على مدى تاريخ البشر تباعدت وجهات النظر واختلفت الإجابات عن هذا التساؤل اختلافا واسعا، فالبعض أكد أن القيادة موهبة فطرية تمتلكها فئة معينة قليلة من الناس، وفي المقابل فان كثيرا من الناس يؤمنون بأن القيادة علم وبالتالي فإنه من الممكن اكتسابه وإتقانه بالتعلم والممارسة والتمرين.
وقبل ان نشارككم برأينا حول هذا الموضوع يتعين علينا مناقشة مفهوم القيادة في سياق علم الإدارة.
تعددت التعاريف المستخدمة لهذا الغرض إلا أننا في آيديليتي نعرف القيادة على انها القدرة الفاعلة على إدارة وتنظيم وتشغيل الموارد المتاحة لدى القائد في إطار تحقيق غاية أو أهداف منشودة، وذلك باستخدام أساليب التوجيه والاستمالة والتوبيخ المتاحة للقائد في المؤسسة التي يعمل لديها.
ومن الممكن تصنيف القيادة الى نوعين: الأولى هي القيادة الرسمية التي تمنح بناء على التنظيم الإداري للعمل والسلم الوظيفي، أما الثانية فهي القيادة غير الرسمية التي تمنح للقائد من زملائه بشكل عفوي وغير مقصود إما لكونه أكبرهم سنا أو أكثرهم علما أو أعلاهم مرتبة.
«المشكلة هي...» إن تعريف القيادة لا يوفر دلالة واضحة تساعد في الإجابة على سؤالنا الأساسي، بل بالعكس فإن تصنيف القيادة الى رسمية وغير رسمية يزيد الموضوع غموضا وجدلا، فهل المنصب الوظيفي هو ما يجعل الشخص قائدا؟ أم هي نظرة الغير اليه التي تجعل منه قائدا؟
ما هو أكيد هو أن الجدل في هذا الموضوع سيستمر حتى بعد نشر هذا المقال ونسيانه.
أما بالنسبة لنا فنحن من الفريق الذي يؤمن بأن القائد دائما وأبدا يصنع في المقام الأول، وذلك لأن القيادة الفعالة تتطلب تعلم فن إدارة البشر والموارد كأساس يبني عليه القائد قدرته على تنفيذ مسؤوليته، ولكن يتعين علينا أن نوضح أن نجاح القائد سيعتمد على قدراته الشخصية لترجمة ما تعلمه من فنون الإدارة في شكل النتائج العملية المطلوبة، وبالتالي فإنه من الممكن أن نقول إن القائد الناجح يصنع 80% منه ويولد 20% منه.
عزيزي القارئ، مع نمو أي شخص وتطوره من رضيع الى طفل الى مراهق الى شاب/ شابة، الى رجل/ امرأة، يقوم ذلك الشخص بترجمة كل ما تعلمه وينطبع عليه في نضوجه وسماته الشخصية وأسلوبه في التعامل وحنكته في اتخاذ القرارات، وتبقى هذه العوامل هي التي تحدد ما إذا كان الشخص سيستسلم لمجريات الحياة التي تواجهه أم سيقوم بالإمساك بزمام حياته ويعمل على توجيهها الى ما يبتغيه.
ويبقى هذا القرار والالتزام به هو ما يفرق ما بين القادة والموظفين.
وفي النهاية..
دعوة من آيديليتي للإمساك بزمام الأمور
البريد الإلكتروني: [email protected]
الموقع : www.idealiti.com
زاوية أسبوعية هادفة تقدمها كل اثنين شركة آيديليتي للاستشارات في إطار تشجيعها على إنشاء وتطوير واحتضان ورعاية المشاريع التجارية المجدية واقتناص الفرص أو معالجة القصور في الأسواق الكويتية والخليجية والسعي لتطويرها.*
واقرأ ايضاً:
مقالة سابقة بعنوان «متى نكون بحاجة لإعادة هيكلة إدارية؟؟؟»
مقالة سابقة بعنوان «العوائد والمخاطر وجهان لعملة واحدة»
مقالة سابقة بعنوان «قهوة على الحائط!!! »
مقالة سابقة بعنوان «عجبي... »
مقالة سابقة بعنوان «إدارة الخلافات في بيئة العمل»
مقالة سابقة بعنوان «أساسيات الاتصال في العمل... »
مقالة سابقة بعنوان «الاستثمار.. ومراحل الحياة »
مقالة سابقة بعنوان «مفهوم الاستثمار طويل الأجل»
مقالة سابقة بعنوان «الحافز الإداري... واقع أم خيال »
مقالة سابقة بعنوان «تحديات المستقبل للشركات العائلية »