تتجه الكويت خلال سنوات قليلة لتكون على خارطة تنظيم بطولات دولية مع افتتاح مجمع الكويت الدولي للتنس الذي تقوم بتنفيذه حاليا شركة «سبيريت» للتطوير العقاري، علما أن درجة الانجاز الآن تتعدى الـ 20% على ان يكون انجاز المشروع بالكامل نهاية 2011، وتجري حاليا زيادة رأسمال «سبيريت» لزوم استكمال تمويل المشروع الضخم المتعدد الاستخدامات.
ويأتي هذا الانجاز المرتقب في موازاة تقدم هذه الرياضة الراقية في الكويت على نحو كبير جدا، وخير دليل على ذلك ما حققه أبطال الكويت من أشهر قليلة في بطولة خليجية عامة أحرزت فيها الكويت المراكز الأولى في عدد من الشرائح العمرية بدءا من المحترفين الكبار مرورا بالناشئين.
وكانت تلك البطولة مناسبة لزيادة لمعان أسماء لاعبين أمثال محمد الغريب وعبدالله مقدس وأحمد الربيع وعلي إسماعيل وحسن الموسى وعلي الغريب وتضاف الى هذه الأسماء في فئة الماستر فئة أخرى في تنس أبطال الصاعدين مثل داود سليمان وكل من ناصر العبيدلي وهاشم عبدال وعلي الشطي. كما ان هناك فئة تضم عبدالحميد الشطي وهشام بستكي وفيصل بوقريص، والى كل هذه الأسماء تضاف أيضا انجازات لاعبين مثل رشيد البدر وعبدالعزيز معيوف.
كل هذه الأسماء تضاف الى كوكبة أبطال في عدد من الشرائح العمرية، اذ ان هناك آلاف اللاعبين المحترفين والهواة حاليا في مختلف شرائح المجتمع. فالجهود التي يبذلها الاتحاد الكويتي للتنس برعاية الشيخ أحمد الجابر الصباح تعطي ثمارا متزايدة النضوج كما ونوعا منذ سنوات تخللها تركيز على رفع مستوى الاحتراف والتدريب والرعاية فضلا عن الدورات والمباريات التي تتسم بأعلى درجات التنظيم والإشراف، وتحظى تلك الدورات برعايات سخية من عدة جهات وفي مقدمتها الخطوط الجوية الكويتية. و«الكويتية» راع شبه دائم في السنوات الماضية بالإضافة الى مؤسسات وشركات أخرى بدأ اهتمامها يتزايد شيئا فشيئا على وقع التقدم الكبير الذي تحرزه هذه الرياضة في الكويت لتكون بمستويات مرموقة، اذ يذكر أن عددا من اللاعبين خاض ويخوض بطولات إقليمية وآسيوية ودولية حيث يحققون ألقابا ويفوزون بجوائز وميداليات تعبر عن المستوى الاحترافي الذي وصلت اليه لعبة التنس في الكويت.
ويعد مجمع التنس الذي يجري العمل عليه حاليا أحد أبرز التطلعات التي يمكن البناء عليها وبشكل صلب جدا ليكون هناك صرح بمواصفات دولية يزيد تأهيل البلاد لتكون محط أنظار كبار المحترفين في العالم لإقامة مباريات من المستوى الأول.
وسيتم تجهيز مجمع الكويت الدولي للتنس بأفضل التجهيزات وبملاعب راقية فضلا عن مرافق رديفة مكملة عديدة. وكما هو معروف تعد البنى التحتية والفوقية الحديثة أهم معيار تنظر إليه الاتحادات الدولية والمحترفين العالميين عند طلب استضافة مباريات تستقطب نجوما من فئة الماستر الدوليين المتربعين على قمة الهرم الرياضي ذات التصنيف العالمي.
وينظر المحترفون والمهتمون برياضة التنس الى المجمع الدولي على انه انطلاقة جديدة تأخذ هذه اللعبة الى رحاب لطالما حلم بها الأبطال المحليون فضلا عن الجهات الرسمية والخاصة الراعية لهم.
يذكر ان المشروع يضم أكاديمية رياضية وعيادة طبية رياضية وفندقا وناديا صحيا وملاعب اسكواش وقاعة معارض وصالة للتزلج على الجليد ومجمع تسوق تجاريا يشمل مطاعم ومقاهي ومرافق ترفيه متنوعة.
وشركة «سبيريت» تنفذ المشروع وتسوقه كواحد من مرافق التنس العالمية من ناحية التصميم العصري والخدمات الراقية ليكون مؤهلا باقتدار لتنظيم دورات وبطولات اقليمية وعالمية فطموح الشركة هو عقد سلسلة من التحالفات والشراكات الإستراتيجية مع جهات عالمية للتشغيل .
وبداية طريق التحالفات المثمرة مع الشركات العالمية بدأتها «سبيريت» بعقد اتفاقية مع شركة دولية للفنادق علما ان هناك مفاوضات اخرى مع جهات عالمية اضافية بأسماء لامعة لإدارة قاعة المعارض والأكاديمية الرياضية والعيادات الطبية، ويتوقع من هذه التحالفات تحقيق مزايا فنية وتشغيلية عالية المستوى بميزات تفاضلية تضيف للمجمع بعدا تنافسيا من الطراز الاول في المنطقة.
واذا كان لابد من تعداد القيم المضافة للمشروع فيمكن ذكر الاتي:
ـ سيكون ركنا من اركان الجذب السياحي والترفيهي الذي تفتقده الكويت حاليا.
ـ سيقدم نموذجا ناجحا للاستثمار الرياضي من جانب القطاع الخاص الذي احجم حتى الان عن انواع من الاستثمارات كهذه تاركا اياها على عاتق القطاع العام.
ـ ستتجلى في المشروع افضل صور المبادرات التي يمكن للقطاع الخاص الكويتي ان ينبري لتقديمها بجرأة وتنفيذها باقتدار.
ـ يندرج المشروع في سياق خطة التنمية الشاملة.فهو يحمل ابعادا تنموية واستثمارية وحضارية في وقت واحد.
ـ يسهم مع غيره من المشاريع في اظهاره صورة الكويت التي تعرف كيف تعبئ مواردها المادية والبشرية والفنية لتكون في مصاف الدول الطامحة الى دور منشود في المجالات الحيوية والاستراتيجية.
ـ سيكون نموذجا للمرافق المتعددة الاستخدامات بتناغم قل نظيره بالنظر الى تكامل وظيفته الرياضية الاولى مع الاغراض الترفيهية والتجارية والسياحية الاخرى.
الى ذلك تضاف الابعاد الوطنية التي لا يستهان بها في هذا النوع من المرافق، وللاستدلال على ذلك يمكن النظر الى ما يشهده العالم هذه الايام من حماسة وطنية للفرق المشاركة في كأس العالم لكرة القدم، فالرياضة تحولت الى اكبر عامل محفز للحس الوطني في لعبة الامم القائمة على التنافس الشريف.
يذكر ان الاكتتاب في شركة «سبيريت» مستمر حاليا طيلة شهر يونيو لدى الشركة الخليجية لحفظ الأوراق، كما ان سعر الاكتتاب يكون 103 فلوس للسهم اي 100 فلس قيمة اسمية و3 فلوس أتعاب اكتتاب وإصدار والحد الأدنى لاكتتاب الأفراد يبدأ من 5 آلاف سهم ومضاعفاتها فيما تبدأ كمية اكتتابات الشركات من 500 ألف ومضاعفاتها.
والدعوة للاكتتاب تتم تحت شعار «كن شريكا» فالشعار تمت صياغته ليكون مختصرا ومباشرا ليحاكي الناس مباشرة ويلتمس لديهم رغبة جامحة ليكونوا أساس التنمية لا مجرد متلقين او متفرجين عليها.