التفاوض جزء أساسي في حياة الإنسان، فمنذ نعومة أظافرنا ونحن نسعى (ولو لم نكن نعي ذلك) للحصول على أقصى ما نستطيع الحصول عليه في حياتنا اليومية، وبالتالي شئنا أم أبينا نحن في حالة دائمة من التفاوض.
ففي البيت، يتفاوض المرء مع أولاده حول المكافأة التي يستحقونها في حالة تحقيق النجاح في المدرسة أو حول سفرة الصيف هذه السنة «أزمة مالية يا جماعة.. مالكم إلا دبي» أو غيرها من محاور التفاوض مع الأهل، ومنذ أن يضع الإنسان قدمه خارج البيت يجد نفسه في مواجهة أنواع جديدة من المفاوضات، ومنها ما يفرض علينا فرضا، فقد تكون في مفاوضات مع بائع لخفض سعر سلعة ترغب في شرائها، أو مع زميل للوصول الى اتفاق على موضوع ما، أو مع شرطي المرور لإقناعه بأن «الإشارة كانت صفراء».
ومهما كان مستوى التفاوض، فإنه يحتاج من الإنسان إلى قدرات ومهارات تمكنه من التعامل مع مختلف المستويات، وإن من الخطورة عدم إدراك الإنسان أنه في موقف يقتضي التفاوض، وإن حدث ذلك ولم يتجاوب مع من يتفاوض معه بشكل فعال، فإن النتائج غالبا ما تكون غير مرضية له.
المفاوضات هي أسلوب استراتيجي في إدارة الحوار يهدف للوصول الى اتفاق يربط بين مصالح الأطراف المتفاوضة، وبطبيعة الحال ليس بالضرورة أن تصل الأطراف الى هذا الاتفاق، إلا أنه طموح يسعى إليه الجميع (في الغالب)، ومن المناسب أن نعرف أن اتجاه الحديث الذي يربط بين أطراف الحوار يساهم بشكل كبير في فرض النتائج السلبية أو الإيجابية على المفاوضات، فإن الحديث الهادئ نتائجه تغاير الحديث الشديد والصريح.
وتنقسم المفاوضات بنظرنا الى ثلاثة أقسام هي: المتشددة والمرنة والمتوازنة.
تقوم المفاوضة المتشددة أو الصلبة على فكرة إفحام الآخر ثم هزيمته وتحقيق اكبر قدر ممكن من الأرباح والمصالح على حسابه، وتقوم الثانية (المرنة) على عكس الأولى إذ تبنى على فكرة التنازل والتراجع وربما الاستسلام للطرف الآخر، وإذا وضعنا هذين الأسلوبين في ميزان التقويم والموازنة فسنجد أنهما أسلوبان لا يحققان لنا الكثير ولا يصلان بنا الى النتائج المرضية.
ويبقى أمامنا سلوك طريق المفاوضات المتوازنة ونقصد بها تلك التي تهدف الى إحراز التعاون وتوازن المصالح وأخذ جميع الآراء في عين الاعتبار، ولكي نضمن لنا ولأطرافنا النجاح وديمومة الاتفاق يجب أن نعمل على إحراز التوافق لكل الأطراف، بالقدر الممكن، مع عدم التفريط بمصالحنا الأساسية.
وفي النهاية..
دعوة من «آيديليتي» لمفاوضات ناجحة إن شاء الله.
البريد الإلكتروني: [email protected]
الموقع : www.idealiti.com
زاوية أسبوعية هادفة تقدمها كل اثنين شركة آيديليتي للاستشارات في إطار تشجيعها على إنشاء وتطوير واحتضان ورعاية المشاريع التجارية المجدية واقتناص الفرص أو معالجة القصور في الأسواق الكويتية والخليجية والسعي لتطويرها.*
واقرأ ايضاً:
مقالة سابقة بعنوان «تحديد الأهداف مفتاح النجاح! »
مقالة سابقة بعنوان «أزمة 2011!!»
مقالة سابقة بعنوان «إنا لله وإنا إليه راجعون»
مقالة سابقة بعنوان «أهمية الشفافية بالشركات التجارية..»
مقالة سابقة بعنوان «القائد.. يولد أم يصنع؟ »
مقالة سابقة بعنوان «متى نكون بحاجة لإعادة هيكلة إدارية؟؟؟»
مقالة سابقة بعنوان «العوائد والمخاطر وجهان لعملة واحدة»
مقالة سابقة بعنوان «قهوة على الحائط!!! »
مقالة سابقة بعنوان «عجبي... »
مقالة سابقة بعنوان «إدارة الخلافات في بيئة العمل»
مقالة سابقة بعنوان «أساسيات الاتصال في العمل... »
مقالة سابقة بعنوان «الاستثمار.. ومراحل الحياة »
مقالة سابقة بعنوان «مفهوم الاستثمار طويل الأجل»
مقالة سابقة بعنوان «الحافز الإداري... واقع أم خيال »
مقالة سابقة بعنوان «تحديات المستقبل للشركات العائلية »