حذر خبير اقتصادي لدى منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) من ارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى مستويات قياسية خلال الأسابيع القليلة المقبلة، إذا لم تشهد دول أوروبا تساقط أمطار غزيرة تمحو آثار الجفاف الذي تعاني منه حاليا.
وقال الخبير المختص بالحبوب عبد الرضا عباسيان إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية سيتواصل بشكل حاد إذا استمر الوضع دون تغيير في أوروبا، مضيفا أن التخوف يكمن في أنه لم يتم الوصول بعد إلى أسوأ مرحلة من زيادة التضخم الناتج عن أسعار الأغذية في الدول الهشة.
وتظهر آخر بيانات «الفاو» أن متوسط سعر الحبوب بلغ مستوى قياسيا في ابريل الماضي حيث قفز بنسبة 71%، وهو ما يضاهي بثلاث مرات الأسعار المسجلة قبل عقد من الزمان، ونبهت «الفاو» إلى أن أمام الدول الأوروبية بضعة أسابيع حاسمة.
وقال عباسيان إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية سيلحق الضرر بسكان الدول الفقيرة، ولن يكون بالمقدور الحيلولة دون اضطرابات بفعل غلاء المعيشة، مضيفا أن المنحنى الذي ستتخذه أسعار الحبوب سيرتهن كثيرا بوضعية الإنتاج الروسي.
ففي العام الماضي حظرت موسكو تصدير إنتاجها من الحبوب بعد الخسائر الهائلة التي تكبدتها نتيجة حرائق ضخمة، ويقول محللون إن حظر التصدير قد يستمر حتى سبتمبر المقبل وربما أبعد من ذلك.
وجاء تحذير «الفاو» بعد نشرها بيانات حول حجم الأموال التي أنفقت لشراء المواد الغذائية الأساسية وباقي السلع والتي بلغت مستويات قياسية في الشهر الماضي، وهو ما يزيد من الضغط على الأسعار التي توجد أصلا في مستوى مرتفع بفعل التوقعات بمحاصيل أقل هذا العام.
وقد تم إنفاق مبلغ 451 مليار دولار في أبريل الماضي في شراء السلع ضمن المبادلات التجارية، بما يفوق بأربعين مرة الغلاف المخصص للغرض نفسه قبل عشر سنوات، حسب بيانات حديثة لمؤسسة باركليز كابيتال.