قال العضو المنتدب لشركة أعيان للإجارة والاستثمار أحمد عبداللطيف الدوسري إن الشركة حرصت منذ بداية الأزمة المالية والائتمانية العالمية وتداعياتها على السوق الكويتي على العمل على إعادة الهيكلة المالية والإدارية للشركة من أجل تجاوز الأزمة وتعزيز الأنشطة التشغيلية في ضوء الأوضاع الاقتصادية الجديدة، مشيرا الى انه وفي هذا الإطار واصلت «أعيان» وشركاتها التابعة والزميلة معظم نشاطاتها التشغيلية دون أي توقف، كما بادرت الشركة إلى التفاوض مع الجهات الدائنة منذ بداية الأزمة للوصول إلى اتفاق يحافظ على مصالح جميع الأطراف.
لافتا الى ان الشركة عانت، كغيرها، من الانخفاض الكبير في قيمة الأصول الذي تعرضت له الكويت والمنطقة عموما بسبب الأوضاع الناجمة عن الأزمة المالية العالمية وانعكاساتها على اقتصادات المنطقة.
وأشار الدوسري في تصريح صحافي إلى أن شركة أعيان ولجنة الدائنين دعتا جميع الدائنين للاجتماع في 21 يوليو الجاري حيث تم استعراض مذكرة الشروط وخطة العمل اللذين تم الاتفاق عليهما مع لجنة الدائنين، وسيتم رفعهما إلى جميع الدائنين بغرض الحصول على موافقتهم. مشيرا الى ان لجنة الدائنين ستبدأ بالعمل مع شركة أعيان لدراسة عرض مقدم من احدى شركات أكبر مساهمي الشركة يتعلق بإعادة هيكلة إضافية لحقوق المساهمين من شأنها تعزيز وتقوية الوضع المالي للشركة، كما سيساعد هذا الخيار عند اعتماده الشركة على التوافق مع متطلبات بنك الكويت المركزي الجديدة المتعلقة بمعايير نسب الدين.
وبين أن شركة أعيان تكبدت خسائر خلال العام 2009 بواقع 73 مليون دينار، يتعلق 70% منها تقريبا بإعادة تقييم الأصول في حين يمثل الجزء الباقي في غالبيته تكلفة التمويل، وهي خسائر تجاوزت 75% من رأسمال الشركة، مما استدعى إبداء مدقق الحسابات وفقا للمعايير الدولية لرأي مفاده الشك باستمرارية الشركة ما لم يتم إعادة هيكلة الدين ورأس المال، منوها إلى أن الشركة، في هذا السياق، دعت إلى اجتماع الجمعية العمومية للمساهمين بتاريخ 10 أغسطس المقبل والتي يتضمن جدول أعمال الجمعية العمومية غير العادية بند إطفاء الخسائر بالاحتياطات وجزءا من رأس المال، ومن ثم زيادة رأس المال بواقع 10 ملايين دينار، مؤكدا أن زيادة رأس المال تتوافق مع خطة العمل للسنوات الخمس المقبلة التي تم التباحث حولها مع لجنة الدائنين وحظيت بدعمهم.
وأشار الدوسري إلى أن الشركة ومنذ وقوع الأزمة الائتمانية العالمية ورغم انشغالها الكبير بالتفاوض مع الدائنين، عملت بشكل جاد ومستمر على تخفيض مصاريفها، حيث نجحت م بين عامي 2008 و2009 في تخفيض مصاريف الموظفين بواقع 63%، وتخفيض المصاريف الإدارية والعمومية بنسبة 43% وذلك لشركة أعيان والشركات المملوكة لها بالكامل. ولفت الى ان الشركة مازالت تعمل على ترشيد الانفاق، وهي تركز على تحسين وتعظيم أصولها عبر التركيز على دعم ومتابعة أعمال الشركات التابعة والزميلة وتقديم جميع أشكال الدعم الفني والإداري اللازم لمساعدتها على اتخاذ القرارات المناسبة التي تتواءم وظروف الأزمة حيث نجح الكثير منها في تحسين مؤشرات أدائها المالية والتشغيلية.
وأكد الدوسري أن من تلك الشركات من استطاعت الاستمرار في تحقيق أرباح في عامي 2008 و2009 مثل شركة أعيان العقارية وشركة عنان للتمويل العقاري وشركة أجيال التعليمية وشركة عناية لتأجير المعدات الطبية ومصرف دجلة والفرات في العراق، ومنها التي تمكنت من أن تتحول من الخسارة في عام 2008 إلى تحقيق الربح في عام 2009 مثل شركة مشاعر القابضة وشركة إنشاء القابضة، في حين أن الشركات الأخرى في طريقها للتعافي قريبا.
وأضاف: «أننا بشكل عام نعتقد أن الأسواق المالية انتقلت من التسعير المبالغ به قبل الأزمة إلى التسعير المجحف حاليا، ونأمل في المستقبل القريب أن تبدأ الأسواق المالية بالتسعير وفق المعايير العادلة والمقبولة فنيا مما سيكون له أثر إيجابي كبير على أصول شركة أعيان وشركاتها التابعة والزميلة نظرا لكون معظم خسائر الشركة في العامين الماضيين ناتجة عن إعادة تقييم الأصول وفق الأسعار المنخفضة السائدة في ظل الأزمة، وهذا التحسن المنشود في الاقتصاد المحلي لن يكون أمرا صعبا وخصوصا في ظل جدية الحكومة ومجلس الأمة على تبني خطة التنمية التي بدأت تنعكس إيجابيا على بعض أعمال مجموعة أعيان التشغيلية».
وبين الدوسري أنه في ظل خطة العمل للسنوات الخمس المقبلة، ستقوم شركة أعيان بالتركيز على الأنشطة التشغيلية للشركات التابعة، وخصوصا النشاط التشغيلي في قطاع الإجارة الذي تتميز به أعيان تاريخيا، مشيرا الى انه تم الحصول على موافقة لجنة الدائنين للاستمرار في دعم نشاط الإجارة التشغيلي في أسواق كل من الكويت والسعودية في المرحلة المقبلة «نظرا لتوافر فرص كبيرة ومجزية في هذا القطاع، أملين أن تحظى خطة إعادة الهيكلة بدعم جميع الدائنين بما يعود بالإيجاب على جميع من تربطهم مصالح بشركة أعيان من دائنين ومساهمين وغيرهم».