من المعروف أن الحفاظ على سرية البيانات هو سلعة نادرة على الانترنت، وتتأكد هذه الحقيقة بشكل أكثر وضوحا على مواقع التسوق الإلكتروني أو تجارة التجزئة عبر الشبكة الدولية التي أصبحت تضطلع بدور رئيسي في جمع المعلومات عن الأشخاص. وأكدت دراسة ألمانية أجراها معهد كارلسروهه للتكنولوجيا مؤخرا أن 5% فقط من الشركات التي تعمل في مجال التسوق الإلكتروني تلتزم بمعايير حماية بيانات عملائها.
وذكرت أكثر من ثلثي الشركات التي شاركت في الاستطلاع أنها تنقل البيانات الخاصة بعملائها إلى أطراف أخرى دون أي إخطار لهؤلاء العملاء. ويقول موريتس كارج من مركز الحفاظ على سرية البيانات في ولاية شليسفيج هولشتين الألمانية إن هذه الظاهرة «تنطوي على مخالفة خطيرة للقانون»،
ويضيف أن تكنولوجيا الانترنت جعلت تمرير البيانات عملا بالغ البساطة. وأصبحت مواقع التسوق الإلكتروني تطرح قدرا كبيرا من الأسئلة عندما يتقدم أحد العملاء بطلب لشراء سلعة ما، وفي كثير من الأحيان، تكون هذه الأسئلة أكثر من اللازم لإتمام عملية الشراء. ويقول المحامي بيت فاجنر من مركز حماية المستهلك في ولاية نورد راين فيستفاليا «لا اعتقد أن هناك أي داع على الإطلاق لتسجيل تاريخ ميلادك عند حجز رحلة سياحية على سبيل المثال».