توقع تقرير «الأمان للاستثمار» حول أداء سوق الكويت للأوراق المالية في 2007 ان السوق سيشهد العديد من التغيرات المرتبطة بتطورات الاقتصاد العالمي حيث أشار الى ان السوق لن يتأثر سلبا بضعف الدولار وارتفاع النفط والمواد الخام وكذلك المواد الغذائية وذلك بسبب ضعف الارتباط بين السوق الكويتي وسوق الأسهم الأميركية مع ازدياد الاحتمال بانتقال السيولة من الأسواق العالمية الى السوق الأميركية وذلك إثر الاضطراب الذي أصاب الأسواق المالية العالمية بعد أزمة القطاع المصرفي التي نتجت عنها أزمة الرهون العقارية.
واشار التقرير الى ان ارتفاع أسعار النفط وصدور قانون هيئة سوق المال وصدور قانون الضريبة المعدل 55% إلى 15% سيكون لها آثار إيجابية على أداء السوق من خلال تشجيع مؤسسات عالمية عملاقة للدخول وبقوة في السوق مما يضاعف معدل الربحية على الأسهم التي حققت أداء قويا خلال 2007 وكذلك تهدئة الأزمة الحالية بين مجموعة الـ «61» ولجنة السوق مع السعي للعمل على تحقيق وتنفيذ القوانين الأخرى المرتبطة بإنشاء مدن جديدة والعمل على تعاون السلطتين التشريعية والتنفيذية من أجل تنفيذ القوانين المختلفة وجعلها واقعا ملموسا يسعى لتحويل الكويت الى مركز مالي وتجاري.
وفي ظل الظروف المعطاة، توقع التقرير ان يبدأ مؤشر السوق مرتفعا خلال شهر يناير انعكاسا لتوقعات الأرباح وتوزيعاتها الإيجابية، بعدها تدخل السوق في فترة هدوء خلال النصف الثاني من العام والتي قد تطول أو تقصر حسب الظروف الاقتصادية المحيطة بها.
وقال التقرير ان سحب أموال من رؤوس بعض الشركات لاستثمارها في أنشطة تشغيلية من العوامل الإيجابية على سوق رأس المال.
وهناك قنوات سيولة داخلية تعوض الخارج من رأس المال، بالاضافة الى وجود ارباح كبيرة حققتها الشركات خلال السنة نتيجة صفقات تخارج من استثماراتها، وهذه الارباح جاهزة للدخول الى السوق مرة اخرى.
ارتفاع السعري مقارنة بـ 2006
وحول أداء السوق في 2007 مقارنة بعام 2006، أشار التقرير الى ان مؤشر سوق الكويت للاوراق المالية اغلق تداولاته لعام 2007 يوم الاثنين الموافق 31/12/2007 عند 12558.9 نقطة بارتفاع مقداره 2491.5 نقطة ونسبته 24.75% عن اقفال 31/12/2006 البالغ 10067.4 نقطة، وارتفاع مقداره 506.9 نقاط ونسبته 4.2% عن اقفال 29/11/2007 البالغ 12.052 نقطة.
وبغض النظر عن الاحداث السياسية والاقتصادية التي مرت على سوق الكويت للاوراق المالية وعما آل اليه النشاط خلال الشهرين الاخيرين من السنة، فقد شهدت سنة 2007 تداولات قياسية من حيث أعلى قراءة تاريخية للمؤشر والتي بلغت 13.175 نقطة ومن حيث قيم وكميات التداول التي بلغت ذروتها خلال شهر ابريل حيث بلغت أعلى قيمة للتداول 1.8 مليار دينار يوم 18/4/2007 تمثل 4% من اجمالي القيمة الرأسمالية للسوق في ذلك الوقت، وبلغت اكبر كمية تداول 795.665 مليون سهم في نفس اليوم، وكانت وراءها عمليات البيع والشراء التي تمت على سهم شركة الاتصالات المتنقلة (زين) التي ارتبط أداء المؤشر صعودا وهبوطا بأداء سهمها خلال الاشهر من فبراير الى يوليو.
وكان سوق الكويت للاوراق المالية قد شهد قبل ذلك في شهر مارس 2007 اكبر صفقة مرت في تاريخه، وهي صفقة استحواذ شركة الاتصالات القطرية (كيوتل) على 51% من أسهم الشركة الوطنية للاتصالات المتنقلة بقيمة 1.075 مليار دينار تقريبا، وكانت تلك الصفقة بمنزلة الشرارة التي أشعلت تداولات السوق وقادت المؤشر الى الارتفاع. فقد غير السوق بعدها من اتجاهه الهبوطي الذي ساد عام 2006 واستمر الى بداية فبراير 2007 وكسر المؤشر حاجز المقاومة الرئيسي البالغ حينذاك 10.450 نقطة ليبدأ بعدها دورة صعود من 7 فبراير الى 21 اكتوبر.
تحليل الأداء في 2007
وقال التقرير في رصده لأداء التداولات خلال 2007 ان تلك التداولات قد بدأت مرتفعة واستمرت حتى 9 يناير في الارتفاع الذي بدأته منذ 5/12/2006 والذي جاء ترقبا لإعلانات توزيع الارباح ثم انخفض المؤشر لمدة شهر تقريبا حتى 7 فبراير حين بدأ في التحسن الى ان جاءت صفقة الوطنية للاتصالات في شهر مارس لتعطي السوق دفعة كبيرة استمر في الصعود بعدها صعودا حقيقيا حتى اوائل يوليو 2007 واستمر مؤشر السوق السعري في الصعود حتى بلغ أعلى قمة له في 21/10 الا اننا كنا قد بدأنا نشهد ضعفا في اداء السوق منذ 10/7 على مؤشر الامان العام الذي نؤمن بانه ينقل صورة معبرة عن الاداء الفعلي للسوق، حيث أصبح الاتجاه جانبيا وليس متصاعدا، وجاء تحليلنا في هذا الوقت ليوضح ان مؤشر الامان حقق خلال الفترة من 10 يوليو الى 21 اكتوبر نموا مقداره 1.6% فقط في حين حقق مؤشر السوق السعري نموا بلغ 6.4% وكان الواقع ان 95 شركة لا تمثل الا 5% من القيمة الرأسمالية للسوق هي التي شهدت اسعارها ارتفاعا خلال تلك الفترة، كما ان الاقفالات المصطنعة خلال اللحظات الاخيرة للتداول هي التي أعطت هذا الانطباع غير الواقعي عن ارتفـــاع السوق، وكانت هذه الفترة من الامثلة الاكثر وضوحا عن الخلل الذي يعاني منه مؤشر السوق السعري في التعبـــير عن واقـــع سوق الكويت للاوراق المالية.
وشهد السوق يوم 22/10 انخفاضا لم يشكل ازعاجا لنا، وتصورنا ان هناك دعما قويا للمؤشر، الا ان الانخفاض الكبير الذي حدث يوم الخميس 29/10 شكل بداية القلق بشأن دخول السوق في اتجاه هبوطي متوسط الاجل، وكان تحليلنا في حينه انه لو لم يعاود السوق ارتفاعه ليتجاوز خط المقاومة المكسور عند 12300 نقطة ويبقى فوقها بقوة فإن الصورة لن تكون مشرقة.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )