاضافة الى تراجع اسعار اسهم اخرى لمستويات قريبة من الحد الادنى.
وتراجعت ايضا اسعار العديد من الاسهم العقارية في تداولات ضعيفة، حيث تراجعت اسعار اسهم 8 شركات بالحد الادنى دون عروض.
الصناعة والخدمات
وهوت ايضا اسعار العديد من الاسهم الصناعية خاصة اسهم الشركات التابعة لمجموعة الخرافي في تداولات ضعيفة الامر الذي يشير الى استمرار تراجع هذه الاسهم في ظل استمرار عدم دعمها لوقف تراجعها.
وهوت ايضا اسعار معظم اسهم الشركات الخدماتية في تداولات ضعيفة، حيث تراجعت اسعار اسهم 10 شركات بالحد الادنى دون طلبات مع تراجع عدد كبير من اسهم القطاع لمستويات قريبة من الحد الادنى. وقد استحوذت قيمة تداول اسهم 9 شركات على 56% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها التداول والبالغ عددها 114 شركة سجلت منها 92 شركة تراجعا في اسعارها منها 40 شركة تراجعت اسعارها بالحد الادنى دون طلبات شراء.
أرقام ومؤشرات
استحوذت قيمة تداول اسهم 9 شركات والبالغة 12.1 مليون دينار على 56% من القيمة الإجمالية، وهذه الشركات هي: الوطني، بيتك، بوبيان للبتروكيماويات، التمويل الخليجي، الصناعات الوطنية، صناعة الانابيب، بنك الخليج، الساحل، أجيليتي.
استحوذت قيمة تداول «بيتك» والبالغة 3 ملايين دينار على 13.8% من القيمة الاجمالية.
باستثناء ارتفاع مؤشر الاغذية بمقدار 6.7 نقاط، تراجعت مؤشرات باقي القطاعات اعلاها الخدمات بمقدار 268.4 نقطة، تلاه البنوك بمقدار 162 نقطة، تلاه قطاع الاستثمار بمقدار 150.4 نقطة.
واقرأ ايضاً:
«كابيتال ستاندردز»: هيكلة الملكية في الشركات العقارية غاية في التعقيد وأي تغييرات تنظيمية أو إحصائية أو مالية ستنعكس على بقية القطاعات
«غلف إنفست»: شح السيولة والعزوف عن الشراء ووقف التداول على سهم «زين» دفعت السوق لهبوط حاد
البورصة تهوي وأموال الصغار تتبخر والحكومة غائبة واستمرار الانخفاض سيزيد من ضغوط المخصصات على البنوك
ماذا يحدث في السوق؟
إدارة البورصة توافق لـ «الأولى» و«المدار» على إيقاف تقديم خدمة البيوع
وفد من إدارة البورصة في السويد لمعاينة «أومكس»
«أبيار» تدرس تنفيذ مشروع عقاري بالسعودية بقيمة 350 مليون ريال
«نفط الكويت» ترسي عقد توريد أنابيب تبطين وحفر بقيمة 6 ملايين دينار
«الوطني» يوفر برنامج تأمين سفر مميز لعملائه خلال موسم الصيف
10 فائزين بسحب دانة الخليج الأسبوعي
«التجاري» يرعى رحلة العمرة للاتحاد الكويتي للمزارعين
تشكيل مجلس إدارة «جيزان القابضة»
تعيين الملا عضو مجلس إدارة في «الكويتية للمنتزهات»
عبدالسيد بدلاً من الفهد في «اكتتاب القابضة»
تشكيل مجلس إدارة «جيزان القابضة»
«بيتك» يطرح خدمة جديدة لشريحة الموردين المتعاملين معه في السوق المحلي