كشف رئيس مجلس إدارة «مؤسسة الإمارات للاتصالات» (اتصالات) محمد عمران عن أن صفقة شراء اتصالات 46% حصة الأغلبية في شركة «زين» للاتصالات باتت في حكم المنتهية، وان التوصل إلى اتفاق مع مجموعة من البنوك الإقليمية والعالمية لتأمين قروض بقيمة 12 مليار دولار، تعادل القيمة الكاملة للصفقة، منوها بسهولة الحصول على التمويل اللازم نظرا لعدم وجود ديون تذكر على اتصالات، التي قال إنها من أفضل شركات المنطقة وربما ثاني أفضل شركة اتصالات في العالم من حيث التصنيف الائتماني.
وتوقع عمران في حوار مع مجلة «الاقتصاد والأعمال» الانتهاء من عملية الفحص والتدقيق due diligence والاتفاق على كامل بنود الصفقة بحلول نهاية فبراير الجاري، بما في ذلك قيام مجموعة الخرافي بتجميع حصة الأغلبية وقدرها 46% من الأسهم. كما توقع أن تحل مسألة «زين السعودية» قريبا في ظل وجود جهات عدة ترغب بشرائها، مشيرا إلى أن بيعها لجهة ثالثة ضروري لإتمام الصفقة لأنه لا يمكن لشركة «اتصالات»، باعتبارها المالك الأكبر لشركة «اتحاد اتصالات – موبايلي» في السعودية، تملك شركة أخرى في المملكة.
ولفت إلى أن صفقة «زين» تحمل فوائد للجميع وأن مساهميها سيحققون ربحا في حال بيع أسهمهم بالسعر الذي يحمل علاوة 500 فلس على سعر تداول السهم، كما أنهم سيربحون في حال الاحتفاظ بالأسهم لأنهم سيكونون جزءا من شركة أكبر قادرة على تحقيق عوائد أعلى وبتكلفة تشغيل أقل مستفيدة من اقتصادات الحجم.
وقال رئيس اتصالات إن «زين» ستبقى في المدى المنظور شركة مستقلة، وسيتم دعمها من قبل «اتصالات»، مع العلم أن امتلاك حصة الأغلبية، وتولي الإدارة، يسمحان بدمج الشركتين في أي وقت، وذلك بعد الدراسة المتأنية وبالتعاون مع المساهمين وبالتنسيق مع الكفاءات البشرية الموجودة في الشركتين.
واعتبر أن إتمام الصفقة سيؤدي إلى دخول «اتصالات» لائحة شركات الاتصالات العشر الأولى في العالم، على الأقل من حيث عدد المشتركين الذي سيصل بعد الصفقة إلى ما بين 150 و160 مليون مشترك، كما أن الصفقة تجعل من الشركة أكبر مشغل للاتصالات في العالم العربي. وأعرب عن اقتناعه بوجود إمكانات نمو كبيرة في الأسواق العربية والأفريقية، موضحا أن الإفادة من تلك الفرص تحتاج من شركات الاتصالات أن تضخ المزيد من الإنفاق الرأسمالي، وأن تواكب التطورات التقنية الحاصلة. وعارض عمران الرأي القائل بتشبع أسواق الاتصالات استنادا إلى معيار واحد هو عدد الخطوط، لأن هذا المعيار يتجاهل معايير عدة تتعلق بطاقة نمو الاستخدامات. إذ أن استخدام البيانات في المنطقة العربية عموما، مازال منخفضا جدا مقارنة بالمعدلات العالمية، علما أن المعدلات العالمية ذاتها لاتزال ضئيلة قياسا بإمكانات النمو الهائلة. وأشار على سبيل المثال أن «موبايلي» أصبح لديها 2.5 مليون مستخدم للبيانات مباشرة، مع وجود إمكانات لنمو أكبر في الفترة المقبلة، وكذلك الحال في مصر حيث باتت «اتصالات» تتمتع بحصة تعادل 50% من سوق البيانات. وأشار إلى أن خدمات الصوت ستصبح في السنوات المقبلة مصدرا ثانويا للدخل قياسا بمصادر الدخل من البيانات.
وقال إن صفقة «زين» تأتي على خلفية تجربة ناجحة لشركة اتصالات في المنطقة العربية، وذلك من خلال وجودها في أسواق الإمارات والسعودية ومصر، حيث تمكنت من إحداث تغيير ملموس سواء من حيث عدد المستخدمين، أو من حيث التقنيات التي أدخلتها إلى القطاع، فضلا عن أسعار الخدمات وتنوعها.