افتتح رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب لشركة نفط الكويت سامي الرشيد امس منشأة تنقية الغاز الطبيعي من الغازات الحمضية المصاحبة في حقل المناقيش غرب الكويت بقدرة انتاجية بين 40 و60 مليون قدم قياسية مكعبة من الغاز يوميا.
وقال الرشيد لـ «كونا» انه مع بدء تشغيل المنشأة تكون شركة نفط الكويت حققت احد الاهداف الاستراتيجية المتمثلة بتقليل حرق الغاز وهو ما سيكون له مردود بيئي واقتصادي على البلاد.
وكشف الرشيد عن اعتزام الشركة افتتاح مركز تجميع جديد في الاسبوعين المقبلين بنظام «وحدة الانتاج المبكر» في شمال الكويت بطاقة انتاجية تقدر بـ 120 الف برميل من النفط الخام يوميا.
وبالنسبة للمشروع الجديد اوضح ان الغاز المستخرج في حقول غرب الكويت يحتوي على اعلى النسب من الغازات الحمضية ما دفع شركة نفط الكويت الى تشجيع مبادرة عملياتها في تنفيذ المشروع والمنشأة ومتابعتها بشكل حثيث.
وعن الجدوى البيئية للمشروع قال ان مشروع تنقية الغاز يقلل بدرجة كبيرة من التلوث البيئي، لاسيما ان الغاز المستخلص كان يتم التخلص منه من خلال حرقه، مبينا انه قبل خمس سنوات كانت نسبة حرق الغاز تصل الى اكثر من 40% بسبب عدم مقدرة المنشآت النفطية غرب الكويت ومصنع معالجة الغازات الحمضية في تلك الفترة على معالجتها.
واضاف الرشيد انه بعد قيام شركة البترول الوطنية الكويتية بتأسيس مصنع إسالة الغازات الحمضية قبل أربع سنوات الذي يعالج هذا النوع من الغازات الحمضية اضافة الى «المنشأة الجديدة» فإن نسبة حرق الغاز في منطقة عمليات غرب الكويت تقدر بـ 4% فقط في وقت تسعى فيه الشركة لخفض نسبة حرق الغاز في كل مناطق عملياتها لتصل الى 1%.
واشار الى خطط وبرامج لدى شركة نفط الكويت «لتخفيض نسب الاحراق في مختلف المناطق، مبينا ان التركيز انصب في الفترة الماضية على جميع الحقول وقد تم تحقيق نسب عالمية في حقل برقان (منطقة عمليات جنوب شرق الكويت) كونه اكبر منطقة انتاج والتي تقدر بحوالي 1.7 مليون برميل يوميا ويتم تشغيله حسب حصة الكويت في انتاج «أوپيك» اضافة الى قربه من المناطق السكنية.
وقال ان بعض المناطق في عمليات جنوب شرق الكويت تم تخفيض نسبة حرق الغاز فيها الى 0.2%، مضيفا ان متوسط نسبة حرق الغازات على مستوى الكويت بلغت 2.6% العام الماضي في حين تصل النسبة المستهدفة في العام الحالي الى 2.3% وقد تم الى الآن الوصول الى نسبة فعلية اقل من 2% للمرة الاولى «ما يدل على الجدوى الاقتصادية لمشروعات خفض نسبة الحمضية في الغاز الطبيعي والتي تكمن في تحويله الى غاز مسال يتم تصديره واستخدامه للاستهلاك الداخلي».
وعن سؤال بشأن وصول الكويت الى طاقة انتاجية يومية تقدر بثلاثة ملايين برميل يوميا، قال الرشيد ان هذه العملية تم التنسيق والترتيب لها قبل ستة اشهر مع مختلف المؤسسات والشركات النفطية الاخرى المعنية مضيفا ان وقت الاعلان عنها «جاء لعدة اسباب اهمها تحسن الطقس وانخفاض الاستهلاك المحلي للطاقة وهي جزء من استراتيجية الشركة وعلامة مهمة في تاريخها وتاريخ انتاج النفط في الكويت».
وكان الرشيد قال في كلمته اثناء افتتاح منشأة تنقية الغاز الطبيعي امس ان الغاز المنقى في المنشأة الحالية سيتم تصديره لمحطتي تعزيز الغاز في حقل برقان (140 و150) التابعتين لشركة نفط الكويت.
واضاف انه في السابق كان الغاز الحامض المنتج في حقل غرب الكويت وبعد معالجة اولية للجودة واستخلاص الرطوبة منه لتلبية مواصفات خط انابيب التصدير يتم ارساله الى مصانع ازالة حمض الغاز في حين ستقوم المنشأة الجديدة باستقبال ومعالجة هذا النوع من الغاز الحامض.
وذكر ان مرافق حقل غرب الكويت تنتج حوالي 200 الى 250 قدما قياسية مكعبة من الغاز الطبيعي يوميا مقابل معدل الانتاج المستهدف الذي يعادل 500 الف برميل من النفط الخام يوميا.
وأشار الرشيد الى ان «المنشأة الجديدة تعتبر عنصرا مساعدا وفعالا في حال حدوث أي اضطراب في مصانع تنقية الغاز أو ظهور أي عوائق تحد من القدرة على استقبال الغاز من حقل غرب الكويت ولتفادي احراق الغاز الطبيعي مع الحفاظ على معدلات انتاج النفط المستهدفة من الحقل، الامر الذي يعكس تمسك والتزام شركة نفط الكويت، لاسيما مجموعة عمليات غرب الكويت بسياسة مؤسسة البترول الكويتية وتوصيات الهيئة العامة للبيئة بتخفيض معدلات احراق الغاز الطبيعي في الجو».
وخلص في كلمته الى القول ان «الغاز ثمين وغال للكويت كما هو النفط وشركة نفط الكويت ملتزمة بسياسة (الحرق الصفري) والتي من اجلها شرعت بتنفيذ خارطة طريق لتحقيق هذا الهدف من خلال التركيز على الحد من معدلات الحرق المرتفعة في جميع حقول الشركة.