أسامة مقلد
قبل طفرة العقار كان لسان حاله حفنة من الملايين، أما اليوم فتتجاوز استثمارات شركاته مجتمعة 115 مليار درهم، معظمها للذارع العقارية في مجموعته «داماك القابضة»، التي تعمل في حقول الاستثمار والصناعة والخدمات المالية والتأمين والنفط، وتتوزع أعمالها على عشرات الدول حول العالم.
صرخته الأولى كانت إماراتية ضمن أسرة ضمته وأختين وأخين. عائلة فقيرة الحال، تكدح لأجل لقمة العيش، الوالد تاجر، والوالدة كذلك، إلا أن الأم هي الأكثر تأثيرا في الطفل حسين سجواني.
فيذكر سيرتها قائلا: «مارست والدتي الأعمال التجارية منذ الـ 15 من عمرها وكانت تقوم ببيع الأقمشة بالمفرق لأنها كانت ترفض أن ينام الصغار من دون عشاء، وسرعان ما نجحت في تحويل المنزل إلى «ورشة خياطة»، فدفع نجاحها اخواتها البنات ثم الجيران إلى تقليدها».
أما المعلم الآخر في حياة حسين رجل أمي لايجيد القراءة ولا الكتابة، هو والده عسكري بطبعه، صارم، دقيق، يعمل من السابعة صباحا وحتى منتصف الليل، ويقول فيه الابن: «بدأ والدي بتجارة الأقلام والساعات، ومن محل واحد امتلك في فترة وجيزة أربعة محال تجارية، وعندما بدأت طفرة النفط عام 1971 تحول للعمل في العقار والأسهم ، واستمر في هذه الطريق حتى وفاته عام 2001».
في هذه الأسرة العاملة كان حسين أمام تحديين، الأول العمل ومساعدة الوالد لكونه أكبر إخوته، والثاني مواصلة التعلم بموازاة العمل، وربما في هذه الصورة التي يرصدها حسين مؤشر على هذين التحديين: «عملت في طفولتي بأحد المحال التجارية التابعة لوالدي، أمسك الكتاب بيدي وعندما افرغ من تقديم المساعدة لزبون ما، أقلب إحدى الصفحات واستمر على هذا المنوال حتى يمضي النهار، أعمل واقرأ، إلا انني كنت من أكسل التلاميذ وأتذكر أن ترتيبي من بين ثلاثين تلميذا في صفي كان الـ 26، وذلك لمدة ثمان سنوات متواصلة، وكنتيجة لذلك طالبني والدي بترك المدرسة والعمل معه في محاله التجارية، إلا انني رفضت، ووقتها بدأت بوادر أزمة وخلاف كبير تجتاح علاقتي مع الأب.
وفي المرحلة الثانوية حققت قفزة نوعية على مستوى الدراسة انتقلت من خلالها إلى المراحل الثلاث الأولى وأنهيت الثانوية بتفوق».
توجه السجواني بعد الثانوية إلى بغداد، وهناك فشل في دراسة الـــطب البــشري، ومن أسباب فشله وصوله متأخرا عن افتتاح الجامعات لمدة شهرين كما أن لغته الإنجليزية خانته فشطبت الحكومة الإماراتية اسمه من بعثتها فعاد الى دبي.
يقول حسين: حزمت أمري بمغادرة البلد واتمام دراستي في امريكا. وكل أملي 1000 دولار وتذكرة سفر على الدرجة السياحية ورفض من الوالد، هذا كل رصيد حسين قبل ساعات من سفره، ثم فجأة يحصل على التمويل المطلوب بخطة ذكية.
حاور الأب ابنه في تلك الليلة سائلا إياه: ماذا ستفعل لتمويل دراستك، فأجابه بكل سرعة وحزم، سأعمل في أحد «البارات» فما كان من الوالد إلا أن قدم لابنه مايلزمه خشية انزلاقه لهذه النوعية من الأعمال.
ويعلق قائلا: «إن فكرة أن تدرس بـ1000 دولار في أميركا جنونية للغاية، وكان لابد أن احتال بكلامي على والدي لأحصل على ما أريد، خاصة أني ادرك نقطة ضعفه جيدا وأعرف أيضا مستواه الديني وعمق إيمانه».
في الولايات المتحدة اجتهد حسين في دراسة اللغة الإنجليزية حتى اختصر المدة المطلوبة، كما أسهب في الدورات الجامعية التدريبة فاختصرها هي الأخرى من 9 أشهر إلى ثلاثة وبنتائج لافتة، ما دفع بسفارة بلاده إلى تقييد اسمه في سجل بعثاتها في أميركا.
درس في كلية الهندسة الصناعية، وتخرج فيها ثم ذهب الى العاصمة الإماراتية أبو ظبي وعمل كموظف لمدة سنتين في شركة «غازكوم»، وبعد صفقة مثيرة استقال، وأسس شركة خاصة.
أما عن أيام الثانوية فيقول حسين: «كنت أبيع الشوكولاته للأولاد، اشتري كرتونة بعشرة دراهم وأبيعها بـ 12 درهما بالمفرق ووجدت في تلك التجارة ما يعينني في دراستي».
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )