- العبيد: تنفيذ مشروع «الرؤية» لإعادة هيكلة القطاع النفطي يحتاج إلى موافقة جهات عديدة وتنفيذه لم تتضح معالمه بعد
عمر راشد
حالت مقصلة العقوبات التي تفرضها هيئة سوق المال السعودية ـ وفقا لما قاله الرئيس التنفيذي لشركة «زين ـ السعودية» د.سعد البراك ـ دون حسم الجدل الدائر حول بيع 25% من الشركة والتي أثير الجدل حولها مؤخرا، مشيرا إلى أن القوانين تمنعه من الحديث في الأمر.
وفي رد منه حول وضع «زين» بعد رحيل رجل الأعمال ناصر الخرافي، أجاب البراك بالقول انه كان الداعم الأكبر للشركة ورحيله سيؤدي إلى التأثير بشكل سلبي على أداء الشركة ومسيرتها في المرحلة المقبلة.
وقال البراك في تصريح على هامش الندوة التي نظمتها شركة خدمات القطاع النفطي أمس بعنوان «إدارة التغيير» ان بيع 46% من «زين» الأم هو أمر يعود لملاك الشركة وأي مؤسسة تجارية خاضعة للتداول من شخص إلى آخر، مبينا أن هناك دولا مثل الإمارات لم تفرط في حقها بقطاع الاتصالات لديها وهو حق مكفول للدولة كما أنه مكفول للقطاع الخاص.
وبين البراك أن هناك الكثير من الآليات التي يمكن من خلالها الحفاظ على حقوق الدولة في شركة تمكنت من وضع الكويت على الخريطة العالمية خلال الفترة من 2003 إلى 2007 بإيرادات بلغت 8 مليارات دولار وهو رقم لم يتحقق في أي شركة بالقطاع الخاص في تاريخ الكويت.
واشار الى ان الهيئة العامة للاستثمار يمكن أن تؤدي دورا حيويا في الحفاظ على شركة أدت ولاتزال تؤدي دورا حيويا في الاقتصاد ودفعت بأبناء الكويت لتطوير قدراتهم الفنية والإدارية في الكثير من القطاعات.
وفي رد منه حول موقف الشركة من تنافسية شركة الوطنية للاتصالات و«viva»، قال البراك إن «زين» بعد أن فقدت 50% من حصتها السوقية في الفترة من 2000 إلى 2002، قفزت في المرتبة الرابعة عالميا من حيث الانتشار الجغرافي بمساحة 15 مليون كيلو متر مربع تمتد في 22 دولة على المستوى العالمي، موضحا أن الشركة تمكنت من الصمود أمام تنافسية شركات محلية وعالمية بحجم «فودافون» و«بتلكو» وغيرها من الشركات وتصدرت الأسواق التي تنافست فيها باقتدار. وقال ان «زين» لم تخف من تنافسية «viva» وانما اعترضنا على طريقة دخول الشركة في السوق دون وجود قواعد تنظيمية في السوق، قائلا إن الكويت هي الدولة الوحيدة في العالم التي لا توجد فيها هيئة تنظيم الاتصالات.
وأضاف أن القانون المعمول به حاليا هو قانون البرق والهاتف والبريد الذي تم وضعه في 1958، مستدركا أن ما حدث من تطور على مواد القانون هو في واقع الأمر كان انعكاسا لتطورات سياسية أدت إلى دخول الشركة الثالثة إلى السوق دون وجود منظم لها.
واشار البراك الى ان الاعتراض على دخول «viva» إلى السوق كان في طريقة دخولها والتي لم توفر الحماية للكيان الجديد من شركتي «زين» و«الوطنية».
وأجاب البراك عن تساؤل حول رؤيته لقطاع الاتصالات بالكويت بالقول إن القطاع يعاني غياب رؤية واضحة لتطويره على مستوى الدولة، ملقيا باللوم على ضبابية وضع القطاع لسوء تخطيط الحكومة في وضع رؤية حقيقية للتطوير في السوق.
ولم يوجه البراك اللوم للقطاع الخاص فيما يحدث في قطاع الاتصالات من سوء التخطيط، مضيفا ان الدولة مطالبة بسرعة حل مشكلات الشركات العاملة في قطاع الاتصالات من خلال تنظيم قواعد اللعب.
وضرب البراك مثلا ببوابة الاتصالات الدولية التي تتحكم فيها الحكومة وأدت إلى رفع فواتير الاتصالات على المواطنين وحرمتهم من الخدمة الجيدة وكذلك من السعر المنافس، قائلا بسخرية إذا ذهبتم اليوم إلى جمعة الدستور فأنتم تعرفون من تلقون اللوم عليه.
وأقر البراك بأن القطاع الخاص هو القادر الوحيد على التطوير والتحديث وأن الدولة مطالبة بالعمل على تطوير أدائه من خلال توفير كل الإمكانيات له، مبينا أنه لا يمكن للقطاع الخاص أن ينمو دون وجود الأرضية التي تؤهله لذلك.
وقال إن تطوير أداء القطاع النفطي يستلزم تحوله إلى منهجية القطاع الخاص في العمل وتخفيف الهيمنة الحكومية عليه والسماح للقطاع الخاص بالاستثمار في الاستكشاف والمصافي، وكذلك السماح للعاملين فيه بالتملك في الشركات التي يعملون فيها ما يعزز الولاء للشركات في العمل.
مشروع «الرؤية»
وبدوره، قال رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب بالإنابة علي العبيد ان مشروع الرؤية الخاص بإعادة هيكلة القطاع النفطي تمت الموافقة عليه من قبل بعض الجهات، إلا أن تنفيذه بحاجة إلى موافقات عديدة من جهات أخرى.
واستدرك بالقول ان تنظيم ندوة إدارة التغيير جاءت لإلقاء الضوء على تجربة القيادات العالمية والرائدة مثل الرئيس التنفيذي في شركة «زين ـ السعودية» د.سعد البراك والتي من الممكن أن تؤدي إلى دور فعال في الأداء الاقتصادي.
وبدورها، قالت مدير إدارة الموارد البشرية في شركة خدمات القطاع النفطي منى المطوع ان ندوة إدارة التغيير تشكل نافذة ثقافية تعزز من خبرات العاملين بالشركة وبشكل يعزز من تواجدها بشكل سليم.
على هامش الندوة
٭ أشار البراك إلى أن استثمارات «زين» في دول الشرق الأوسط والخليج بلغت 18 مليار دولار وأرباحها ناهزت 3 مليارات دولار وعملاءها 75 مليون عميل وإيراداتها تجاوزت 8 مليارات دولار بفضل إدارة التغيير الصعبة والمؤلمة التي بدأت في مسيرة عمل امتدت من 2003 إلى 2009.
٭ قال البراك ان من يتصفون بقلة الأدب في المؤسسات هم من يملكون القدرة والرؤية على التغيير، مضيفا أن من يتقلد منصبا رفيعا في شركة دعما لنفوذ سياسي فهو أشبه بالطحالب على جدران المؤسسة ومن أردأ أنواع البشر.
٭ تعقيبا على ثقافة التغيير في مؤسسة البترول قال البراك: شركات البترول التابعة لمؤسسة البترول الكويتية على بالي مثل المضادات الحيوية.
٭ في تعقيبه للتدخلات الاقتصادية من أعضاء مجلس الأمة، أوضح البراك ساخرا أن مجلس الأمة أكثر المجالس النيابية موضوعية ولا يميل للتدخل في أي أمر من الأمور.
٭ دخلت على أحد الوزراء فوجدت الكثير من أعضاء المجلس فسألته هل تقوم بتوزيع الزكاة.