دعا خبراء ومسؤولون في شركات استثمارية وبنوك مدرجة في سوق الكويت للأوراق المالية (البورصة) الى ضرورة تفعيل سوق الصكوك الإسلامية على اعتبار أنها أداة تلقى إقبالا كبيرا على المستوى العالمي ما يعظم من آلية العمل الاستثماري وفق الشريعة الإسلامية.
وعددوا في لقاءات متفرقة لـ «كونا» حزمة الفوائد التي يمكن ان تجنيها المؤسسات من تفعيل الصكوك التي يأتي في صدارتها استيعاب المدخرات على مختلف رغبات أفرادها وتوفير احتياجات المشاريع الخاصة والعامة والاندماج مع السوق العالمية.
وأوضحوا ان تطوير الأدوات المالية الإسلامية ساهم بصور مباشرة في تحقيق معدلات نمو مرتفعة في المدخرات في المصارف الاسلامية التي تصل في بعض التقديرات الى ما يتراوح بين 15 و 20% ومنها استخدام أداة الصكوك.
وقال مدير ادارة الاستثمار الدولي في بيت التمويل الكويتي (بيتك) عماد المنيع ان الاقبال على اداة الصكوك في السوق الكويتية مازال محدودا وما هو مصدر منها جاء من الشركة التجارية العقارية وشركة الصناعات الوطنية وهناك مجاميع أخرى ينسق بينها وبين شركات أخرى ولكن ليس من بين هذه الاصدارات ما تم في الكويت.
وعلل المنيع عدم اصدار هذه الصكوك في الكويت لأن القانون غير مهيأ لتحقق الهدف حتى مع لائحة وزارة التجارة الجديدة وهي غير قابلة للتنفيذ لأن الأصل هو القانون وليس اللائحة التنفيذية ماجعل الكويت خارج السرب مقارنة بالبحرين والامارات مع العلم ان الكويت من المراكز المالية المهمة في المنطقة.
وبين ان حجم سوق الصكوك في العالم يبلغ نحو 24 مليار دولار حصة المنطقة الخليجة منها كبيرة ولكن الكويت ضئيلة مع العلم ان الكويت هي الأب الروحي للصناعة المالية الإسلامية لأنها أول من طبقت الصناعة بشكل سليم.
وأوضح ان الصكوك الإسلامية مدعومة بأصول مادية ملموسة وموافقة لأحكام الشريعة ومقبولة لدى كل المؤسسات المالية الإسلامية والتقليدية معا، أما السندات فعنصر تكوينها هو النقد وعقودها غير موافقة لأحكام الشريعة وتقبل لدى المؤسسات التقليدية فقط ما يرجح اداة الصكوك.
وعدد بعض مزايا الصكوك والتي منها مرونتها العالية حيث يمكن إصدارها بآجال متعددة وبعملات مختلفة وامكانية استخدامها من قبل البنوك المركزية كأداة من أدوات السوق النقدي وبعضها لا يمثل مديونية على الخزانة العامة للدولة من الناحية المحاسبية.
وقال ان الصكوك تخضع لعوامل العرض والطلب في السوق المالي كما أنها تمثل شائعة في ملكية موجودات أو منافع وقد لا تمثل دينا في ذمة مصدرها مايجعلها تلقى رواجا على مستوى العالم.
وقال مدير عام شركة آدام للاستثمار بالوكالة مهند المسباح ان أداة الصكوك من الأدوات الاستثمارية التي بدأت تنتشر انتشارا كبيرا ليس فقط في منطقة الخليج أو بين البلدان الاسلامية بل على مستوى العالم ما يؤكد الاقبال عليها اذ تلمس المستثمرون الفائدة منها مقارنة بأداة السندات.
وأضاف المسباح ان الصكوك هي البديل الاسلامي للسندات لأنها مدرة بناء عن أصول سواء كانت عقارية أو أسهما وعلى الرغم من ذلك فهي غير مفعلة في الكويت وليست على مستوى طموح الشركات المحلية، أما في السوق الاماراتية أو السعودية فتشهد اقبالا من شركات كبرى مثل بنك دبي الاسلامي وشركة سابك. وأشار الى ان حجم اصدارات الخليج من السندات 80% منها من أداة الصكوك ما يشكل تحولا جذريا وهو ما استفادت منه الامارات والسعودية والبحرين.
ودلل على أهمية الصكوك على المستوى العالمي ضاربا مثالا بالاصدار الذي تم اخيرا في ألمانيا، كما ان الشركات والبنوك العالمية تفضل التعامل مع الأداة لأن عوائدها أفضل من الأدوات الأخرى لاسيما مقارنة بالقروض.
وأوضح ان مركز تداول الصكوك في البحرين يشهد انتعاشا ملحوظا منذ فترة وما نتمناه ان تكون هناك خطوة مماثلة في الكويت لأن العالم الآن يتحول من التعاملات التقليدية الى الاسلامية.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )