- الانخفاض الواضح في أسعار الأسهم سيلحق خسائر ضخمة بمعظم الشركات في الربع الثاني
- استحواذ قيمة تداول أسهم 6 شركات على 60.8% من القيمة الإجمالية
هشام أبوشادي
سجلت اغلب الاسهم التي شملها التداول في سوق الكويت للأوراق المالية امس انخفاضا في اسعارها في تداولات ضعيفة غلب عليها عمليات البيع، فرغم قرب نهاية الربع الثاني إلا ان الاسعار تواصل الهبوط الأمر الذي يبدو ان الاغلاقات نحو الهبوط وليس الصعود كما يحدث في نهاية كل مرحلة فصلية من العام، وهذا يظهر ان هناك ازمة فعلية تعاني منها اغلب المجاميع الاستثمارية والمتمثلة في ضعف السيولة المالية لديها، وبطبيعية الحال فإن المستويات السعرية الحالية تعتبر اقل بكثير من مستويات اغلاق نهاية الربع الأول من العام الحالي الأمر الذي سيكبد العديد من الشركات خسائر ضخمة في الربع الثاني وبالتالي النصف الأول من العام الحالي وعلى الرغم من أن بعض المجاميع يتوقع ان تدفع بعض اسهمها للارتفاع الاسبوع المقبل فان من الواضح ان قيام العديد من المجاميع الاستثمارية بترك اسهمها تتراجع فيه نوع من التعمد الذي يهدف الى توريط البنوك في ازمة مديونية لخلق جو عام يدفع الحكومة للتدخل من خلال وضع آليات لمعالجة الأزمة التي تتفاقم لدى العديد من الشركات ولكن من الواضح ان هذا النهج لن يحقق اهدافه خاصة في ظل المنحى الجديد للبنوك لمعالجة ازمة المديونيات المتعثرة والتي ستحولها الى مديونيات معدومة مع السيطرة على الاصول التي بحوزة البنوك والمتمثلة في اسهم وعقارات الامر الذي سيدخل البنوك في مشكلة تتعلق بخلق ادارات خاصة تتولى ادارة الاصول العقارية بعد ان تسيطر عليها البنوك.
المؤشرات العامة
انخفض المؤشر العام للبورصة 27.9 نقطة ليغلق على 6625.1 نقطة بانخفاض نسبته 0.42% مقارنة بأول من أمس، كذلك انخفض المؤشر الوزني 2.37 نقطة ليغلق على 405.01 نقاط بانخفاض نسبته 0.58% مقارنة بأول من امس، وبلغ اجمالي الاسهم المتداولة 164.2 مليون سهم نفذت من خلال 2956 صفقة قيمتها 27.3 مليون دينار.
وجرى التداول على اسهم 107 شركات من اصل 213 شركة مدرجة ارتفعت اسعار اسهم 16 شركة وتراجعت اسعار اسهم 62 شركة وحافظت اسهم 29 شركة على اسعارها و16 شركة لم يشملها النشاط.
تصدر قطاع الشركات الاستثمارية النشاط بكمية تداول حجمها 51.3 مليون سهم نفذت من خلال 1089 صفقة قيمتها 4.2 ملايين دينار.
وجاء قطاع الخدمات في المركز الثاني بكمية تداول حجمها 41.6 مليون سهم نفذت من خلال 800 صفقة قيمتها 9.3 ملايين دينار.
واحتل قطاع العقار المركز الثالث بكمية تداول حجمها 31 مليون سهم نفذت من خلال 329 صفقة قيمتها 1.5 مليون دينار.
وحصل قطاع البنوك على المركز الرابع بكمية تداول حجمها 23.9 مليون سهم نفذت من خلال 335 صفقة قيمتها 9.3 ملايين دينار.
وجاء قطاع الشركات غير الكويتية في المركز الخامس بكمية تداول حجمها 8.6 ملايين سهم نفذت من خلال 155 صفقة قيمتها 8.4 آلاف دينار.
أزمات متلاحقة
في ظل التدهور المتواصل لأسعار الأسهم في البورصة، فمن الطبيعي ان يؤدي الى ازمات متلاحقة للشركات المدرجة وغير المدرجة ولكن الأزمة الكبرى في الشركات المدرجة باعتبار انها ازماتها تؤثر على العديد من المواطنين من جهة، ومن جهة ثانية تؤدي الى تدهور اصول الشركات الأمر الذي يؤثر في نهاية المطاف على البنوك والأزمة الكبرى التي تتفاقم حاليا لدى الشركات عدم قدرتها على تسوية مديونيتها لدى البنوك، وكذلك شح السيولة المالية ومن ابرز الاصول لدى الشركات هي الأسهم والعقار فعلى مستوى الاسهم، فإن ارتفاع البورصة الكويتية يؤدي الى تحسن اصول الاسهم وهذا يتطلب ضخ سيولة مالية في السوق من جهة، ومن جهة اخرى دخول الشركات في مشاريع جديدة تحسن من ادائها حتى ينعكس ذلك على أسعارها في البورصة، وعلى مستوى الاصول العقارية، فإن هناك قناعة لدى خبراء العقار بأن القيم الحالية للأصول العقارية طبيعية ولكنها اقل بكثير مقارنة بفورة الأسعار في مرحلة ما قبل الأزمة، المحصلة النهائية لارتفاع الاصول لدى الشركات ـ اسهم وعقار ـ مرتبطة بمشاريع التنمية والتدفقات المالية الحكومية، وبالتالي فإن الامور ستحتاج الى فترة من الوقت حتى تظهر الاثار الايجابية لمشاريع التنمية على مجمل الدورة الاقتصادية في البلاد.
