تعتبر صناعة السجاد من اشهر واقدم الحرف اليدوية في ايران حيث ارتبط اسمها بتاريخ وهوية هذا البلد المعروف بتنوع فنونه ومهاراته اليدوية على مر العصور.
واشتهر العصر الساساني قبل دخول الاسلام الى ايران بصناعة السجاد حيث كثر في هذا العهد حياكة المفروشات اليدوية الفاخرة ذات الجودة العالية التي كانت تزين قصور الملوك والأمراء في بلاد فارس.
وتنتشر في هذا البلد ورشات كبيرة لنسج السجاد اليدوي ابرزها تلك الموجودة في مدن كاشان وتبريز وقم واصفهان ونائين حيث يشكل الخيال والخيط والرغبة في التعبير ادوات هذه المهنة التي تداعبها أنامل البشر.
ويتغير سعر السجاد اليدوي الايراني ذي الجودة العالية مقارنة بحجمه وجودته فعلى سبيل المثال يبلغ سعر السجادة الصغيرة بمساحة 6 امتار ما بين الف الى اربعة آلاف دولار وقد يصل سعرها في بعض الاحيان الى 40 الف دولار.
وتسعى ايران لتسويق سجادها اليدوي عبر اقامة معارض محلية وخارجية حيث اقيم في العاصمة طهران اخيرا المعرض الـ 19 لصناعة السجاد الايراني بهدف التعريف بهذه الصناعة وتسويقها الى مختلف دول العالم.
وتظهر الاحصائيات ان حجم صادرات ايران من السجاد بلغ العام الماضي 460 مليون دولار لمختلف دول العالم تصدرتها دول أميركا واوروبا ودولتا الامارات وقطر في حين بلغ التصدير خلال الاشهر الخمسة الماضية 207 ملايين دولار مسجلا ارتفاعا ملحوظا قياسا بالفترة المشابهة من العام الماضي.
والتقت وكالة الانباء الكويتية (كونا) احد تجار السجاد الايراني السيد احد عظيم زاده الذي قال ان «السجاد الايراني لا مثيل ولا منافس له في العالم مهما انتجت باقي الدول الاخرى كالصين والهند وتركيا والنيبال حيث ان هذه الدول لا تستطيع مجاراتنا من حيث الجودة ومهارة النسيج».
واضاف عظيم زاده الذي يشارك في المعرض الـ 19 للسجاد اليدوي الايراني ان «تاريخ هذه الصناعة في ايران يتجاوز ال 2500 سنة في حين لا يتجاوز عمر هذه الصناعة في الدول الاخرى اكثر من مائة عام لذا فانه لا يمكن المقارنة بين ما تنسجه الأنامل الايرانية وغيرها من البلدان».
وتابع ان «السجاد الايراني كالمجوهرات الثمينة التي تزداد ثمنا كلما مر عليها الزمن» مضيفا ان «بعض الدول أخذت النقوش والزخارف الايرانية المستخدمة في نسج السجاد وباتت تسوق بضاعتها باسم السجاد الايراني».
من جانبه قال حائك السجاد الايراني حسين كاظمي الذي نسج سجادة كأس العالم 2010 التي عرضت على هامش المباراة النهائية بين هولندا واسبانيا بجنوب افريقيا.
ان «هذه السجادة الرابعة التي نسجها لبطولات كأس العالم منذ بطولة عام 1998 التي أقيمت بفرنسا».
وبين كاظمي الذي يعمل لصالح شركة «سان آي كاربت» اليابانية منذ عام 2002 ان «الهدف من حياكة هذه السجادة هو تعريف الناس في أنحاء العالم بهذه الصناعة الإيرانية العريقة والتواصل بين مختلف شعوب العالم عبر هذا الفن الجميل».
ولفت الى ان «السجادة الأولى التي نسجها لكأس العالم 1998 بفرنسا تم إهدائها الى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم بلاتر الذي قدمها الى اللاعب الفرنسي الشهير زين الدين زيدان».
وقدر سعر هذه السجادة الخاصة ببطولة جنوب افريقيا بنحو 100 مليون دولار، موضحا ان «حياكة هذه السجادة التي يبلغ حجمها متر و25 سنتيمترا عرض ومترين طول استغرقت عامين تقريبا حيث استخدم في نسيجها 70% من الصوف و30% من الحرير».
وتتضمن السجادة في الأعلى أعلام الدول الثلاث التي تصدرت الفرق وتحتها اعلام باقي الدول المشاركة في كأس العالم في حين نسج على طرفيها العلمين الايراني والياباني للدلالة على انها من النسيج الايراني لكنها نسجت في اليابان.
ونسج في أسفل السجادة جبل فوجي ياما الياباني وتتوسطها الصحراء التي ترمز الى القارة السمراء فيما تدل الشمس بحرارتها الملتهبة الى الاهتمام الكروي الذي يشغل العالم بأسره طيلة أيام هذه البطولة العالمية الى جانب الكرة الأرضية والكواكب المحيطة بها التي نسجت على شكل كرة القدم.