من مصنع للشوكولاتة في جبال الألب الفرنسية، تعزز عائلة ستيفان بونات علاقاتها مع مزارعي الكاكاو من كل أنحاء العالم منذ اكثر من قرن، ومعا يطلقون ثورة خضراء.
فالشوكولاتة العضوية التي لطالما استخف بها محبو الكاكاو باعتبارها اقل جودة من حيث البنية والنكهة اقتحمت سوق السلع المترفة بعدما روج لها كبار صانعي الشوكولاتة امثال بونات الذين جعلوها «خيارا اخلاقيا».
قرر بونات تصنيع الشوكولاتة العضوية قبل 17 عاما، بعد توليه ادارة مصنع الشوكولاتة العائلي في بلدة فوارون في جبال الألب. بالنسبة اليه، هذا يعني تعزيز الروابط التي تعود الى عقود مع المزارعين من مختلف أنحاء العالم، بدءا من المكسيك.
وقد قال صانع الشوكولاتة لوكالة فرانس برس خلال معرض الشوكولاتة في باريس الاسبوع الماضي «آنذاك، كانوا يريدون ان يبيعوا كل كيلوغرام من الكاكاو بثلاثة يوروهات. فعرضت عليهم تسعة يوروهات».
ويضيف بونات الذي كانت شركته رائدة في صنع الشوكولاتة العضوية العالية الجودة «اليوم، يجنون اموالا كافية ويزورون معرض باريس لرؤية المنتوج بصيغته النهائية».
ويقول بونات ايضا ان مزودي الكاكاو الخمسة والثلاثين، من البيرو الى فنزويلا، الذين يمدون مصنعه بنحو 220 طنا من حبوب الكاكاو سنويا استفادوا من هذه القفزة نحو الشوكولاتة العضوية عالية الجودة.
80% من مزارع الكاكاو في العالم عضوية، اذ يديرها مزارعون لا يمكنهم تحمل كلفة السماد والمبيدات، كما يقول بونات لوكالة فرانس برس.
لكن جزءا صغيرا فقط من هذا الانتاج يصنف بأنه عضوي، لأن قلة من المزارعين يمكنهم تحمل كلفة عملية تزويده برقع تشير الى كونه عضويا.
يقول بونات «حبوب الكاكاو التي تصنف بأنها عضوية تشكل 20% فقط من الانتاج العالمي، وأقل من 2% من الشوكولاتة المباعة في العالم تحمل علامة تشير الى انها عضوية».
من جهة اخرى، فإن معظم انتاج الشوكولاتة في العالم بين ايدي قطاع عالمي لا يولي أهمية كبيرة للجودة، كما يقول بونات.
ويضيف «المفارقة هي ان البلدان المنتجة للكاكاو ليست تلك التي تصنع الشوكولاتة».
صانع الشوكولاتة الباريسي جان بول هيفين بدأ يشتري الكاكاو العضوي مباشرة من المنتجين قبل عقد في محاولة لـ «حماية القطاع».
هذا الخيار مكلف، ويضيف 20% الى تكاليف الانتاج، لكن هيفين لا يدرج هذه التكاليف في سعر بيع الشوكولاتة بالتجزئة الذي يبلغ 5.3 دولارات للاصبع الواحد.