أطلق الرئيس التنفيذي لمجموعة «زين» د.سعد البراك من العاصمة الهندية نيودلهي مبادرة جريئة لتأسيس هيئة عالمية تجمع تحت مظلتها القطاع الخاص من مختلف أنحاء العالم على غرار هيئة الأمم المتحدة، لتقود الاقتصاد العالمي نحو مستويات أفضل من التقدم والرفاهية بعيدا عن النزاعات والمطامع السياسية.
وقال البراك «نعتقد أنه من الأفضل أن يكون للقطاع الخاص الآن دور حيوي ورئيسي في إدارة الشؤون الاقتصادية، بعيدا عن النزاعات والخلافات والأغراض السياسية التي عادة ما تلف أساليب عمل وتحركات المنظمات والهيئات الحكومية العالمية والدولية».
وأشار البراك إلى ضرورة خلق كيان عالمي جديد من كبار شركات القطاع الخاص أسماه «اتحاد الأعمال العالمي» يعتمد في حركته وقراراته الاقتصادية على الأهداف النبيلة وتحقيق المصالح المشتركة وليس المصالح المحتكرة، ويتحرك خارج إطار الأجندة الرسمية للحكومات ومصالحها الإقليمية والدولية.
وأضاف «لقد بات الاقتصاد العالمي يئن من الأهداف السياسية التي تحدد مسار تحركات ومسالك المنظمات والهيئات الدولية والموجهة إلى خدمة مصالح أطراف دون غيرها، خصوصا أن حكومات الدول الكبرى هي التي غالبا ما تفرض أجندة سياسية غير عابئة بمصالح دول العالم النامي».
واضاف «الجميع على يقين من أن الاقتصاد العالمي في حاجة إلى تغيير قبطان دفة القيادة، إذا ما أراد أن يبحر في سلام ويرسو على شواطئ الاستقرار والأمان»، مشيرا إلى أن القطاع الخاص بأهدافه النبيلة قادر على قيادة هذه الدفة وتحديد المسارات الجديدة التي تتوزع على جوانبها محطات تزويد الطاقة وهي هنا تمثل المصالح المشتركة لجميع الأطراف.
جاءت مبادرة البراك في انشطة المؤتمر السنوي لعملاق بيوت الاستشارات العالمية شركة ماكنزي، في العاصمة نيودلهي وهي الانشطة التي حضرها رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ وأكثر من 300 قيادي في الشركة من شتى أنحاء العالم.
وشدد د. البراك الذي كان يتحدث في الجلسة الافتتاحية الرئيسية للمؤتمر عن «عطاء الشركات»، على ضرورة إعطاء الفرصة كاملة للقطاع الخاص العالمي دون تقييد حرية حركته وكبح طموحاته اللامحدودة.
وأوضح أن القطاع الخاص من نتاج نسيج المجتمعات التي نشأ فيها، وهو يستمد قوته من التواصل والحوار المتبادل بين هذه المجتمعات وصهر الجليد فيما بينها، مبينا أن مجموعة «زين» تعتمد في عملها التجاري على هذه القاعدة.
وأوضح قائلا «(زين) منتشرة في 22 دولة وهناك خواص وموروثات وعادات متباينة بين هذه المجتمعات، من شأنها وضع عراقيل في التواصل والحوار منها اللغة والحواجز الجغرافية»، مشيرا إلى أن «زين» وضعت لنفسها هدفا يتخطي الحواجز الجغرافية ومزج الثقافات وصهر الجليد بين هذه المجتمعات وظهر ذلك من خلال تبني مجموعة مميزة من البرامج الاجتماعية التي تخدم هذا الغرض.
وذكر أن النشاط الاجتماعي ليس وحده الصورة المعبرة عن تواصل الشركة مع مجتمعاتها، مبينا أن النشاط التجاري للشركة تم تسخيره لخدمة هذه المجتمعات وذلك عندما أطلقت «زين» مشروع «الشبكة الواحدة » وهو المشروع الأول من نوعه في العالم الذي لا يعترف بالحواجز الجغرافية والطبيعية، فهو يسمح بحرية التنقل لعملاء الشركة في دول شرق ووسط افريقيا دون فرض رسوم تجوال دولية.
وأكد د. البراك أن مجموعة زين ستعمل على نشر هذا المشروع على بقية شبكاتها في بلدان الشرق الأوسط وبقية البلدان الافريقية لربط هذه الشعوب يبعضها البعض، مشيرا إلى أن العالم بات قرية واحدة وتكنولوجيا الاتصالات يجب أن تسخر لخدمة احتياجات هذه الشعوب.
واشار د. البراك إلى المساهمات التي تقوم بها «زين» في النواحي التعليمية والصحية فقال «لقد رأينا أن المساهمات في النواحي التعليمية أهم وأعظم المساهمات، وهو ما حرصت عليه الشركة في البلدان الفقيرة في قارة افريقيا ومنطقة الشرق الأوسط»، مبينا أن تأهيل الأفراد علميا أنفع وأجدى بكثير من الدعم المباشر.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )