محمود فاروق
دشنت الشركة الوطنية لمشاريع التكنولوجيا إحدى الشركات المملوكة للهيئة العامة للاستثمار مشروع الجسر العالمي الذي يعد واحدا من أطول الجسور إذ يمتد على مساحة 10000 كيلومتر، من مدينة أوستن الأميركية إلى الكويت، ولهذا الجسر العالمي جذور وفروع في ثماني دول هي كوريا الجنوبية، الهند، پولندا، هنغاريا، البرتغال، تشيلي، المكسيك، والولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة إلى الكويت التي سجلت دخولها كأول دولة عربية في برنامج الجسر العالمي، وتاسع دول العالم، لتمثل نقطة الارتباط لمنطقة الخليج العربي.
وعلى هامش حفل التدشين وقعت الشركة الوطنية لمشاريع التكنولوجيا، مذكرة تفاهم وشراكة إستراتيجية مع المركز العالمي التابع لكلية العلوم الإدارية في جامعة الكويت لتأهيل نخبة من أعضاء هيئة التدريس في الولايات المتحدة الأميركية والكويت للقيام بتدريب الشباب الكويتي فيما بعد وفقا لبرامج مشروع الجسر العالمي المطور من قبل «الوطنية لمشاريع التكنولوجيا» وجامعة تكساس الأميركية في أوستن.
وبهذه المناسبة أكد مدير عام الشركة الوطنية لمشاريع التكنولوجيا أنس ميرزا أن الشركة تسعى إلى إشراك قطاعات الدولة المختلفة في كافة برامجها ومبادراتها إيمانا منها بضرورة استفادة كافة شرائح المجتمع بما يعود بالفائدة على الدولة ككل، ويضمن مكانا متميزا للكويت ضمن الدول المتقدمة.
واضاف أن مشروع «الجسر العالمي»، يأتي ضمن إطار إستراتيجية الشركة الحديثة الهادفة إلى تأسيس مشاريع تكنولوجية متقدمة مع تدريب الكوادر الوطنية لإدارة هذه المشاريع، مبينا أن الشركة الوطنية سعيدة بهذه الشراكة مع المركز العالمي كونه أحد المراكز المرموقة في المنطقة والمتميز في تقديم وتطوير برامج متخصصة بالتعاون مع جهات عالمية، مما يجعله الاختيار الأنسب لبرامج «الجسر العالمي» التدريبية.
جهد مشترك
وأشار إلى أن نتائج المشروع جاءت حصادا لجهد مشترك للشركة الوطنية لمشاريع التكنولوجيا وجامعة تكساس الأميركية والذي أدى إلى استقرار مشروع مبادرة الجسر العالمي في رحاب الكويت بشكله المطور بتوافق مع حاجات القطاعات الوطنية، مبينا أنه في جانب من المشروع يسهم في تحقيق توجهات ذات الصلة بنقل التكنولوجيات المتقدمة إلى الكويت وتوطينها وتطويرها بما يلائم الظروف والبيئة المحلية مع امتلاك القاعدة البشرية القادرة على التعامل مع تلك التكنولوجيات وإدارتها بشكل مبدع وابتكار مفيد.
ولفت إلى أن الكويت حققت السبق في استقطاب مبادرة الجسر العالمي، تلك المبادرة التي تبنتها العديد من دول العالم، لتكون الكويت نقطة انطلاقها إلى دول الخليج العربي، مشيرا إلى مبادرة الجسر العالمي التي عكست توجهات الكويت نحو تبني المشروعات الممهدة للمزيد من النمو، سواء على المستوى الاقتصادي أو في سياق تلبية متطلبات التنمية البشرية ورفاهية الإنسان في الكويت، وسوف تسهم تلك المبادرة في استقطاب وتوطين الابتكارات العالمية لصالح قطاعات العمل المحلية والإقليمية وترخيص مخرجاتها لطرحها في الأسواق، وإنشاء مشاريع جديدة ترتكز على الابتكارات المنقولة، وسيتم في نطاقها إنشاء وتجهيز مراكز تميز لتسويق التكنولوجيات، يكون لها دور في تسريع عجلة النمو في قطاع الأعمال، وتدريب حوالي 160 من الكوادر الوطنية في الولايات المتحدة الأميركية والكويت خلال 4 سنوات، مع الحرص على نقل مناهج التدريب العالمية المتعلقة بالمشروع لكلية العلوم الإدارية في جامعة الكويت لضمان استمرارية عملية التطوير والتدريب لشباب الكويت حتى بعد انتهاء مدة المشروع المقررة.
واضاف ان الاقتصاد الكويتي يعد أحد أهم الاقتصادات في منطقة الشرق الأوسط، إذ يتمتع بالعديد من المقومات والعوامل البارزة التي أسهمت في تشكيل وصناعة اقتصاد مهم ومؤثر وجاذب إقليميا وعالميا، والاقتصاد الكويتي مقبل على مرحلة أكثر تطورا من خلال التوجه نحو تنويع مصادر الدخل والاستثمار في التكنولوجيات المتقدمة مواكبا للتقديرات المتوقعة بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي بأن تتجاوز استثماراتها التكنولوجية هذا العام 9.1 مليارات دولار، مما يجعل المنطقة احد المراكز الرائدة عالميا في مجال الإنفاق التكنولوجي.
وتابع قائلا: «لقد شهد عام 2010 نقلة نوعية في نشاط الشركة الوطنية لمشاريع التكنولوجيا بتبنيها إستراتيجية جديدة قائمة على استثماراتها في العديد من التكنولوجيات المتقدمة حول العالم، وخبرات فريق عملها الذي يشكل الكويتيون أكثر من 90% منه، وتهدف الإستراتيجية الجديدة للشركة إلى تطوير مشاريع تكنولوجية متقدمة محلية وإقليمية عبر نقل التكنولوجيات المستثمر بها من قبل الشركة وبمشاركة القطاع الخاص والحكومي، مع الاستفادة من أدواتها الاستثمارية المتعددة لتحقيق أهدافها.
الكوادر الوطنية
من جانب آخر قال عميد كلية العلوم الإدارية د. راشد العجمي: «نحن سعداء بالشراكة مع الشركة الوطنية لمشاريع التكنولوجيا كون برنامج «الجسر العالمي» يعطي فرصة فريدة من نوعها لتأهيل أعضاء هيئة التدريس التابعين للمركز العالمي للحصول على الخبرة اللازمة لإعداد الكوادر الوطنية، وذلك عبر نقل تلك البرامج وتوطينها في الكويت، كما أعرب عن استعداده لدعم المشروع بكل ما يمتلكه المركز العالمي من خبرات وما يتمتع به من علاقات عالمية ومنها المعهد الدولي لإدارة الأعمال (إنسياد) ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا «أم آي تي» وجامعة هارفارد إضافة إلي العديد من كليات إدارة الأعمال المرموقة ومحليا مع منظمات رائدة كويتية، مضيفا: نتطلع لتأسيس مجتمع قادر على إدارة وتطوير مشاريع تكنولوجية متميزة.
التكنولوجيات الحديثة
من جهة اخرى قال مدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية د. ناجي المطيري ان مشروع الجسر العالمي يعكس الاهتمام البالغ بتعظيم التعاون بين مؤسساتنا الوطنية من جهة، وبينها وبين جامعات دولية ومراكز الإبداع التقني العالمية من جهة أخرى، بما يخدم التنمية الشاملة حاضرا ومستقبلا.
واشاد المطيرى بما حققته جامعة تكساس الأميركية في سياق تطوير برنامج الجسر العالمي ليتوافق مع حاجاتنا الوطنية ومتطلبات مجتمعنا، وإننا نعول كثيرا على هذا المشروع في تطوير الاقتصاد القائم على المعرفة ودفع الاستثمارات المحلية نحو مجالات العلوم والتكنولوجيا وتحقيق قدر أكبر من الإنجاز في إكساب الكوادر الوطنية المتخصصة قدرات ومهارات إدارة التكنولوجيا الحديثة وتطويرها.
معلومات وبيانات عن مشروع الجسر العالمي
حاز مشروع الجسر العالمي في نسخته الكويتية على اهتمام عدد من المؤسسات الوطنية كان بينها معهد الكويت للأبحاث العلمية الذي تأسس قبل نحو 44 عاما للقيام بنشاط البحث العلمي التطبيقي، خاصة فيما يتعلق بالصناعة والطاقة وموارد الثروة الطبيعية والموارد الغذائية وحماية البيئة . وكذلك للمساهمة في توطين وتطوير التكنولوجيا وتقديم المشورة الفنية وتطوير الموارد البشرية، وطوال العقود الأربعة الماضية حقق المعهد إنجازات مهمة في مجالات عمله، وأسهم بفاعلية في التقدم الاجتماعي والاقتصادي والتكنولوجي بالبلاد. ويجمع معهد الكويت للأبحاث العلمية والشركة الوطنية لمشاريع التكنولوجيا رؤى وأهداف تصب في صالح تطوير التكنولوجيا في البلاد وتعزيز الاستثمار فيها، ولكل منهما ( المعهد والشركة) إستراتيجية جديدة تزامن بدء تطبيقهما في عام واحد، وتهتم الإستراتيجيتان بعناصر: الإبداع، والابتكار، والتميز، والتسويق التجاري للابتكارات ونتائج الأبحاث، كل حسب نشاطه ومجال عمله، لذلك فإن تعاون الجهتين يبشر بإنجازات واعدة في مجال التطوير الحضاري لوطننا العزيز.