في عام 1914 أبحر الرحالة السير إيرنست شيكلتون (sir ernest henry shackleton) بسفينته متوجها نحو القطب الجنوبي على أمل أن يتمكن من عبور القارة سيرا على الأقدام، إلا أنه لم يتمكن قط من الوصول الى القطب الجنوبي، حيث علقت سفينته بالثلج، وبقي هو وطاقمه المكون من 27 فردا على هذا الحال لعدة شهور.
ثم «ازداد الطين بلة» حين غرقت السفينة تاركة شيكلتون و«ربعه» على بعد حوالي 2000 كيلومتر من اليابسة على جليد طاف على سطح الماء، إلا أن شيكلتون أبى أن يستسلم لهذه الظروف العصيبة وتمكن من إنقاذ طاقمه واللجوء بهم الى جزيرة نائية باستخدام قوارب النجاة، ولم يكتف بذلك فعلى هذه الجزيرة قرر تقسيم طاقمه، حيث ترك عددا من أفراد الطاقم على الجزيرة تاركا معهم قدرا من الإمدادات وتوجه بباقي أفراد الطاقم على أحد قوارب النجاة الى مركز لصيد الحيتان على بعد حوالي 1300 كيلومتر، وقد تمكن بالفعل من إنقاذ طاقمه بمساعدة الصياديين الذين استقبلوه في المركز ولم يفقد أيا منهم على الرغم من جميع الصعاب التي واجهته.
فهل أنت مستعد لتقديم هذا النمط من القيادة حين تواجه أزمة في إدارة أعمالك؟ وهل أنت على استعداد لمواجهة المجهول والتعامل مع الواقع؟
على أي حال فإن الأزمة سواء كانت مالية أو سياسية أو اجتماعية.. الخ، فهي بمنزلة حالة انتقالية من مرحلة الى أخرى عادة ما يصاحبها نقص شديد في المعلومات وحالة من عدم التأكد، والأجدر بنا التعاطي معها كمفتاح للتغيير والتطور نحو الأفضل وعدم الاستسلام للوضع الراهن والتقهقر نحو الهلاك.
ومن هنا، تتضح لنا أهمية إدارة الأزمات، فلم يعد الإلمام بأدواتها وإجادتها رفاهية تتحقق في شركات دون الأخرى، بل صارت ضرورة ملحة يجب تلبيتها قبل فوات الأوان.
وبالتالي يتعين علينا أن نستعرض معا الأسباب المؤدية الى نشوب الأزمات في إطار إدارة أعمالنا، وهي متعددة ومتنوعة بتنوع الأزمات التي نواجهها، إلا أننا نرى انها في الغالب «حدا الشايتين»:
أولا: الأسباب الإنسانية وتشمل:
1- سوء التقدير والاحترام.
2- حب السيطرة والمركزية الشديدة.
3- تعارض الأهداف والمصالح.
4- الكبرياء وعدم الاعتراف بالخطأ.
ثانيا: الأسباب الإدارية وتشمل:
1- عدم التخطيط الفعال والتجهيز المسبق للأعمال.
2- اتخاذ القرارات بشكل عشوائي.
3- عدم وجود أنظمة حوافز فعالة.
4- عدم توافر الوصف الوظيفي الجيد للمهام والواجبات.
5- اتباع سياسات مالية غير مسؤولة.
ونكتفي في هذا الجزء الأول من هذا المقال بما أوردناه، على أن نعاود ونستكمل حديثنا عن إدارة الأزمات واستعراض متطلباتها وأساليبها في مقالنا القادم إن شاء الله.
وفي النهاية..
دعوة من «آيديليتي» للتطور نحو الأفضل.
الموقع : [email protected]
البريد الإلكتروني: www.idealiti.com
follow us on twitter:@idealiti
زاوية أسبوعية هادفة تقدمها كل اثنين شركة آيديليتي للاستشارات في إطار تشجيعها على إنشاء وتطوير واحتضان ورعاية المشاريع التجارية المجدية واقتناص الفرص أو معالجة القصور في الأسواق الكويتية والخليجية والسعي لتطويرها.*
واقرأ ايضاً:
مقالة سابقة بعنوان «افهم علشان تقدر اتفهم البشر»
مقالة سابقة بعنوان «بين الحانة والمانة »
مقالة سابقة بعنوان «كوب من القهوة»
مقالة سابقة بعنوان «التفاوض... بين الشدة واللين !»
مقالة سابقة بعنوان «تحديد الأهداف مفتاح النجاح! »
مقالة سابقة بعنوان «أزمة 2011!!»
مقالة سابقة بعنوان «إنا لله وإنا إليه راجعون»
مقالة سابقة بعنوان «أهمية الشفافية بالشركات التجارية..»
مقالة سابقة بعنوان «القائد.. يولد أم يصنع؟ »
مقالة سابقة بعنوان «متى نكون بحاجة لإعادة هيكلة إدارية؟؟؟»
مقالة سابقة بعنوان «العوائد والمخاطر وجهان لعملة واحدة»
مقالة سابقة بعنوان «قهوة على الحائط!!! »
مقالة سابقة بعنوان «عجبي... »
مقالة سابقة بعنوان «إدارة الخلافات في بيئة العمل»
مقالة سابقة بعنوان «أساسيات الاتصال في العمل... »
مقالة سابقة بعنوان «الاستثمار.. ومراحل الحياة »
مقالة سابقة بعنوان «مفهوم الاستثمار طويل الأجل»
مقالة سابقة بعنوان «الحافز الإداري... واقع أم خيال »
مقالة سابقة بعنوان «تحديات المستقبل للشركات العائلية »