عمر راشد
على عكس توقعات المحللين، جاءت إقفالات الربع الثاني من العام الحالي مخيبة لآمال الكثير من المساهمين والمتداولين في ظل تراجع دور المحافظ والصناديق الاستثمارية التي عادة ما تقوم بعمليات رفع لأسهمها على نتائج الشركات للنصف الأول. وفيما رأى محللون استطلعت «الأنباء» آراءهم حول تراجع السوق في آخر أيام تداول الربع الثاني أن التراجع يأتي على خلفية توقعات المتداولين بتراجع أرباح الشركات في الربع الثاني وتخوفهم من تراجعات مستقبلية محتملة، مفضلين الترقب والانتظار عن المغامرة في الشراء، أشار آخرون إلى أن ما شهده القطاع البنكي وبعض الأسهم القيادية من تراجعات في الربع الثاني تعد من وجهة نظرهم الأسوأ في أداء الأسهم البنكية منذ بداية العام كان وراء غياب روح المبادرة لدى المتداولين بالإضافة إلى ازدياد حدة التعثر لدى الشركات المتعثرة والمتركزة في قطاعي الاستثمار والخدمات. وفي الجهة المقابلة، أرجع آخرون تراجعات السوق في الربع الثاني إلى الوضع الاقتصادي بشكل عام واصفين إياه بأنه يعيش أزمة حقيقية بسبب سوء توزيع الموارد وتداخل عمل السلطتين النقدية والمالية بشكل يعزز الاتجاه الاستهلاكي ويقتل روح المبادرة لدى الأفراد والشركات. وبينوا أن الأسوأ لايزال ينتظر السوق في ظل غياب المحفزات الإيجابية التي تعزز وضع السوق. وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، أرجع المحلل المالي فهد الصقر تراجع أداء السوق إلى المخاوف من وضع الشركات المتعثرة التي أثرت بدورها على قطاع المصارف والذي بات يعاني بشكل واضح من المخصصات التي تعود لمديونيات تلك الشركات.
وبين أن قطاع البنوك شهدت أسهمه انخفاضا ملحوظا لم يحدث منذ 5 سنوات تقريبا، لافتا الى أن المصارف تعاني حاليا من تخمة في الودائع بسبب انسداد قنوات التمويل والتي ستؤثر بالتالي على ربحيتها في الربع الثاني وهو ما أثار المخاوف لدى المتداولين لشراء تلك الأسهم التي تعد الوقود الحقيقي لدفع السوق للارتفاع.
وتوقع الصقر بأن تحقق 30% فقط من الشركات أرباحا إيجابية عن النصف الأول في ظل غياب المحفزات الإيجابية التي تعزز وضع السوق مستقبلا.
«أزمة» اقتصادية شاملة
وبدوره، أشار نائب المدير العام في شركة الاتحاد للوساطة المالية فهد الشريعان الى أن الأزمة التي يعاني منها السوق تكمن في سوء توزيع الموارد وعدم دفعها في اتجاه تعزيز الانتاجية وتفضيل النزعات الاستهلاكية عليها.
وقال ليس هناك من عوامل يمكن الاعتماد عليها في توقع أداء أفضل للسوق، متوقعا مزيدا من التراجع للسوق في ظل غياب محفزات إيجابية مثل الإسراع بتنفيذ مشاريع خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتي من شأنها زيادة درجة التفاؤل بالسوق.
وحول تراجعات السوق في اليوم الأخير من إقفالات الربع الثاني، أشار الشريعان الى أن التراجعات «طبيعية» خاصة أن هناك تراجعا واضحا لأداء المحافظ والصناديق في الدفع بأسعار أسهمها للارتفاع.
ولفت الى أن السوق يعيش مرحلة الاتجاه الأفقي واصفا أداء السوق في اليوم الأخير بأنه متماسك وذلك بعد إغلاقه متراجعا عند 44.2 نقطة بعد بلوغ تراجعاته 80 نقطة خلال جلسة التداول.
وبين أن المراهنة على أداء المحافظ وقدرتها على رفع السوق في نهاية أيام تداولات الأرباع السنوية للسوق لا محل لها من الإعراب في ظل غياب السيولة المعززة لأداء السوق.
«الاستثماري» أكثر المتضررين
ومن جانبه، أوضح مدير إدارة الدراسات والبحوث في شركة مصالح الاستثمارية رزق الويز أن السوق يعاني مرحلة إحباط عميقة التأثير على أداء وقدرة الشركات خاصة الاستثمارية والعقارية والخدمية.
وتوقع الويز أن تأتي أرباح البنوك مساوية لأرباحها في الربع الأول، إلا أنه أشار إلى أن أرباح الاستثماري تتراجع بنسبة 50% والعقاري 20% والخدمي 15%.
وقال إن تلك التوقعات تأتي في ظل غياب الآمال باستمرار بعض الشركات على قيد الحياة مع انسداد شرايين التمويل وعدم قدرتها على سداد التزاماتها على المدى القصير والمتوسط.