تعزز مجموعة بهبهاني (شركة مراد يوسف بهبهاني)، يوما بعد يوم المزيد من النجاحات والإنجازات في قطاع التجزئة في الكويت، وخاصة في سوق الساعات العريقة والفاخرة التي تمثلها شركة مراد يوسف بهبهاني في الكويت وتقدمها في سلسلة من المعارض الراقية، وسبق لهذا النجاح أن بدأ من سنوات طويلة عندما قام السيد مراد يوسف بهبهاني بأول زيارة له إلى سويسرا للتفاوض والحصول على أول توكيل لساعات أوميغا في الكويت، وقد أفردت واحدة من أبرز المجلات في سويسرا مقالة خاصة عن الكويت وعن زيارة السيد بهبهاني باعتباره أقدم شريك ووكيل للساعات السويسرية في الكويت.
وكانت مجلة شفايتزر إيلوستريت زايتونغ (المجلة السويسرية المصورة) قد أفردت في مقال لها في العام 1946 صفحات تحدثت فيها عن أول رجل أعمال كويتي يصل إلى سويسرا ليفاوض ويوقع على اتفاقيات وتوكيلات تجارية في عالم الساعات أثمرت الحصول على توكيل أوميغا في العام 1935. ومع المعلومات القليلة عن الكويت في سويسرا في ذلك الزمان، ألقت المجلة بعض الأضواء حول الكويت حيث أشارت إلى أنها دولة حديثة ناشئة، بل وتساءلت في مقدمة المقالة (من منا يعرف أين تقع الكويت؟)، ثم بدأت المجلة تحقيقها بالتعريف بالكويت وإضاءات على حياة شعبها في ذلك الحين حيث كانوا يعتمدون على صيد اللؤلؤ والسمك والتجارة البحرية الناشئة حديثا في ذلك الوقت، ثم تتطرق الموضوع إلى اكتشاف النفط والتطور النسبي الذي بدأ في الكويت، ونقلت المجلة عن مراد يوسف بهبهاني قوله «لقد كان أميرنا الشيخ أحمد الجابر الصباح قائدا فذا وعبقريا في تلك المرحلة من تاريخ الكويت حيث قادها وبدأ بناءها الحديث بنجاح». ثم تطرقت المجلة إلى الحريات في الكويت واشارت إلى وجود المسيحيين إلى جانب المسلمين بأمان وتجانس مما يعكس الطبيعة المتسامحة للشعب الكويتي، وافردت المجلة فقرة خاصة للحديث عما حمله معه بهبهاني من عادات غذائية مستقاة من ثقافته الإسلامية، وكذلك زيه الوطني الذي قال عنه المجلة انه كان عبارة عن «عباية تحتها الملابس الشتوية الدارجة في الكويت وهي جيليت (جاكيت) عالي الياقة إضافة إلى الشريط المتقاطع من جهة الصدر والذي يدل على نقاء الدم والسلالة بينما تغطي رأسه الغترة البيضاء وفوقها حلقتان بلون أسود (العقال)، الذي يعتبر الزي التقليدي العربي».
وكان مراد يوسف بهبهاني أول من حصل على فيزا سويسرية حيث أمضى أياما طويلة في أول رحلة له من الكويت إلى سويسرا مرورا بعدة دول حتى وصل إلى مبتغاه ليبدأ هناك رحلة العمل المثمرة، وتعرض المجلة صورة للسيد بهبهاني يطعم الأوزات في بحيرة زيوريخ حيث أطلقت عليه المجلة لقب (السير sir) حيث نقرأ فيها: «السير بهبهاني لا يتوقف في سويسرا ليطعم الأوزات هنا فقط، بل ليبني شبكة واسعة من العلاقات التجارية التي سنلقي عليها الضوء».
ومع حصوله على أول فيزا سويسرية يتم منحها للكويت، يكون مراد يوسف بهبهاني قد دشن تحولا كبيرا في العلاقات التجارية والاقتصادية مع سويسرا حيث قدم بهبهاني للسويسريين تعريفا بما تحمله الكويت الناشئة حديثا من إمكانيات مبشرة من الناحية التجارية، وعرفهم بأهمية الوقت هناك في عملية البناء، وكذلك بحب الناس هناك للمنتجات الأصيلة والأصلية، كما ساهم في زيادة التعريف بالكويت وخاصة في ذلك الوقت الذي كانت الصورة الأوروبية عن الكويت غير واضحة تماما.