آلية التداول
تباينت اسعار اسهم البنوك ما بين الثبات والانخفاض لاسهم ثلاثة بنوك وارتفاع اسهم بنكين مع ضعف عام لتداولات اغلب القطاع باستثناء التداولات المرتفعة على سهم بنك برقان والتي تعتبر عمليات نقل بين بعض المحافظ المالية استعدادا لقرب نهاية الربع الثاني. وعمليات النقل بين محافظ مالية على اسهم بعض الشركات ضمن مجموعة استثمارية واحدة يتوقع ان تزداد وتيرتها نسبيا في الاسبوع القادم.
وواصل سهم بنك بوبيان الانخفاض متأثرا بعدم تجديد البنك الوطني موافقة البنك المركزي على شراء 60% من اسهمه ولكن من الواضح ان هناك سعيا لعدم تراجع السهم عن 500 فلس.
وتراجعت اسعار اغلب اسهم الشركات الاستثمارية في تداولات ضعيفة باستثناء التداولات المرتفعة نسبيا على بعض الاسهم كسهم السلام القابضة الذي شهد ارتفاعا نسبيا في تداولاته وسعره السوقي في اطار عملية تصعيد السهم لقرب نهاية الربع الثاني وتحسين ميزانية الشركات التي تمتلك حصصا مؤثرة في السلام القابضة، وشهدت اغلب اسهم الشركات التابعة لمجموعة الخرافي انخفاضا في اسعارها بفعل عمليات البيع لجني الارباح، وشهد سهم المجموعة الدولية ارتفاعا في تداولاته بفعل عمليات البيع والتي قابلها عمليات شراء لدعم السهم.
وتراجعت اسعار اغلب اسهم الشركات العقارية في تداولات ضعيفة بشكل عام باستثناء التداولات المرتفعة على سهم المستثمرون. في ظل الاوضاع الراهنة فان اغلب الشركات العقارية يتوقع ان تعلن عن نتائج مالية سلبية باستثناء الشركات التي لديها اصول تشغيلية مدرة للدخل والتي يعتبر عددها محدودا في قطاع العقار.
الصناعة والخدمات
ازدادت حركة التداول ضعفا على اسهم الشركات الصناعية مع انخفاض اسعار معظمها بفعل عمليات البيع لجني الارباح خاصة على سهم الصناعات الوطنية الذي رغم تداولاته الضعيفة الا انه تكبد خسائر ملحوظة.
وتكبدت العديد من اسهم الشركات الخدماتية خسائر سوقية في تداولات ضعيفة باستثناء التداولات المرتفعة على بعض الاسهم كسهم زين الذي شهد عمليات بيع ملحوظة ادت لتراجعه خلال التداول من دينار و160 فلسا إلى دينار و100 فلس الا ان عمليات الشراء التي شهدها ادت الى تقلص خسائر السهم ليغلق على دينار و140 فلسا. وسجل سهم هيتس تلكوم ارتفاعا في تداولاته وسعره السوقي بفعل عمليات التصعيد لقرب نهاية الربع الثاني.
وقد استحوذت قيمة تداول اسهم 6 شركات على 60.8% من القيمة الاجمالية للشركات التي شملها التداول والبالغ عددها 107 شركات.
أرقام ومؤشرات
-
استحوذت قيمة تداول اسهم 6 شركات والبالغة 16.6 مليون دينار على 60.8% من القيمة الإجمالية، وهذه الشركات هي الوطني، بنك الخليج، بنك برقان، السلام القابضة، زين، هيتس تليكوم.
-
استحوذت قيمة تداول سهم زين البالغة 6.1 ملايين دينار على 22.3% من القيمة الاجمالية.
-
باستثناء ارتفاع مؤشر الشركات غير الكويتية بمقدار 37.9 نقطة، فقد تراجعت مؤشرات باقي القطاعات اعلاها الصناعة بمقدار 65.8 نقطة، تلاه قطاع الاغذية بمقدار 34.3 نقطة، تلاه الخدمات بمقدار 23.7 نقطة.