بيروت - نادر عبدالله
يجمع العاملون في سوق العقارات، على وجود انتعاش، ولو كان محدودا، سواء على مستوى الطلب، او على مستوى المناطق، بالاضافة الى الاجماع على ان الشقق المصنفة «فخمة جدا»، تحظى بأقل اقبال.
ويشرح وديع كنعان من «كونثوار الامانة العقارية» وهو مكتب عقاري معروف، التطورات التي يشهدها سوق العقارات ويلاحظ تفاوتا في مستويات الطلب بين منطقة واخرى، اذ تشهد مناطق مثل كسروان والمتن والاشرفية كثافة في الطلب، في حين تسجل مناطق اخرى، خصوصا مناطق الوسط التجاري والرملة البيضاء تراجعا لافتا في الطلب على المساكن فيها.
ويربط كنعان التغيرات الحاصلة باعتبارين اساسيين على الاقل: الأول اسعار الشقق المعروضة تبعا لكل منطقة ثم هوية «الزبائن» وقدراتهم الشرائية.
وفي التفاصيل، ان تزايد الطلب على الوحدات السكنية في مناطق مثل المتن وكسروان يرتبط بأسعار الشقق المعروضة في هذه المناطق، وهي اسعار تتراوح ما بين 75 الى 100 الف دولار للشقق السكنية الصغيرة، وما بين 100 و200 الف دولار للشقق المصنفة فخمة، وتصل مساحة الواحدة منها الى 250 مترا مربعا.
ويعتبر اللبنانيون العاملون في الخليج، في طليعة «زبائن» هذه الفئة من الشقق المعروضة، الى جانب نسبة ادنى من موظفي القطاع العام ومستخدمي المصارف من ذوي الرتب العالية.
بالمقابل، فإن مناطق مثل الاشرفية، وهي احدى الضواحي الشرقية لبيروت، مازالت تحظى بطلب كبير، خصوصا من قبل اصحاب المهن الحرة (الاطباء، والمهندسين، وكبار رجال الاعمال) الذين غالبا ما تسمح لهم قدراتهم المالية بشراء وحدات سكنية يمكن ان تصل اسعارها الى مليون دولار.
اما بالنسبة لمناطق مثل الوسط التجاري والرملة البيضاء، فيربط كنعان تراجع الاقبال عليها بما يعتبره تراجع «الطلب العربي» وتحديدا الخليجي، على العقار في لبنان، نتيجة الاوضاع العامة فيه منذ العام 2005.
ويتراوح سعر الوحدة السكنية في هذه المناطق ما بين مليون و5 ملايين دولار، وهي انشئت في الاصل لاجتذاب فئة محددة من كبار رجال الاعمال الخليجيين ويقول كنعان ان هذه المشروعات لم تخفض اسعارها حتى الآن، على امل عودة الحياة الطبيعية وتاليا عودة الطلب العربي عليها، خصوصا ان الكثير من رجال الاعمال المتمولين العرب مازالوا يبدون رغبة بالشراء، لكن بعد تحسن الوضع العام في البلاد.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )